18 نوفمبر، 2024 12:55 ص
Search
Close this search box.

‌أتَهام الكورد كعملاء للصَهاينة.. حكاية بلسان عربيَ!

‌أتَهام الكورد كعملاء للصَهاينة.. حكاية بلسان عربيَ!

تشوَه بعض الأقلام من أنصاف المثقَفين من العرب و على وجه التَحديد ألعراقيَين ألحقائق حول الكورد أرضا و شعبا و يتهجَمون على تلك الحقائق و كلَ الثَوابت و الأدلَة التَأريخيَة دون وازع من ضمير أو ذرَة من الأنسانيَة، وبدلا للبحث عن دراية أوسع عن الموضوع الكوردي و تضافر كلَ الجهود البنَاءة لأيجاد حلَ سياسيَ تحقَق طموحات الشَعبين الكورديَ و العربيَ، يعودون الى الوراء ليبجثو عن المنجزَات الَتي شهدها العراق تحت الظلَ الأسود أيَام النَظام البعثيَ البائد ليبقو على نمطيَته تاركين وراءهم ألحقائق التَأريخيَة عن الأمَة الكورديَة و تهميش الواجب التَأريخيَ الَذي يقتضي بذل كلَ ما من شأنه ألأعتراف بوجود الشَعب الكورديَ و كذلك الواجب الأنسانيَ بذل المزيد لأجل عدم تكرار الماضي الأسود و وقف نزيف الدَماء و الدَمار.
من النَقاط ذات الأهميَة و الحسَاسة جدَا هي أنَ من بين أوساط المثقَفين ولا أقول من النَاس العادييَن، بل ألمتمثَلين بالأعلاميَين و الصَحفيَين والسَياسييَين البارزين من العرب سواء من العراق او دول عربيَة يتستَرون عن الحقوق الكورديَة ويحاولون التَقليل من الشَان الكورديَ بشتَى الوسائل كالتهجَم على الشَخصيَات الكورديَة المهمَة كالشَخصيَات السَياسيَة والقوميَة و كذلك المثقَقين محاولين تشويه السَمعة بأداة حربيَة أعلاميَة و الحيلولة دون أدراك النَاس بحقيقة الكورد و كأنَهم بتصرَفهم هذا يحاولون أخفاء حقيقة الكورد الطَالعة كحيوط الشَمس بغربالهم المكسَر الغابر دون أن يشعروا أنَ محاولاتهم كهذه ستخدم الشَعب الكورديَ و تزيد من جماهيريَتهم و عزمهم أمام العالم أكثر فاكثر لأنَهم حقيقة واقعة على الأرض ولا يمكن لأحد انكار هذه الحقيقة أو محاولة أزالة هذه الحقيقة من الأرض الَا بأزالة الأرض نفسها من تحت أقدامهم ليحفرو الحفرة لأنقسهم ما دامو حفروها لأخوتهم.
أنَهم لا يملكون شيئا سوى أنَ  سَلاحهم الوحيد الذي بقي هو ترويج الأكاذيب ومنها أتَهام الكورد كعملاء للصَهاينة أو دعم سياستهم، وليس اليوم ما نسمع هذه الاكاذيب من انصاف المثقَفين كما ذكرت آنفا ولكن يعود ذلك الى عقود مضت و بالتَحديد منذ 1991 بعد ان رسم المجتمع الدَوليَ ألحزام الامنيَ المعروف للكورد في شمال العراق لحمايتهم من أنياب النَظام السَابق ليسنح هذا الحزام ألفرصة المهمَة للشَعب الكورديَ للتَمتَع بالحريَة  و بناء جبهة كوردستانيَة موحَدة و بناء برلمان كوردي على ارض كوردستان العراق لأوَل مرَة قبل سقوط صنم رأس النَظام في وسط عاصمة الرَشيد، بغداد 2003 وبدء عصر النَهضة الكورديَة ببناء أقليم كوردستان متطوَر ينافس الشَرق الاوسط بعاصمته اربيل وقيادة الرَئيس البارزانيَ منذ ذلك الحين والى اليوم.
 من هنا و منذ تحرير العراق بدأت الزَوبعة الأعلاميَة من قبل العرب و خصوصا ألأسلاميَين المتشدَدين للتهجَم على السَياسة الكورديَة و أتَهامهم ليس كعملاء للغرب و الولايات التَحدة بل للصَهاينة و دعم سياسيتهم و دولتهم الأسرائيليَة. فبدلا من ان يبحث كتَاب و صحفيَيو العرب ألحقائق والأسباب الَتي أدَت الى ألتَطوَر الأعماري و الامني والاجتماعي و الأقتصاديَ في أقليم كوردستان والسَعي الى أقناع السَلطات العراقيَة أن يحذو حذو التطوَر الكورديَ الّذي لا يمكن ان يقاس بالأجزاء الاخرى من العراق والتراجع المخيف الّذي اوقع البلاد في الهاوية الأقتصاديَة بعد ان كان في قمَة اقتصاد العالم، بدلا من ذلك فتحو صفحة من التَعصَب و الحقد والكراهيَة الشَوفينيَة ان صحَ التَعبير ضدَ الشَعب الكورديَ داعين انَ كلَ الخيرات هي نتيجة دعم الغرب و الصَهاينة لهم دون أيَ ادلَة او تبرير يؤيَد مقولتهم أضافة الى ظنَهم انَه توجد علاقات سريَة مع المخابرات الأسرائيليَة عوضا عن الغربيَة.
 بالتَاكيد انَ ما بنيت عليه هذه السياسة من قبل هؤلاء المذكورين هو أساس فاشل لانَ ذلك يذكَرنا بما قيل ويقال انَ أكثر من عشرين دولة عربيَة غير قادرة على دولة أسرائيل الصَغيرة الَتي لا تضاهي نصف دولة عربيَة، و كذلك مئات الملايين من العرب على خارطة الوطن العربيَ كما رسموها بانفسهم و اعترفو عليها بانفسهم غير قادرين على زحزحة مليوني أسرائيلي، فما بالك من أكثر من أربعين مليون كوردي لو توحَدو باذن الَله و ألتحمت كلَ اجزاء كوردستان ببعضها البعض مستقبلا عاجلا ام آجلا، فماذا سيفكَر العرب؟ كيف سيرعبهم العقل الكورديَ لو كان مدعوما من العقل الأسرائيليَ الّذي ألّمهم لزمن طويل؟ هذا ما يمكن أحيانا ان نبرَر لماذا هؤلاء يتَهموننا الكورد بعملاء لاسرائيل ربضما خشية من انفسهم من أسرائيل ثانية!
ننادي هؤلاء، نحيفي النَفوس، أن يعودو الى منطق العقل و الرَشد وأن يكفَو من هذه التَصريحات المخجلة الَتي لا أساس لها سوى سقيهم لشجرة الحقد بين أخوة العرب و الكورد. و لو أنَهم فعلا مصرَون على ما يدَعون أليه، نردَ عليهم فليردَو على ردَنا بكلَ شفافيَة و صدق: هل يعقل أنَهم يتَهموننا الكورد كعملاء لدولة أسرائيل او يشبهوننا بالصَهاينة و تأييدهم و دعم سياستهم؟ لو كان ذلك صحيحا لما أيَد الكورد اخوانهم الفلسطينييَن و دعى اللَه ليخفَف من آلامهم و معاناتهم؟ لو فعلا يدعَم الكورد الصَهاينة لأشترو مثلهم ألأراضي الزَراعيَة و الأملاك من أبناء دينهم و جيرتهم العرب في فلسطين كما اشترى اليهود أملاكهم و عقَاراتهم و دوَنوها رسميَا بأسمائهم فتبدأ الحروب بينهما فيما بعد؟ لو يفضَل الكورد ألصَهاينة على غيرهم و يسيرون دربهم كما يدَعي بعض العرب و الأسلاميَين الرَاديكالييَن لما وجدو أكثر بيوت اللَه من الجوامع المتقدَمة و الهيئات الأسلاميَة و الدَراسات الدَينيَة في المناطق الكورديَة و لما سمعو أكثر الاسماء الدينيَة في القرآن الكريم و أسماء الانبياء على أبناء الكورد و لما وجدو منهم الاحترام الكبير للديانة الاسلاميَة من جيث تأدية الصَلوات والصَوم في شهر رمضان و تقديسه و زيارات مكة و حجَ بيت اللَه و غيره؟  لو كان فعلا يدعَم الكورد الصَهاينة كما هو حال العرب أنفسهم اليوم  لفتحو دون تردَد سفارات أسرائيليَة بينما العلم الأسرائيليَ يرفرف على مبنى سفَاراتها؟  لو كان الكورد مدعّمين من الصَهاينة لما قابل الرَئيس البارزانيَ مع الرَئيس الفلسطينيَ قبل عام لفتح علاقات طيَبة و فتح أبواب كوردستان لاخوتهم الفلسطينيَين و دعمهم ماديَا و معنويَا؟  لو أيَد الكورد سياسة أسرائيل لما سكت العالم بغربه و شرقه و عربه و عجمه خاصَة دولة السَوبرباور الامريكيَ ألحليف الاقرب لأسرائيل عن جريمة القتل الجماعيَ و الوحشيَ بأستخدام نظام صدَام السَلاح الكيميوي في حلبجة؟ و لما تمَ قمع و دحر الحركة الكورديَة عام 1975 بمؤامرة خبيثة مكشوفة بين أيران و العراق و الولايات النتَحدة في أرض الجزائر؟  لو كان الكورد حليفا لاسرائيل لما بقي حتَى اليوم أكثر من أربعين مليون كورديَ حتَى القرن ال21  بلا دولة و سيادة موزَعين من بين أنياب أربعة أعداء يكرهون وجودهم. لو كان الكورد فعلا حليف الصَهاينة لما أستبدل البريطانيَون معاهدة سيفر ب لوزان المشؤومة و دفن الحلم الكورديَ في أنشاء وطن كورديَ وأبقاء كوردستان أليمة مجزَأة بين أربعة دول لقرابة قرن آخر من الزَمن تؤلم و تجرح و تدحر بشتَى الوسائل القمعيَة و اللأنسانيَة؟ لو كان الكورد كما يتصوَره هؤلاء لما فتح ألكورديَ صلاح الدَين الأيَوبي ألقدس للعرب و الأسلامييَن بدعم من رؤساء من قبائل كورديَة؟ لو كانو ….. و القائمة طوييييلة!!!!!!
هؤلاء هم الكورد محبَو قوميَتهم و دينهم و ها هم انتم و هذا هو حقدكم تجاه الكورد و حججكم الباطلة الَتي لا تشف من جوع.
وأخيرا مهما قيل و قال من هؤلاء ألصَفوة الشَوفينيَة المثقَفة، فأنَ  قيلهم و قالهم لا يجديان نفعا وأنَ ما يدَعى أنَ الكورد مدعومون من قبل أسرائيل و أتَهامهم كعملاء للصَهاينة أنَما هو حكاية مبطلة بلسان عربيَ! .

أحدث المقالات