23 ديسمبر، 2024 5:49 ص

أثيل النجيفي ..ونينوى..وشهادة للتاريخ

أثيل النجيفي ..ونينوى..وشهادة للتاريخ

ما إن تتمعن في سيرة محافظ نينوى أثيل النجيفي وتتابع مواقفه الوطنية أزاء ماجرى في الموصل حتى قبل سقوطها ، يؤكد ان الرجل كان قد توقع حصول أن تتدهور الاوضاع في محافظته، لكنه لم يكن يدرك تماما ان الاحداث تتطور بهذا الشكل التراجيدي المتسارع وتسقط محافظته في غفلة من الزمان!!
وقبل ان تسقط نينوى بيد داعش كان الرجل قد أكد انه أبلغ المركز في بغداد أكثر من مرة بأن لداعش محاولات من هذا النوع لاستهداف محافظته، لكنه لم يجد اذنا صاغية لأن العساكر وقياداتهم هم من يتحكمون بالمشهد الدائر هناك، وليس لديه أية قدرة على التدخل عسكريا لانقاذ ما يمكن انقاذه!!
ولقد تابعنا تصريحات مسؤولين رفيعي المستوى من كيانات شتى ومنهم رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ، ولم نجد من الرجل انه حمل محافظ نينوى أية مسؤولية عما جرى هناك، وعقد الرجل اجتماعا موسعا مع مجلس محافظة نينوى رغم اعتراضات اثارها البعض للحيلولة دون حضوره!!
كان ان قيادات كردية وقيادات من جهات سياسية مستقلة على مستوى رفيع كانت قد أشادت بموقف محافظ نينوى قبل ازمة احتلالها من داعش وما بعدها، وهو لم يترك محافظته لوحده اثناء الاحداث الا بعد ان وصل الامر مرحلة السقوط الكامل!!
مستشار الصحوات ثامر التميمي أشاد من جانبه في أكثر من لقاء تلفزيوني هذا الاسبوع من على قناتي دجلة وبغداد الفضائيتين بمواقف أثيل النجيفي وسعيه لتشكيل قوات لمقاتلة داعش وتحرير نينوى من قبضتهم الاجرامية..ورفض الرجل تحميل اثيل النجيفي مسؤولية سقوط نينوى.
بل ان مستشار الصحوات ثامر التميمي وهو رجل عسكري مخضرم أكد اهمية تشكيل قوات لتحرير المحافظة من قبضة داعش ، في مرحلة تتزامن مع سعي سريع لتشكيل قوات الحرس الوطني، واستغرب الرجل التأخير في تشكيل قوات وعدم صدور قانون ينظم شؤونها حتى الان!!
اما العجب العجاب فهو التطبيل شبه اليومي من على قناة الشرقية وتسخيرها بعض النواب عن نينوى لاستهداف المحافظ من خلال تجمع خدمي يطلق عليه ” النهضة ” يكيل التهم الجزاف بين ليلة واخرى بدعم اعلامي من البزاز ضد أثيل النجيفي ويتهمه بالهرب من نينوى خلال الاحداث وعدم لقائه اعضاء مجلس المحافظة بالرغم من ان الرجل كان يتابع تطورات الموقف عن كثب من أربيل مقر اقامته الاخير!!
وقد وجد رئيس قناة الشرقية سعد البزاز في بعض نواب نينوى ومنهم النائب عبد الرحمن اللويزي يعاونه معاون مجلس محافظة نينوى عبد الرحيم الشمري ونواب اخرون والشيخ عبد الله الياور فرصته ليكونوا ضيوف برنامجه اليومي (الحصاد) لا ليحصد الزرع كما يظن البعض ، ولكن ليحصد كل صوت يريد ان يحمل معوله ليتقول على أثيل النجيفي بما لم ينزل به من سلطان!!
كان سعد البزاز يقبض صفقات مالية يسيل لها اللعاب من جهات وشخصيات سياسية وحكومية مختلفة التوجهات والاطوار، جراء حملاته المسعورة هذه ، وجد فيها البزاز ضالته لاثارة كل عوامل الفتنة والاحتراب بين قيادي نينوى وشق صفوف ابناء هذه المحافظة واشاعة اليأس من امكانية تحرير محافظتهم في وقت قريب!!
ويشهد الكثير من القادة السياسيين المعروفين بالمواقف المشرفة ان محافظ نينوى لم يقصر في اداء الواجب ، وان وجد تقصير فالرجل ليس وحده مسؤولا عنه بل كل اعضاء مجلس محافظتها، بل ويتحمل قاداتها العسكريين كل سقوطها بالرغم من وجود اربع فرق عسكرية هربت بلمح البصر امام داعش!!
ونقولها شهادة للتاريخ،ان أثيل النجيفي كان قد حذر من نتائج وخيمة ان بقي تهميش مجلس المحافظة من قبل العسكر، وعدم احترام قوات الجيش لمهامها وقيام هذه القوات بحملات أساءت الى سمعتها خلال تعاملها مع الازمة في نينوى قبل سقوط داعش، وهي نفس القوات التي سلمت محافظتها دون قتال!!