أبو عزرائيل هو أيقونة من ايقونات الحشد الشعبي البارزة، ظهر مؤخرا عبر هاتفه النقال اللوحي وبه تمكن من لفت الانتباه إليه على المستوى الاقليمي والعالمي حتى أصبحت صورته تتصدر اغلفة المجلات العالمية.
لنعود إلى اصل الموضوع وهي الحرب العراقية ضد داعش،بالبدء اعترض على تصوير الحرب الجارية في العراق على أنها حرب “شيعية – سنية ” وهذه الفكرة تشتغل عليها مؤسسات إعلاميةعالمية وعربية ومؤسسات دينية تمثلت مؤخرا بالازهر الشريف ومنظمات حقوق الانسان العالمية يساعد هولاء، بعض الشباب المنخرطين في منظومة الحشد الشعبي الذين يرددون شعارات طائفية.
الحقيقة الدقيقة التي ينبغي ان تُشاع أنها حرب العراقيين مع داعش واخواتها، داعش التي انهكت الدولة والانسان العراقي بفعل تفكيرها الضال وسياراتها المفخخة وعبواتها الناسفة وجرائم سبايكر والصقلاوية والفلوجة التي خرس اللسان العالمي على ذكرها ولم يكلف نفسه حتى بعبارات استنكار وبالتأكيد الحرب تشمل من يحتضنها ويمولها ويصفق إليها ويدعو لها بالنصر والسداد على اخوته.
يقترب العراق من خطر أحمر قد يفكك جسده إلى اجزاء متناثرة لا رأس لها،ووجود داعش في العراق اكثر من هذه الفترة يعني دعشنة العراق إلى الابد وتحويل اجياله المستقبلية إلى اجيال هولاكية.
نحتاج اليوم إلى أن نتفق أن داعش لابد ان تخرج من العراق إلى الابد وأن الشيعة والسنة ليس امامهم سوى الجلوس على طاولة المصالحة والمصارحة وجفاء الكتب الدينية التي تثير التطرف وتولد الحقد وتنمي القتل وتشغلنا عن المستقبل في العيش في ماضٍ لا نهاية له، يرافق ذلك ضرورة أن يترأس العقل الأنساني العقلين الديني والتأريخي ونفكر بالدماء التي تسيل بلا ضرورة.
يبقى الامر بيد حكماء الشيعة والسنة أن اقتنعوا أنه لابد من المصارحة والمصالحة معا وأنه لامجال لاشاعة الحديث الطائفي في ظل الصراع مع داعش واخواتها.
داعش التي هندست إلى قتل الشيعة والسنة معاً، تمكنت ايضا من اقناع بعض الاطراف أنها ذراعهم الايمن في الدفاع عنهم واقنعت عبر اذرعها الاعلامية والسياسية بعض الدول أنها مظلومة.
لست من فريق المقتنعين أن داعش ليس لها ستراتيجية عميقة في التعامل مع الأحداث واكثر الميالين إلى أنها تشتغل اعلاميا ً أكثر مما تشتغل على الارض، وقد انتفعت كثيرا من الاعلام الشعبي (الفيسبوك – توتير – يوتيوب) وقد يكون ابو عزرائيل قد ساعد على الرد الاعلامي على الدواعش بشكل مناسب وبالتأكيد أن ظهور ابو عزرائيل لم يكن بالصدفة وانما هي رؤية قيادة الحشد الشعبي لهز معنويات الدواعش فقط قبل تحرير أي منطقة مغتصبة وليس من الصائب تشبيه ابو عزرائيل بـ”شاكر وهيب الشيعة ” مادامه لايتبنى خطابا طائفيا وعندما يتبنى خطابا طائفيا سنقول له كلاما غير ذلك.