7 مارس، 2024 10:00 ص
Search
Close this search box.

أبو كرار … لا تدعهم يسرقوا الأنتصار

Facebook
Twitter
LinkedIn

لما دخل المسلمون مكة المكرمة ، كان سعد بن عبادة ، يحمل راية المسلمين وينادي : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تسبى الحرمة ، فلما سمع النبي (ص) ذلك ، نادى علي بن أبي طالب (ع) وطلب منه أخذ الراية من سعد ، فجاء الأمام علي (ع) وأخذ الراية من يد سعد وأخذ ينادي : اليوم يوم المرحمة ، اليوم تصان الحرمة.
هذه الواقعة التي حدثت عند فتح مكة المكرمة وهي تشير الى ما لا يقبل الشك أن الأسلام الحقيقي الذي جاء به محمد بن عبد الله (ص) ، هو أسلام اللاعنف ، أسلام المودة والرحمة .
ولما فتحت تكريت على يد المقاتلين من أبناء الأجهزة الأمنية المختلفة ، والمجاهدين من أبناء الحشد الشعبي الذين لبوا نداء المرجعية الكريمة ، وأبناء عشائر تكريت الشرفاء المخلصين ، كان فرح العراقيين بهذا النصر المؤزر كبيرا ، فهو مقدمة الأنتصارات القادمة في مدن الأنبار وجنوب كركوك وأقضية الموصل العزيزة.
لكن حلاوة النصر ما لبثت أن أنقلبت حسرة ومرارة ونحن نرقب أفعال الزمر الأجرامية السائبة المأجورة تسرق وتنهب وتحرق الممتلكات العامة والخاصة ، دون أي وازع من ضميرهم الميت .
أن هذه الممتلكات محرمة عليكم وعلى غيركم أيها الأراذل ، لأنها تعود لأبناء المحافظة الذين فروا من جحيم داعش وتركوا مساكنهم ومحلاتهم التجارية بما تحويه من أثاث وتجهيزات وممتلكات وأموال ، على أمل العودة اليها وممارسة حياتهم الأعتيادية ، بعد طرد مجرمي داعش وتطهير المحافظة منهم .
ولو كان في ضمير من فعل هذه الفعلة ذرة من غيرة أوحياء ما فعلها ، وهو يقرأ أو يسمع حديث الرسول الأكرم (ص) : كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه .
أن ما جرى في تكريت على يد الزمر الخارجة عن القانون ، ما هي ألا مؤامرة تقف ورائها رؤوس فاشلة فاسدة لا تريد الخير للعراق ، هدفها الأساس أيقاف قاطرة الأنجازات والأنتصارات التي تحققت على يد الدكتور حيدر العبادي وحكومته ، من خلال أثارة النعرات الطائفية ، حتى تصور للعالم أجمع ، أن الجيش العراقي وأبناء الحشد الشعبي هم من قاموا بسلب ونهب وحرق بيوت ومحلات تكريت ، بقصد الثأر والأنتقام المذهبي ، وأنهم مجرد لصوص لا محررين ، كما هي أساءة للمرجعية التي أفتت بالجهاد الكفائي ، وطالبت بضرورة التطوع للقتال وتحرير محافظاتنا المحتلة العزيزة ، ولكي تشغل وسائل الأعلام التي باتت تنقل أنتصارات الأبطال لحظة بلحظة ، تشغلها بنقل مثل تلك الأفعال السخيفة والمشينة التي لا يرضاها أنسان عاقل ، وهم يذكرونا من جديد بما حصل بعد يوم 9 نيسان 2003 حين سرقت الوزارات والدوائر الحكومية والمستشفيات و المدارس ، يد هؤلاء الرعاع ، الذين لم ينصاعوا حتى لتوجيهات المرجعية الرشيدة بضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة في المدن التي يتم تحريرها.
على السيد العبادي ، ووزيري الدفاع والداخلية ، والسيد هادي العامري ، العمل بسرعة لأيقاف هذه الأنتهاكات ، والقاء القبض على مرتكبيها ، والتحقيق معهم لمعرفة الجهات التي تقف ورائهم ، فأنهم أضروا كثيرا بسمعة العراق والعراقيين ، والقنوات الفضائية تنقل فضائحهم عند كل ساعة أخبارية.
سيبقى العراق واحدا موحدا وقد أختلطت دماء أبناءه جميعا ، سنة وشيعة ، عربا وأكرادا ، مسلمين وغير مسلمين ، على أرضه الطاهرة ، وهم يقاتلون أقذر تنظيم أرهابي عرفته البشرية ، وسيبقى العراقيون جميعا خلف السيد العبادي وهو يسير بالعراق نحو الجادة الصواب ، وليمت أعداء العراق بغيضهم ، من طائفيين وفاشلين وفاسدين ومزورين وسراق المال العام .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب