9 أبريل، 2024 10:05 م
Search
Close this search box.

أبي عظيم ولكنني أعظم…!

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ أن خرج أبي من بيتنا، مقاتلا دفاعا عن العدل والمساواة، وهو يعلم أن روحهُ سوف تذهب الى الرفيق الأعلى، في أي لحظة، لأنهُ يعرف انهُ لم يمت بل ينال شهادة في سبيل كلمة الحق، هنا تكمن جوهر السعادة.

في ليلة تحولت كل الأحلام الى كوابيس، لا تستطيع مخيلتهُ، في أي شكل من الأشكال، لقد وضع أبي سلاحهُ في خصرهِ، وأرتدى بزتهِ العسكرية، وبدأ يقبلنا قبلة الوداع الأخير، ثم خرج ليشق دربهِ الطويل المعبد للدماء، ورهق الآلاف الشهداء.

في ظل الأيام الصعبة، علمت أن والدي، هو الرجل المغوار، الذي يؤدي عملهُ بأتقان في وسط حفل من التربص، والفخاخ المنصوبة له ولرفاقهُ، بمنتهى الحذف، والمكر والدهاء، وخلفهم إنياب مسعورة تتعطش دائماً لوقوع فريسة، ما في حبائلها، له أسلوبهُ الفريد في حماية نفسهُ، كانت ابتسامتهُ معززة بالفخر، وعيناه تتُرجم الى النصر امام عدوه، كيف كان فخور بمذهبهُ، حتى يصبح شهيداً مكرماً، ليلقى بين يدي شباب أهل الجنة وطريح كربلاء.

هذه الكلمات منبعثة من أوتار حنجرة طفل، بصوت آنين مرتجف، مستبشراً بالفوز والنصر، وهو في وداع مع والدهُ الشهيد، كيف مسح اجنحتهُ المتطايرة الى السماء، وعيناه لم تذرف دموعاً، كما علمه والدهُ منذ ولادتهِ، بأن لا ترهبهُ نمور الورق، ووحوش الصحاري، مفتخرا رافع يديهِ تشير اناملهُ بالنصر المبرح، ليرسل الى العالم رسالتهُ، بأنهُ لم تحبط امالهِ ولا معنوياتهِ، سوف تصبح ضربة صارمة، وهو يراه العدو كيف يكون بطلاً شجاعاً، أعظم مما كان والدهُ عظيماً في ساحة النصر.

صار واقع ملموس في كل بيت وعائلة، في زمن حظر التجول والهويات المجهولة، دفن الميت بلا كفن ووداع الأحبة بلا لقاء، هذا سيصبح رمزا منقوشاً سينقلهُ التأريخ، وأن هناك رجالا تنجب رجالا، كشجاعة الطفل، كانت ان يبزغ ضجراً ديمقراطي، على أصباح الوطن، ليعم السلام ربوعهِ على الأصقاع المهمشة، ليتبين انهُ آخر أحزان الشعب

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب