الشجاعة، والجرأة، والتدبير، والحكمة، أهم ما يميز شخصية شهيد المحراب، السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف)، الذي قاد في جنوب العراق، تحولاً دينياً، وجهادياً، وسياسياً، ووطنياً، وكان له الدور الريادي الكبير، بتصعيد حركة النهضة الإسلامية الأصيلة، المعارضة للأفكار البعثية، والشيوعية الهدامة، وبات راهباً مرجعياً مجاهداً، في أهوار الرافدين الشماء، التي قضت مضاجع الطاغية وأزلامه. عقد المؤتمر القطري السابع، لحزب البعث المقبور في عام ،1970 بحضور الطاغية المهووس الخائف، من تعاظم نفوذ المرجعية، وشيوع النمط الجهادي والفكري، بقيادة الرجل الأول، محمد باقر الصدر، والرجل الثاني محمد باقر الحكيم(قدس)، اللذين كانا يتفقان في النظرية الإسلامية، فأطُلق على تحركهما الإسلامي ضد العفلقة، تسمية التيار الرجعي الفاطمي، بغضاً بمرجعية النجف الأشرف، وجهاد قادتها. عندما يرتبط مشروع الشعب بمرجعيته الدينية، وقائد ثوري كالحكيم، فإن ذلك يعني نضوج مدرسة حسينية، لتقديم دروس في التضحية والحرية، للدفاع عن الإسلام، وبناء المجتمع في ضوء، التوحيد، والحرية، والعدالة، للدين المحمدي الأصيل، وهي ليست كأهداف الحركة البعثية الدموية الكافرة، التي أدمت قلوب العراقيين الأبرياء، بكل شاب وإمرأة، وطفل وشيخ، أعدم على يد زبانية الطاغية.قائد الثورة الإسلامية، السيد محمد باقر الحكيم، كان بارعاً في الإقتحام والإنتقام معاً، فتارة يقتحم الساحة الداخلية مع المجاهدين، ليفجروا مقرات حكومية خطرة، وتارة أخرى ينتقم لأنصاره الشهداء، الذين قضوا نحبهم في سجون المقبور، ففضح سياسته الدموية، وبدأ المجتمع الدولي، ينتبه لهذا المعتوه الضرورة، في مناطق نفوذهم، بقصد القضاء على حرية الشعوب، وإستعبادها، وإستنزاف ثرواتها.حركة المرجعية الدينية العليا في العراق، كانت محط إهتمام العالم الإسلامي، لذا حاربها النظام البعثي القمعي، بشتى صنوف الإرهاب، بالتهجير القسري، والإعتقال والإعدام، لكنهم ما برحوا يشدون العزم، في حلهم وترحالهم دفاعاً عن الإسلام، وكانوا مثالاً للصبر، والبطولة، والفداء، في ساحة المواجهة مع الطواغيت، لتتوارثها الأجيال الحرة، وتقتدي بزعمائها السائرين، على خطى الحسين (عليه السلام).رحيلك نبأ صدمنا نحن الرساليون بمشروعك، لكننا على العهد باقون، فكرامة شهادة المحراب، ستبقى متأصلة فينا، فعندما يحل علينا الأول من رجب كل عام، تنهض مشاعرنا لتجدد العزاء، ونتحمل المسؤولية لمواجهة الطغيان العالمي، ولا يهمنا إن قال الطغاة: تيار رجعي فاطمي، لأننا سنهتف نعم، ستعود ظلامة فاطمة (عليها السلام) لنثأر لولدها، فنحن حسينيون ما بقينا.