توالت خلال الفترة الاخيرة أحداثا و تطوراتا غير عادية على صعيد الاوضاع في إيران، والمميز فيها جميعا بإنها تسير کلها في إتجاه لايخدم مصلحة النظام الايراني خصوصا وإن هناك أزمات و مشاکل مختلفة مستعصية و مزمنة تعصف بالنظام و تحاصره من کل جانب، ويمکن القول بأن النظام ومن خلال عدم تمکنه من إيجاد حلول لتلك المشاکل و الازمات، قد صار في خضم مرحلة توحي معظم ملامحها على إنها مصيرية.
تراجع دور النظام عالميا و إقليميا و تزايد صدور القرارات المعادية ضده على مختلف الاصعدة ومنها على سبيل المثال لا الحصر المواقف الاسلامية و العربية و الدولية المناهضة لسياسات إيران و ماصدر عن تجمع 1 تموز للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية في باريس و غيرها من المٶتمرات الهامة التي أجمعت على إدانة و رفض سياسات و دور هذا النظام في تصدير التطرف الاسلامي و الارهاب و التدخل في دول المنطقة بالاضافة الى الانتقادات الحادة التي تم توجيهها لهذا النظام على خلفية عدم إلتزامه بالاتفاق النووي و سعيه لإنتهاکها، کل هذا في خطه العام يعطي إنطباع واضح بأن النظام ليس بخير أبدا.
في خضم هذه الاوضاع و هذا التراجع الواضح و تزايد الانتقادات و الادانات الموجهة له و تصاعد الرفض الشعبي من مختلف شرائح و طبقات الشعب الايراني ضده و بروز دور منظمة مجاهدي خلق إقليميا و دوليا، جاء الاعتراف الخطير الاخير لوزير الاستخبارات الايراني السابق فلاحيان و الذي أعلن فيه بصورة غريبة من نوعها مسٶولية النظام عن إعدام 30 ألف سجين سياسي في صيف عام 1988 من دون محاکمة طبقا لأوامر مٶسس النظام خميني علما بأن هذا التصريح جاء معززا للملف الصوتي لرجل الدين منتظري والذي تضمن إعترافات بحجم الجريمة الشنيعة التي إرتکبها هذا النظام في صيف عام 1988 و الذي يمکن إعتباره شهادة واقعية على مجزرة جماعية إرتکبها نظام الملالي بحق 30 ألفا من السجناء السياسيين من أعضاء منظمة مجاهدي خلق في عام 1988، بما يکفي کدليل إدانة بحق قادة و مسٶولي النظام ممن تورطوا في تلك الجريمة.
توقيت طرح و إعلان هذا الملف على الرغم من إنه کان بأيدي نجل المنتظري طوال الاعوام الماضية، يمکن أن يفسر على إنه کان مسعى من عائلة المنتظري للتبرٶ من هذا النظام خصوصا وإن کل الامور و الاوضاع تتجه بسياق لايتفق أبدا و مصالح النظام، ذلك إن هذا النظام و بعد مرور عام على الاتفاق النووي الذي صفق له البعض ظنا منهم بأن النظام سيعبر بواسطته الى ضفة الامان، يبدو على أسوء مايکون و يمر بظروف عصيبة و يعاني من الاختناق في الکثير الامور، ولهذا فإن من المتوقع کثيرا وبعد سلسلة العقوبات الاخيرة التي فرضتها واشنطن على إيران و بعد تصاعد مد رفض هذا النظام و الدعوة لقطع يده في المنطقة والاوضاع الداخلية الوخيمة التي وصلت الى حد صيرورة الفقر و المجاعة و التفكك الاسري و الجريمة و الادمان على المواد المخدرة ظواهر مألوفة و تنامي الغضب الشعبي و السخط الذي وصل الى ذروته، أن تسير الامور في إيران بإتجاه يمکن أن يٶشر لوضع هذا النظام على سکة النهاية!