متى ما تاب الذئب عن أكل الخراف ستندم وستتوب أميركا عن مغامراتها في التهام الدول أو حصارها .. “بيش كيلو أوباما” .. لا بالعير ولا بالنفير مثلما يُقال .. أوباما ليس بتلك الجرأة أو الحرّيّة الكافية في اتّخاذ قرار استراتيجي رئاسي ويعتبر من صلب قرارات الولايات المتّحدة أو لنقل ولربّما لن نخطئ إنّ جنح بنا التصوّر “أصبح حصار كوبا من الفولكلور السياسي الأميركي” لن يجرؤ ولا حتّى الرئيس الأميركي المدلّل جونسون في القدرة على إلغائه .. ثمّ ما هي الأضرار الجدّيّة الّتي مسّت أميركا من كوبا طيلة عقود طويلة , على العكس , كوبا هي المتضرّرة .. موقع كوبا موقع استراتيجي بالنسبة لروسيا “عند احتماليّة التصادم المسلّح” ما بين أميركا وروسيا فيما لو حدث .. أميركا لم تأت بمغامرتها بين أحضان الحدائق الخلفيّة لروسيا وللصين ؛ سوريّا والعراق وإيران , لولا وجود أو تبلور خطّة استراتيجيّة لمحاصرة الصين والهند وروسيا والاطاحة بالنظام السوري وفق خطّة “التآكل التدريجي لجرف الساحل” لاقتناص المبرّر المناسب في اللحظة المناسبة للهجوم على سوريّا ويتطلّب تواجد عسكري ضاغط وخانق ومرتكز وقد تشبّع بالكرّ وبالفرّ عن قرب ومع هدف الرماية التدريبي “داعش” بعدها تكون أصابع يدها تزحف بها بطريقة “مشية العنكبوت” أثناء ذلك ومقتربة من الفريسة شيئاً فشيئاً ومن وضع مناسب .. يبدو أنّ الولايات المتّحدة ,
ومنذ ورطتها في العراق , وبعد أن فشلت في إسقاط النظام السوري تحت يافطة الربيع العربي رغم محاولاتها العديدة والّتي لا تُنسى بسهولة للمتابعين , قرّرت المضيّ في طريق اللّا عودة ومهما كانت النتائج , فمشروع “القرن الأميركي” لابدّ منه وبعكسه ستنطوي الرغبات الأميركيّة على نفسها وتذهب استعداداتها العسكريّة وهيكليّتها في حرب النجوم منذ الحرب الكونيّة الأولى واستحضاراتها منذ ذلك التاريخ سُدىً وضياع تريليونات الدولارات لهذا الغرض ودون جدوى وسيضيع من بين يديها كلّ شيء وسيموت الحلم في بزّ نابليون وتحقيق ما لم يستطع تحقيقه في حلمه اجتياح روسيا العصيّة عن السقوط طيلة وجودها وسيضيع وستضيع معه سيبريا المكتنزة والمتخمة لحدّ أسنانها بالطاقة من بين يديها .. قرار التصالح مع كوبا مشابه مع الثورات البرتقاليّة المزمع تكرارها مع الدول المتاخمة لروسيا وإن اختلف الأسلوب أو تناقض معها فالمهم خلق مشكلة أخرى لروسيا وصداع في الرأس قاسي وردّاً مناسباً على مؤتمر بوتن الصحفي الأخير ودعماً مزاخماً للتواجد الغربي في أوكرانيا ومتساوقاً لزحف الناتو البطيء للإحلال في البحر الأسود وفي الأراضي الأوكرانيّة .. هذا باختصار شديد المزعج الّذي يشوب قرار أميركا فكّ حصارها الطويل عن كوبا ..