اعتاد السياسيون العراقيون الطائفيون على لعب ورقة اثبتت فاعليتها دائما قبل كل انتخابات الا وهي الورقة الطائفية. يفتعل الطائفيون الذين يتبوؤن مناصبا حكومية, لايريدون مغادرتها اما طمعا باستمرار تدفق المال المسروق او بسبب ادمان الجاه والسلطة او نتيجة الخوف من الملاحقة القانونية جراء ماارتكبوا من جرائم بحق الانسان والمال العام العراقي, يفتعلون ازمات طائفية من شأنها تاجيج التخندق الطائفي قبل كل انتخابات, يعززون ذلك بحملة اعلامية تعج بخطب وتصريحات طائفية ترعب الشيعة من قدوم السنة او العكس والعرب من قدوم الكورد او العكس.
ورغم ان المالكي لم يكن يتوقع شدة رد فعل السنة العراقيين على آخر ازمة افتعلها لتاجيج الشارع الشيعي طائفيا لدعم قائمته قبل انتخابات المحافظات ( القاء القبض على حماية وزير المالية السني والقيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي بتهمة التورط بعمليات ارهابية) لكن توالي الاحداث وتطورها أخذ منحى يصب في مصلحة المالكي بشكل لم يتخيله لا هو ولا قائمته لذا فاني ادعو بقية الكتل المتنفذه في البرلمان العراقي الشيعية منها والسنية والكوردية بتمرير قانون يؤجل انتخابات المحافظات الى ان تستقر رمال المعركة الطائفية ويتضح للناخب من كانوا ورائها. اذاما نجحت الكتل السياسية بتأجيل انتخابات المحافظات فانها ستكون قد نجحت بعدم تأثير الشد الطائفي على خيار الناخب ومن ثم تفويت الفرصة على المالكي وقائمته من استثمار الازمة الطائفية التي افتعلها قبيل الانتخابات.
[email protected]