19 ديسمبر، 2024 12:02 ص

أبو طالب كفاح طويل ضد الألسن المتطاولة!

أبو طالب كفاح طويل ضد الألسن المتطاولة!

الرسالة السابقةالرسالة التاليةطريقة العرض الكاملةمقال‎
عقل حكيم ومكانة مرموقة يسير بين الصفا والمروة، حاملاً كل أنواع الهيبة، والحكمة، والوقار، كافح طويلاً وعمل جاهداً، للمحافظة على وصية أبيه عبد المطلب، في حماية نبي الأمة المرتقب (صلواته تعالى عليه وعلى آله) لكن شيوخ الجاهلية من قبيلة قريش، يرفضون عدالته في قضية الدين الجديد، فهّجروهم من ديارهم، وإستقروا في شِعب أبي طالب، فأخذ الحزن مأخذه من النبي وأنصاره، فودعوا السيدة خديجة (رضوانه تعالى عليها)، ثم فقد سنده الذاب عن الإسلام عمه أبو طالب، فحقاً كان عليه عاماً للحزن.

مستضعفون ملوا الإنتظار، لكن فجر النهايات المشرقة بات على الأبواب، فبزغ نور الإسلام برسالة سمحاء، فيظهرها على الدين كله ولو كره الكافرون، فما كان من أبي طالب، إلا أن يحتضن نبي الأمة بين ذراعيه، رغم آلام الحصار والمقاطعة، التي فرضها المشركون على النبي وأصحابه، وبات السد المنيع بوجه مزايدات الكفر، والباطل، وملذات الدنيا، أمام الإيمان، والحق، ونعيم الآخرة، فيأتي النداء للعم الكفيل، يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، على أن أترك هذا الأمر ما تركته! أبو طالب عنوان تتجلى فيه الرحمة، والإنسانية، والمحبة للسلام والكرامة، التي لا يستطيع أحد تخيلها، إلا في ظل الدين الإسلامي الحنيف، لذا عاش في كنف الرسالة مدافعاً عن حامل لوائها، ورحل راضياً، مرضياً، مطمئناً، فكيف يقال عنه أنه مات مشركاً حاشاه ذلك؟!

وكبرت كلمة تخرج من أفواههم، إن يقولون إلا كذباً، فهذه الألسن المتطاولة لا أساس أو شرعية لها تذكر، فتأريخهم حافل بالأباطيل، وليس غريباً فهو دين أبي سفيان، وبني أمية القابعين في مضاجع الهوى، لطلب لذاتهم الآ ساء ما يحكمون.مشركو قريش، كانوا لا يريدون لمشروع الإسلام أن يتم نوره، فحاربوا كل مَنْ وقف الى جانبه، فلو كان عمه مشركاً كما يزعمون، لماذا يخرجونه ويحاصرونه وهو أشرف سادات مكة؟! وقد خرج مع إبن أخيه لحفظ الدعوة ببداياتها الفتية، حافظاً لوصية أبيه عبد المطلب حين قال له: إن لهذا الغلام شأن عظيم فأحفظه، فإنه فرد وحيد، ولا تدع شيئاً مكروهاً يصله،

وأريده أن يكون من جسدك بمنزلة كبدك، وأعزه بلسانك، ويدك، ومالك، والى أن حضرته المنية كان يقول: أنا على دين إبراهيم! كان يدافع عن الرسول محمد صلواته (تعالى عليه وعلى آله)، بكل ما أوتي من قوة، فظل نِعمَ الحافظ للنبي، الذي لم يشم رائحة أبيه، ولم يذق شفقة أمه، فبات أبو طالب وفاطمة بنت أسد أبواه، الى أن فارقا الحياة، فهنيئاً لك هذه الكرامة يا أبا طالب، فأنت العين الأولى له، وأبنك علي عليكما السلام عينه الثانية، عاش( 140 )عاماً دفن في منطقة الحجون (المَعْلاة)، الى جانب قبور عبد مناف، وخديجة (رضوانه تعالى عليهم) فسلام عليك يوم متَ، ويوم ستبعثُ حياً.