23 ديسمبر، 2024 5:40 ص

أبو عباس ورحيل الخلود

أبو عباس ورحيل الخلود

دمث الخلق, حسن المعشر, لين العريكة, خلوق, متواضع, متدين ومحب لفعل الخيرات.
هكذا كان أبو عباس محمد هاشم الهلالي, يحمل هذه الصفات, عرفه الناس بصدقه وبشاشته, فأحبوه, وكانوا يرون فيه نموذج للإنسان المتكامل الصفات.
ما إن دخلت عصابات داعش إلى العراق, وأعلنت المرجعية فتواها بالجهاد الكفائي, إلا ورأينا أبا عباس ينخرط في صفوف الحشد الشعبي, وينضم إلى فرقة العباس القتالية, وقد أخذ بندقيته الشخصية للجهاد.
أبو عباس متزوج وله اربعة أبناء, وهو موظف حكومي, ويملك دارا, ولا يعاني العوز المادي, لكنه ترك كل هذا وهاجر إلى الله, ليختصر كل الطرق المؤدية إلى النعيم الأبدي, ويسلك خط الجهاد في سبيل الله تعالى.
اشترك ابو عباس في أغلب معارك الشرف, يرسم اروع صور البطولة والتضحية, لا يكل ولا يمل, فارس مغوار, وليث هزبر, كان مثالا للإقدام والفداء, وهو يسبق المقاتلين متوجها صوب العدو.
حلم أبو عباس بالشهادة وعشقها, وتمناها أمنية شائق, فهو يعلم إن ما قدمه من خدمة للإيتام ورعايتهم, وخصوصا في عمله ضمن مؤسسة الأنوار النجفية برعاية المرجع الشيخ بشير النجفي دام ظله, يعلم تماما إن هذا العمل يجب أن يختتم بنهاية تحقق له الحياة الأبدية, الخالدة في مرضاة الله.
جاء يوم 15/12/,2016 فكان لمحمد هاشم أبو أبي عباس موعد مع تحقق أمنيته, ليسقط صريعا في ساحات الجهاد في تلعفر, ضمن عمليات تحرير نينوى.
لقد بكى لأبي عباس كل من عرفه, وقد نعاه سماحة الشيخ علي النجفي, ابن المرجع الشيخ بشير النجفي, على صفحته الشخصية في الفيس بوك, ونعاه أيضا واشترك في تشييعه نخبة من أفاضل طلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف, وكذلك أجري له تشيع مهيب ما بين الحرمين في كربلاء المقدسة, وكان تشيعه في ليلة مباركة وهي ليلة الجمعة.
هنيئا لك يا أبا عباس هذه الخاتمة, وحشرك الله مع محمد واله صلوات الله وسلامه عليهم تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله.