23 ديسمبر، 2024 11:10 ص

أتكيت الهدايا.. وأتكيت الرشوة

أتكيت الهدايا.. وأتكيت الرشوة

الهدية: تعبير عن الامتنان.. أو عن الحب.. أو عن المودة.. أو عن الصداقة.. أو رد جميل لشخص ما.

ـ وللهدية: تأثير في مشاعر النفس.. وعمقها في التعبير أكبر من أي شيء آخر.

 

ـ والهدية: جالبة للمحبة.. ومذهبة للشحناء.. وتدخل السرور إلى النفس.

ـ والهدية: سبباً للتآلف بين القلوب والاجتماع.. وشيوع المودة بين الناس.

ـ والهدية: شعيرة ذكرتها كل الأديان السماوية.. ذُكرتْ الهدية في كتاب الله: قالت بلقيس:

(وإني مرسلةٌ إليهم بهدية.. فناظرة بمً يرجعُ المرسلون).. صدق الله العظيم.

ـ قال سيد الخلق: (تهادوا.. تحابوا).. و( أجيبوا الداعي.. ولا تردوه).. صدق رسول الله.

ـ إذن الهدية: خطوة إيجابية.. وسلوك إنساني لتعزيز العلاقات الإنسانية بجميع مسمياتها.

 

من هو المهدى إليه؟

ـ هل هو من العائلة.. أم صديق.. أم صديق جديد.. أم أحد المعارف الذي اسدى لك معروفاً؟

ـ في العادة.. يقدم الإنسان أفضل الهدايا لأفراد عائلته المباشرين.. زوجته.. وبنيه.. وأمه.. وأبيه.. ثم اخوته.. وأخواته.

ـ لكن هذا التنميط ليس ثابتاً.. ويتفاوت حسب أهمية الناس في حياته.

ـ البعض يقدم أثمن الهدايا لإحدى عماته.. لأنها لعبت دور الأم في حياته.. وقد ينطبق هذا على الشقية الكبرى.

ـ المرأة.. حين تهدِي تصبح القضية أصعب في التعامل مع الغرباء.

ـ فالرجال غالباً يفسرون الهدية التي قدمتها امرأة لهم بشكل خاص قد لا يكون هو ما عنته.

ـ لذا تحذر النساء عند الاهداء إلى الرجال.

ـ الهدية.. تتصل أحيانا بحجم الكرم الذي أظهره تجاهك الشخص الذي تنوي اهداءه.

ـ وهنا يصبح التساوي في المقدار والمناسبة مهماً.. فلو كان المُهدى إليه حاضراً في حفل زفافك.. ومعه هدية ما زالت تحتل في بيتك جداراً بارزاً.. فسوف تفكر حتماً في هدية تحتل نفس المكانة والمساحة في حياته.

ـ الهدايا: للمعلمين والمدرسين وأساتذة الجامعات:

ـ وهذه فيها تحديدات كبيرة.. لأنّ التلامذة والطلبة لا يملكون استقلالاً مالياً يتيح لهم تقديم هدية تكافئ جهد المعلم أو المدرس أو الأستاذ.. وغالباً توجه لهم هدية جماعية من كل الطلبة أو التلاميذ.

ـ البعض تهمهم جداً الهدايا المصنوعة باليد.. وهكذا فإن قالب كيك أو كاتو.. أو كمية من كعك العيد.. أو صحنا ًعامراً ببطة محشوة يمكن أن يصبح شكلاً منتظماً من التهادي بين الشقيقات المتزوجات.

ـ الأمهات.. يهدين أبناءهن كنزات صوفية حُكنها بأنفسهن.. وكذا تفعل الشقيقات الكبريات.. هذه هداية لا تقدر بثمن بالنسبة للأبناء.. وكذا بالنسبة لمن قمن بإهدائها لأنّ حياكتها تطلبت جهداً وصبراً طويلاً.

ـ البعض يفضل أن يُهدي مبلغاً من النقود.. ويقدمه في ظرف أنيق مغلق.. لكنّ كثيراً من الناس يمتنعون عن قبول الهدايا النقدية.

ـ وهنا توصلت محلات.. بيع الهدايا.. والعطور.. ومواد التجميل..

ـ بل وكل المحلات إلى فكرة بطاقة الهدية: وتتضمن بطاقة معبأ فيها مبلغ نقدي ضمن حدود رغبة المُهدي.

ـ وبوسع المُهدى إليه أن يأخذ البطاقة.. ويذهب بها إلى أي فرع من المحل المذكور قريب من منزله ويبدلها ببضاعة حسب رغبته.

ـ هذا النوع من الهدايا يقدم غالباً للمتزوجين حديثاً.. ويتيح لهم استفادة عملية من الهدية.

 

ففي دراسات أجريت بجامعتي أوهايو وشيكاغو، وجد الباحثون أن ردّ فعل الناس يكون سلبيا على الهدايا التي قيل لهم -أو استنتجوا- أنها لمساعدتهم على توفير المال، لأن تلقي هذا النوع من الهدايا يجعلهم يشعرون بالدونية تجاه مقدّم الهدية.

وأظهرت النتائج التي أجريت على 405 أشخاص “أن الذين حصلوا على هدية تهدف إلى توفير أموالهم، قالوا إنها جعلتهم يشعرون بالحرج والخجل والعجز”، لأنهم يعتقدون أن مُقدم الهدية ينظر إليهم من مكانة أعلى”.

يقول غرانت دونيلي، المشارك في الدراسات إن “الطريقة التي تُقدم بها الهدية قد تؤثر على الآخرين. فقد يشعرون أن مقدم الهدية يعتبرهم غير أكفاء ولا يمكنهم الاعتناء بأنفسهم، لأنهم بحاجة إلى المال”.

لذا ينصح دونيلي بالتدقيق في الرسالة المرفقة مع الهدية “كي لا تضر بالعلاقة مع متلقيها”، وإن كان لا بد من تقديم هدية موفرة للمال “فمن الأفضل عدم التصريح أو التلميح بذلك”.

شخصيتنا في هديتنا:

“الهدية تُفصح عن شخصيتك”، بحسب قول اختصاصي علم النفس الدكتور مارسيل عبد الله في صفحته على فيسبوك، فبعض الناس لا يحبون الإهداء وقد يكون تهربهم من تقديم الهدايا مؤشرا على البخل، أو لعدم الرغبة في الانخراط في المجتمع، بسبب تنشئة خاطئة أفقدتهم الثقة بالنفس والقدرة على العطاء.

وبعضهم لا يحب تلقي الهدايا، ولا سيما الأشخاص الذين نشؤوا في بيئة حرمتهم القدرة على التعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم، فيشعرون بأنهم لا يستحقون الهدايا بسبب عدم حبهم لذاتهم، أو لأنهم يعتبرون الهدية تَعديا على استقلاليتهم وحريتهم الفردية، لأنها تلزمهم بالرد والتبادل، وتحملهم مسؤولية عاطفية واجتماعية قد لا يطيقونها.

وبعضهم يبالغ في تقديم الهدايا الثمينة مما قد يُعطي انطباعا بالرغبة في السيطرة وحب الظهور، وهناك من يكتفي بإهداء قسائم للشراء أو مبلغا من المال، ربما بدافع الخوف من الفشل في الاختيار.

أنواع الهدايا:

 

8 نصائح لاختيار وتقديم الهدايا

وهذه بعض النصائح المهمة، قدمها موقع مياجي تكنولوجي (Miyajitech):

1. لا تقلق بشأن السعر، فقد أظهرت الأبحاث أن قيمة الهدية ليست في ثمنها الباهظ، “ففي معظم الحالات لا يعتمد الثناء على تكلفة الهدية، لأن للمسألة أبعادا نفسية أخرى”، بحسب الدكتور جيف غالاكي الأستاذ بجامعة بيتسبرغ، والذي لا يمانع في شراء هدية بسعر أعلى قليلا، لعلها تكون أكثر جاذبية.

2. أكد على سبب اختيار الهدية عند تقديمها، فهناك هدية لعيد ميلاد، وهدية لحفل زفاف.

3. احرص على طول فترة الاستخدام، لأن الناس يحبون الهدايا التي يمكنهم استخدامها لفترة أطول.

4. اهتم بطريقة التقديم، فكتابة كلمات على بطاقة مرفقة، سيجعل الأمر أكثر إبداعا وإثارة للاهتمام.

5. تجنب التفرد والغرابة تحت إغراء تقديم شيء مختلف، فلن يكون المتلقي أكثر سعادة إذا أهديته شيئا غريبا لا فائدة له في حياته الواقعية، وليس لديه أي خيار بشأنه أو رغبة فيه.

6. أعطِ الأولوية لمطابقة حدسك مع رغبات المتلقي، ولا تتسرع في شراء ما يحلو لك. فوفقا للبروفيسور دان من قسم علم النفس في جامعة أكسفورد، فإن “العامل الأكبر وراء تقديم الهدايا الجيدة هو أهمية مطابقة أفكار الطرفين، بدلا من إعطاء الأولوية لخيارات المانح”.

7. اسأل الطرف الآخر عما يريد، فإذا لم تتمكن من تحقيق المطابقة السابقة، فعليك أن تسأل المتلقي عما يريد. فقد أظهرت الدراسات أن “الهدايا الجيدة لا علاقة لها بالمفاجآت. فإذا أردت تقديم هدية جيدة، فيجب أن تسأل أولا”.

8. تجنب الإفراط في التفكير بشأن الهدية بعد تقديمها، فنادرا ما تحدث ردود فعل سيئة، حتى لو لم يكن ثمة توافق. سيكون المتلقي سعيدا على الأقل، وسيقدر الوقت والجهد المبذول في اختيار الهدية.

تقديم الهدية:

ـ تقديم الهدية.. من العادات والتقاليد عند مختلف الشعوب والأمم.. منذ بداية البشرية.

ـ وتأكيد صداقة أو تجديدها.. أو التعبير عن مشاعر.. أو توطيد علاقة.. أو التهنئة بمناسبة سعيدة.

ـ تقدم الهدايا : كمفاجأة سارة في مناسبة سعيدة لتفرح.. بها قلب شخص في حياتك.

ـ مثلما تقدم للمرضى عند زيارتهم في المستشفيات أو في بيوتهم.

ـ إذن فالهدية.. تضع بها ذوقكً.. وحبكً واحترامكً.. مقرباً بينك وبينه.

ـ وهي تزيد من المحبة والروابط الطيبة بين البشر في المناسبات والأعياد.

غياب تقاليد.. تقديم الهدايا:

ـ نجد أن تقاليد الهدايا.. والمناسبات شبه غائبة اليوم في مجتمعنا.

ـ أو قد أصبحت روتينية: فهي إما إسقاط فرض.. أو تقدم لمآرب أخرى.

ـ وأصبح تقديمها بصيغ غابت عنها: أصول المحبة.. وأواصر الصداقة.

 

أسوأ سبب لتقديم هدية:

ـ أسوأ طريقة لتقديم هدية.. تكون بقول: (أحضرت لك هذه الهدية لأوفر لك المال!!).. دون أن ندري.. أننا بذلك نجعل المتلقي يكره هذه الهدية التي سببت له الشعور بالخجل.

(فن اختيار الهدية):

ـ مهما كان حجم هديتكً أو سعرها.. فقيمةُ الهدايا المعنوية أكبر وأشمل من قيمتها النقدية.

ـ هديتكً.. تعبر عنكً.. لكنها مهداة إلى شخص له ذوقه الخاص.

ـ فمعً اعتماد الدقة.. والتفنن في الاختيار.. والسعي إلى أن تكون الهدية مفاجأة.. وغير متوقعة.. لا بد من أن تراعي ذوق الشخص المهداة إليه الهدية.

ـ في حال احترت باختيارها.. فالجمال.. والكلاسيكية في الاختيار هي الحل الأفضل.. أو اختيار الهدايا الرمزية التي تترك في الذاكرة أثرًا طيبًاً.

ـ اجعل لهديتكً وقعها الخاص بمراعاتك (فن الأتكيت).

أولاً : مراعاة لمن تقدم الهدية: (قرابة.. صداقة.. زواج.. وغيرها).

ثانياً: مراعاة المناسبة التي تختار لها الهدية: إن كان عيد ديني.. أم عيد ميلاد.. أم عيد حب………. الخ ..

ثالثاً: عليكً مراعاة: سن.. هوايات.. وتطلّعات.. والوضع الصحي.. للشخص الذي ستقدم إليه الهدية.. والحالة المادية.. لمتلقيها.

ـ لا يعد من “أتكيت إهداء” الهدايا.. التي تتعارض مع طبيعة علاقتكً مع الشخص.. كزميل العمل.. أو التي تتعارض مع الحالة الاجتماعية للشخص.

ـ الهدايا.. أيضاً هي وسيلة ممتازة للمساعدة.. وهي حل أمثل لتقديم المساعدة بطريقة جميلة ومقبولة.. لذا لا بد من النظر للوضع المادي لك.. وله مما.. يساعدكً في اختيار الهدية.

ـ فان كان وضعه المادي سيئاً اسعَ إلى فعل الخير.. ولتكن هديتك مبلغاً مالياً قديراً.

ـ بعض الهدايا تفاجأ بعض الأشخاص بها.. فيظهرون ردة فعل مزعجة.. تؤدي إلى تغيير حالة الفرح.. إلى حالة سيئة نوعا ما.

ـ فتجنب إهداء أشياء تتعارض مع العمل.. أو الذوق.. أو الحالة الاجتماعية.. علينا اختيار الهدايا الرمزية التي تترك في الذاكرة أثراً طيباً.

ـ لا تقع في فخ اختيار الهدايا السريعة الزوال.. كالكيك مثلاً في عيد الميلاد.. فستنسى بعد أن تؤكل فلابد من اختيار (هدية) معمرة أو صالحة لفترة زمنية محددة.. بحيث يمكن الاحتفاظ بها لمدة من الزمن.. وأن تكون مفيدة.. سواء نفسياً أو مادياً.

ـ كما إن لتقديم (الهدايا).. أسلوب خاص.. فمن الممكن بخطوات بسيطة تجعل (هديتك).. الأقرب إلى نفس المتلقي:

ـ أول خطوة اختيار علبة مناسبة للهدية.. وتغليفها بغلاف مناسب يعكس لمستك هذه ستضفي جاذبية خاصة لهديتك.

ـ من اتيكيت تقديم الهدايا: الذكاء.. والكياسة.. كن ذكياً في اختيار زمن تقديم الهدايا.. ولا تنس الكياسة في التقديم:

ـ كاختيار المكان المناسب.. والزمان المناسب.. فبافتراض مناسبة الهدية.. عيد ميلاد.. سيكون التوقيت الأفضل لتقديم هديتك بعد بدء الحفلة.. وإطفاء شمعة الكيك مباشرة.. مع الألحان المناسبة.. علامات السرور والابتسامة.

ـ لا تنسى عند استقبالكً هدي: أن الشخص الذي قدمها أمضى وقتاً في انتقائها.. فلابد عند استقبال الهدايا.. من إتباع خطوات (فن الأتكيت) أيضاً.. لكي تراعي.. وترد الفرحة منكً إلى المهدي.. وتشاركه مشاعر الامتنان والفرح باستقبال الهدايا.

ـ ولا تنسى استقبال الهدية والابتسامة الممزوجة بالإعجاب لا تفارق وجهكً.

ـ غالبية الناس تتردد بفتح الهدية المقدمة.. إما للانشغال بمراسم المناسبة.. أو باعتمادها بالخطأ كخطوة من خطوات الأتكيت.

ـ حتى ندرك التصرف الصحيح.. فلنفترض أنك أخذت هدية.. و لم تفتحها.. هل ستقول شكراً لك إنها رائعة ؟.. كيف؟؟ وذلك من دون رؤية محتواها ؟؟؟!

ـ لذلك ابتسم ابتسامة كبيرة وعبر عن امتنانكً الكبير وسعادتكً باستقبال الهدية في خطوة محببة وذكية لاستقبال الهدية.

ـ لا تتردد في رؤية الهدية.. افتحها حتى لو طلبً منكً عدم فتحها.. وأظهر شدة سعادتكً بجمالها.. وبمعناها حتى إن لم تعجبكً.. ثم أغلقها.. وضعها بجانبكً تماماً.. ولا تبعدها عنكً.

ـ وبذلك تكون قد أتقنت اتيكيت استقبال الهدايا بطريقة جيدة.

ـ خطوة أخيرة مهمة في (اتيكيت الهدايا):

ـ لا تفرط في الهدايا المقدمة إليكً.. فهي بالنهاية ذكرياتكً مع أناس عشتً معهم لحظات سعيدة.

ـ فلا بد من الاحتفاظ بالهدية المقدمة.. وعدم التفريط بها.. بإهدائها مرة أخرى لشخص آخر.. احتراماً للمهدي.. و تعبيراً عن الذوق والأخلاق والاتكيت.

ـ أخيراً: لا تقبل أية هدية إلا بمعرفة الشخص المقدم لك الهدية.. ومناسبة الهدية.. وتتأكد من أسباب تقديم الهدية لك.. لتفرق بين الهدية.. والرشوة.. والابتزاز.

ـ لا تقبل هدية من لن تستطيع رد مثلها أبداً حتى لو زعل.. فهي ليست هدية.. بل لمآرب أخرى تأتي في حينها.

ـ الهدية النفعية التي يريد مقدمها أن يظهر أنه شخص عملي وفعال.. كالمكنسة الكهربائية أو الفرن مثلا.. لكنها قد تكون في نظر الكثيرين خالية من المشاعر.

ـ الهدية الأنانية: التي تأتي على ذوق مُقدمها.. دون اعتبار لذوق المتلقي.. فتوحي بشخصية نرجسية.

الفرق بين الهدية والرشوة

ـ ما تقدم – أو من خلاله – يظهر خيال في الأفق باسم الهدية.. ويتساءل من خالط هذا الباب عن الفرق بين الرشوة وبين الهدية.

ـ قبل الإجابة عن الفرق الحقيقي نقدم مقارنة واضحة من حيث الموضوع.. ثم من حيث الحكم

لا شك أن المال أو العرَض المدفوع هو بعينه.. فتارة يكون هدية مقبولة.. وتارة يكون رشوة ممقوتة.

ـ الفرق بينهما يظهر من موضوعه والغاية منه.

ـ بينما الرشوة على العكس تورث القطيعة وتوقع العداوة.. والهدية يدفع المهدي بطيب نفس تقديرًا للمهدى إليه أو تطييبًا لخاطره أو تأليفًا له.. وكلها مقاصد حسنة وعن طواعية.. لذا فهو لا يخفيها كما يخفي الراشي رشوته.. والمهدى إليه قد يكافأ عليها إن عاجلا أم آجلا.

 

وقد روي عن علي (عليه السلام)..عنه في الدواء أن تأخذ هبة من صداق زوجتك.. وتشتري به عسلًا.. أي لاجتماع الشفاء به.

والسؤال هو: متى يكون العطاء هدية.. ومتى يكون رشوة؟

ـ الجواب: أولًا وقبل كل شيء أن الأمور بالمقاصد.. بناء على حديث: (إنما الأعمال بالنيات).. وحديث: (البر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس).

الفرق بين الهدية والرشوة الهدية تختلف الهدية عن الرشوة اختلافاً كبيراً.

ـ فالهدية: جمع هدايا، وهي ما يقدّمه الأصدقاء والأهل من التحف والألطاف.. ويعدّ تبادل الهدايا من خصائص الثقافة البشريّة.. وتشكّل أساس الاقتصاد لدى بعض السلطات.. ووفقاً للمنظور الدينيّ فإنّ تقديم الهدايا تأخذ جوانب متعددة.. فقد تكون الهدية من باب العطاءات والمنح التي تنظّم السلوكيات الاجتماعية.. وشرحنا كل ذلك بالتفصيل اعلاه.

ـ الرشوة:

 

ـ عرّف علماؤنا (الرشوة): بأن تدفع مالا لتصل به إلى ما لا تستحقّه أو لتمنع به حقًّا لغيرك.

ـ حرّمها الإسلام.. واعتبرها من الظُلم الّذي يجب أن يُحارب ويُدفَع.. قال الله تعالى: (ولا تَاْكُلوا أموالَكُم بينَكم بالباطل وتُدْلُوا بها إلى الحُكّام لِتَأكُلوا فريقًا من أموال النّاس بالإثم وأنتُم تعلمون).

ـ فالآية هذه: نهت عن أكل الأموال بطريق غير مشروعة. روى أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمرو قال: لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الرّاشي والمرتشي.

 

ـ ومعنى اللعن هو الإبعاد والطرد من رحمة الله تعالى.. ولا يستحق ذلك إلاّ مرتكب الكبيرة، وهذا دليل على أنّ الرشوة من الكبائر.

 

ـ والرشوة.. شكل من اشكال الفساد.. وعليك واجبُ مقاومتها.

ـ شيوع الرشوةِ.. دليلٌ على فساد المجتمعات.

ـ الرشوةُ.. جريمةٌ مُخلة بواجبات الوظيفة.. ومرتكبها خائنٌ للأمانة.

ـ الرشوة.. جريمة مخلة بالشرف.. فلا شرف لمن قبلها!!

ـ الرشوة.. سلوك غير سوي للحصول على منافع غير مشروعة.

ـ الرشوةُ.. عملٌ غير أخلاقي.. فلا تكن طرفاً فيها.

ـ الرشوة: تردٍ أخلاقي يُدمّر المجتمع بأكمله.. والسكوت عليها جريمة.

ـ الرشوة: تُفسد المجتمعات.. فلا تَتَردد بالإبلاغ عن مرتكبيها.

ـ انتشار الرشوة في المجتمعات يدمر أخلاق أبنائه.. ويفقدهم الثقة بمؤسسات الدولة.

ـ الرشوة: اعتداء على الحقوق.. ومفسدة للأخلاق.. والقيّم.

ـ شيوع الرشوة دليل صارخ على فساد المجتمعات.

ـ الرشوة: تُضعف ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة وبنزاهتها.. ويُخل انتشارها بمبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

ـ الرشوة: ترتدي أثوابًا وأشكالًا عديدة فهي تارة: إكرامية.. أو هدية.. أو خدمة مقابلة.

ـ قبول الرشوة إقرار ببيع الأمانة .

• الرشوة جريمة مخلة بواجبات الوظيفة.. ومرتكبها خائن للأمانة .

ـ من يطلب الرشوة للحصول على حق ليس له.. سيدفعها يومًا ما للحصول على حق له.

ـ الرشوة تُفسد المجتمعات.. فلا تتردد بالإبلاغ عن مرتكبيها.

ـ انتشار الرشوة في المجتمعات يُدمّر أخلاق أبنائه.. ويفقدهم الثقة بمؤسسات الدولة.

ـ واجه القانون حيتان (الرشوة).. المُشرع تصدى لـ”جرائم الرشوة” بعقوبة تصل لـ”المؤبد”.

ـ خبراء يطالبون بإعادة النظر في القانون لاستغلال المرتشي لها.. ويكشفون ثغرات المرتشين للهروب من غياهب السجون.