22 نوفمبر، 2024 2:00 م
Search
Close this search box.

أجنحة الشيطان.. ومخالبه

أجنحة الشيطان.. ومخالبه

قيل ان بين الحقيقة وما يشبه الحقيقة أربعة أصابع، تلك هي المساحة الفاصلة بين العين والأذن. بين أن ترى وأن تسمع.

وقيل ان بين ناظم الثرثار وناظم التقسيم ثمانية وعشرين كيلومترا. الأول يقع على نهر دجلة، والثاني على نهر الفرات. على ضفاف الأول صنعت كارثة كارتونية أريد لها ان تكون إعادة انتاج لكارثة سبايكر، وعلى ضفاف الثاني حصلت كارثة أشد وطأة بمقاييس أعداد الضحايا ومساحة الأرض التي استولى عليها تنظيم داعش وان كان لساعات. الأولى رواية أبناء الشيطان والثانية رواية رسمية على لسان وزير الدفاع خالد العبيدي.

أتذكر قول روبرت كالغان “لقد ظننا ان الشيطان مات، ولكن يبدو ان آثار قدميه في كل مكان”، وفي ناظم الثرثار لم تكن آثار قدمي الشيطان فقط، بل وآثار أظفاره تنشب في جسد الحقيقة المغيبة. ثمة صراع بين حزب الدعوة.. وحزب الدعوة، يتأجج كلما تحققت الانتصارات في ميادين المعركة مع داعش.

أسجل استغرابي لعدم انشقاق حزب الدعوة بعد تنحية المالكي وتنصيب العبادي رئيسا لمجلس الوزراء، مثلما حصل بعد تنحية ابراهيم الجعفري وتنصيب المالكي خلفا له. كان الحزب ينشق لأسباب أقل من تنحية أمينه العام حتى غدا “أحزابا” للدعوة مع لواحق متعددة.

ميادين الحرب لا يلهو فيها الغلمان ولا تتلوى فيها أجساد الراقصات، لكن في عراق المتناقضات، ثمة أفواجا من المقاتلين الغلمان الوهميين على صفحات التواصل الاجتماعي، يصنعون الهزائم والانتصارات وفقا لقياس المسافة الفاصلة بين قرني الشيطان، ووفقا لايقاع الراقصات وان كان على متن طائرة سمتية.

لا يعرف الإعياء طريقه الى أولئك المخضبين بدم المجازر المتجولة على الأرصفة والمساجد والمدارس والكنائس، والمتخمين بأموال الشعب المسروقة نهارا جهارا، فشبق الحكم حين يكون في عربة واحدة مع اللوثة السياسية لا ينتج إلا الكوارث.

زوبعة ناظم الثرثار كانت صرخة في رمال الفشل التي ترسبت على ضفاف المدن التي تهاوت بلمح البصر أمام هجوم تنظيم داعش، وعلى رفوف فجائع الصقلاوية والعلم وسبايكر، كان ثمة وهم ان لا مجال البتة لقيادة بلد تجتاحه الحروب والازمات الاقتصادية والامنية والثقافية،

لكن ما تحقق في عهد العبادي، وهو أقل من المطلوب بكثير، أسقط هذا الوهم، وأسقط أيضا وهم القائد الأوحد الذي يليق بالمرحلة، قائد الفشل الذي يستحق ان يحل على صفحات غينيس، القائد الذي رفع لواء الطائفية وأوشك ان يطلي مناطق العراق بالدماء التي تجري جنبا الى جنب مع دجلة ومع الفرات.

تذكروا؛ ان الشائعات تصحو، والتفجيرات تتناسل، كلما اقترب موعد الكشف عن نتائج التحقيقات في نكبة الموصل ومجزرة سبايكر.

[email protected]

أحدث المقالات