23 ديسمبر، 2024 5:36 م

أبو عزرائيل … رامبو العراق

أبو عزرائيل … رامبو العراق

اسمه الحقيقي أيوب على اسم نبي الله المعروف بالصبر أيوب عليه وعلى نبينا الاكرم وآله صلوات من الله وسلامه. أيوب النبي مسه الضر ومسسه الشيطان بنصب وعذاب وفي ذلك يقول الله جلَّ جلاله: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ), وأما أيوب ابو عزرائيل فهو الاخر مسه داعش البعث بنصب وعذاب حينما استولى على اراض واسعة من الوطن, فأنتفض ابو عزرائيل ملبياً نداء المرجعية ولسان حاله( ربي ان العراق مسه نصب وعذاب من داعش البعث القذر), فترك عمله استاذا في الجامعة, وتأبط سلاحه, وأمم وجهه شطر جباهات القتال مع اخوته في الحشد الشعبي والمقاومة بعد ان طلق الدنيا بالثلاث, كيف لا وهو يرى ارضه وبلده قد دنسه رجس داعش البعث, الذي خرب البلاد وأهلك العباد.

لقد نفذ صبر ايوب (ابو عزرائيل) وهو يرى ابناء شعبه يقتلون على يد ارذل خلق الله, فقرر الثأر لدماء الشهداء, اختار النصر او الشهادة, شمرَ عن سواعده السمر, وحمل فأسه (الطبر) ونزل الى ساحة الوغى مقاتلاً شرساً لاتأخذه في الله والحق لومة لائم. رضع الشجاعة من صدر عراقية نجيبة اصيلة, وشرب الاباء والأصالة من دجلة والفرات, تعلم الرجولة والبطولة والغيرة من ابي الفضل العباس عليه السلام, وتخرج من مدرسة عاشوراء الشهادة والكرامة يوم أنتصر الدم على السيف, فهو حسينيُ قولاً وفعلاً ومنهجاً وسلوكا. اتخذ ابو عزرائيل من العباس بن علي عليهما السلام مثالاً له, يقتدي به في القتال والدفاع عن الحرمات والمقدسات, العباس الذي

لايزال التاريخ يذكر لنا اجوزته الخالدة في يوم الطف حينما ذهب الى نهر الفرات لجلب الماء لأطفال الحسين عليه السلام وهو يقول:

اني انا العباس اغدو بالسقا لا ارهب الموت اذا الموت زَقا

ولا اخاف الشر يوم المُلتقى حتى اوراي في المصاليب لقى

نفسي لسبط المصطفى وقا .

وهاهو ابو عزرائيل يضربهم بالفأس والبندقية وبكل ما أتاه الله من قوة يدافع بها عن حمى الوطن والعقيدة, وهو يرتجز: ( يلاكونه لو بيهم خير). نعم فجرذان داعش ليس فيهم خير او رجولة, ديدنهم الغدر والفجور والمكر ورثوا ذلك من اسلافهم.

روى لي احد رفاق المجاهد ابو عزرائيل موقف له شاهده في احدى المعارك يقول:

حينما هجمنا على العدو وعندما اصبحنا على مقربة منه واصبحنا نراه بأعيننا قفز امامنا ابو عزرائيل يحمل (القامة) ويصرخ بأعلى صوته:

(اني ابو عزرائيل, اني الموت الأحمر, اجاك الموت ياداعش, يالثأثرات العراقيين, يالثأرات سبايكر). يقول الراوي فما ان سمع الدواعش بإسم ابو عزرائيل حتى رفعوا ايديهم لنا مستسلمين من دون ادنى مقاومة.

نعم لا استغرب ذلك, فأبو عزرائيل بطل نوعي من بلادي, تخرج من مدرسة الاباء والشجاعة , مدرسة علي بن ابي طالب, وهو من احفاد الشجعان رجال ثورة العشرين الذين واجهوا مدافع الاحتلال البريطاني بـالسلاح الابيض (المكوار) وهم يهزجزن بفخر: (الطوب احسن لو مكواري). لقد هزم اجدادنا الابطال الجنود الانكليز بالمكاوير والفالات ولم يتقهقروا امام الطوب اي المدفع والطائرات الانكليزية لانهم نهلوا الشجاعة وروح التحدي من الحسين وعلي عليهما السلام, واليوم يهزم احفادهم داعش والبعث بشجاعة قل نضيرها.

ابو عزرائيل هو ثمرة من ثمرات الحشد الشعبي المبارك , وهو بركة من بركات فتوى الجهاد الكفائي المقدسة. ابو عزرائيل هو رامبو العراق, لكنه رامبو حقيقي من صناعة الحشد والمقاومة العراقية وليس من صناعة هوليود. فليعلم الدواعش الانجاس ومن يقف ورائهم ان شعباً فيه حشداً شعبياً, وفيه مقاتلون من طراز ابو عزرائيل, والشهيدة البطلة أميمة آل جبارة, وفيه قادة من سنخ ابو مهدي المهندس وهادي العامري وقيس الخزعلي وبقية قادة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الابطال هو شعب لن يهزم. بوركت يا ابا عزرائيل, اقتلهم عن بكرة ابيهم وروح القدس معك, ودعاء امهات الشهداء والشعب معك. وكلنا ابو عزرائيل.