تتواجد شخصية غريبة في مجتمع الدوائر الحكومية، خبيثة الى درجة كبيرة وحاسدة لا يمنعها شيء من الحاق الضرر بالآخرين، لماذا؟ لمرضٍ في نفسهِ لا غير.
سوف نطلق على هذه الشخصية “أبو لهب” لعلها تتحول الى مسلسل او فيلم درامي يعرض من خلاله تصرفات هذه الشخصية الخبيثة وتعاملها مع زملائها في الوظيفة؛ بشكل عام تمتاز هذه الشخصية بالهدوء وقلة الأصدقاء وقلة الكلام، وكتم الأسرار، والتملق والكلام المعسول ومحاولة استعطاف الاخرين بحيث يشعر الجميع نحوه بالشفقة وانه مظلوم…
ماذا يفعل أبو لهب حتى دعانا ننعته بالحاسد والخبيث:
عندما يأتي كتاب إداري لفائدة شريحة من زملائه الموظفين يخفيه! نعم يخفيه. حتى إذا ما انتهت مدة الكتاب اظهره، وكأن الكتاب جائه تواً او لا علم له به سابقاً، فكيف إذا كان لفائدة المواطن!؟ سيمزقه شر تمزيق ويلعن الجهة التي أصدرته.
بعد دخول التكنلوجيا، صار نشر الكتب الإدارية عبر الشبكة العنكبوتية، كانت صدمة أبو لهب كبيرة لكنهُ سرعان ما وجد المبرر بعدم اظهار الكتب الإدارية وذلك بادعاء ” نحن لا نتعامل بالإلكترونيات فهي قابلة للتزوير”!
جاءت الخطوة الثالثة بأن الوزارات والدوائر ربطت بالشبكة العنكبوتية وأصبح التعامل بها واجب وهي مؤمنة لعدم الاختراق، عانت صدمة أبو لهب عظيمة هذه المرة لكنه سرعان ما تعامل بها بحنكة الخبيث الحاسد، فبدأ بوضع العراقيل لإنجاز المعاملات وطلب مستمسكات ما انزل الله بها من سلطان، هذا وإن تمت المعاملة وفي وقتها المحدد، وهي معجزة من معاجز الخلق، لكن أبو لهب لا يرسلها وينتهي امرها في سلة المهملات!
جاءت الخطوة الرابعة ليكون التقديم وملئ الاستمارات الكترونيا؛ فكانت الطامة الكبرى والصدمة العظمى على ابي لهب فقد انتهى دوره، وأصبح لا مكان له في المعاملات وعرقلتها، لكن كما عهدناه فلا بد له من مأوى، لذلك قرر الانتقال الى قسم اخر لم يطاله التطور التكنلوجي بعد، فتحول الى قسم الملفات وأضابير الموظفين فكانت فرحته كبيرة، خصوصاً وأنها لم تتحول الى برامج اوفيس (Office) بعد، فبدأ بعدم إضافة كتب الشكر مثلاً واضاعة بعض المستمسكات الضرورية ككتاب التعيين لأول مرة والمباشرة وهكذا…
هذه الشخصية حقيقية ومنتشرة في كافة دوائر الدولة، ومن أجل القضاء عليها يجب التحول الى النظام الالكتروني بأسرع وقت ممكن.
بقي شيء…
هنا اخذنا هذه الشخصية المريضة بعيداً عن الفساد المالي، لكيلا نجرح مشاعر الفاسدين والمرتشين (ويردون يكَولون: شوفوا حيدر يندكَـ بينا كَوه)