23 ديسمبر، 2024 4:21 م

أبو شمخي وعاصفة الملك سلمان

أبو شمخي وعاصفة الملك سلمان

أبو شمخي, خير مثال للنظرية الغربية, رجل كل همه المال, وكيف يرفع سقف إرباحه الشهرية, هو يملك ثلاث مولدات كهربائية, كلما زاد عدد المشتركين, يمكنه إن يحقق أرباح اكبر, وارتفاع عدد المشتركين,  ولكي ينجح في غايته, يحتاج لازمة في الكهرباء الوطنية, لذلك يلجا لرشوة جماعة الكهرباء, كي يكثروا من أوقات قطع الكهرباء الوطنية, بالتالي يلجا الأهالي إلى أبو شمخي, عندها يرفع سعر الأمبير الواحد, هكذا يعتاش أبو شمخي على الأزمات.

عندما تغيب القيم الأخلاقية, تتحول الحياة إلى مجرد غابة, البقاء فيها للأقوى, وعلى المساكين الموت أو الاستسلام.

صناعة السلاح العالمية, صناعة مكلفة جدا, وتحتاج لبيئة معينة كي تزدهر, لكن أرباحها بأرقام فلكية, وتحتكرها بعض الدول, فمعاملها تنتج بشكل مستمر, خطوط الإنتاج لا تتوقف عن العمل, فكيف يمكن تصريف الإنتاج, تكديسه في المخازن يتسبب بانخفاض أسعاره, فالسلاح في تطور, والمنافسين سينتجون ميزات أفضل, لذلك يتحتم على المنتجين البيع بسرعة, وعدم التخزين لفترات طويلة, لكن السؤال الأكبر هنا, كيف يمكن إجبار المستهلكين على الشراء؟

الدول المنتجة للسلاح, قررت أن يكون منطقة الشرق الأوسط سوق المبيعات, لامتلاكه ميزات متعددة, أهمها القدرة على الشراء, والتي تحققها الثروة النفطية الهائلة, بالإضافة إلى وجود أنظمة عميلة للغرب كالمشايخ, وأهمية التنوع الديني والطائفي الكبير, مع مشاكل تاريخية لم تحل, مما جعل عملية صنع الحروب ممكنة جدا, وهذا يعني عدم توقف عجلة الإنتاج الحربي, لذلك تحولت همة الغرب لتغذية الصراعات في المنطقة, لتدوم تجارتهم. 

الغرب يجيد التخطيط الاستراتيجي, عندما انتهت الحرب العالمية الثانية, كان  القرار الغربي أن لا يتصارع مع نفسه, والعمل على خلق جغرافيا التسليح, فكان الشرق الأوسط,  الخطوة الأولى أيجاد الكيان الصهيوني, مع الأيام الأولى لاكتشاف النفط, وتثبيت ملك مشايخ الخليج, لتكون دمى معبرة عن خططه, وشجع على انقلابات العسكر, لصنع دول مضطربة, ونجح الغرب.

الربيع العربي الأكذوبة الكبرى, دفع به عاملين أساسيين, الأول الأزمة الاقتصادية العالمية قبل سنوات, والتي ولدت مشاكل داخلية كبيرة, هددت عروش الساسة الغربيون, ومن جانب أخر أزمة تقلبات أسعار النفط, ولدت مخاوف غربية, من عدم انتعاش سوق السلاح, لانخفاض القدرة الشرائية, فكان القرار بإنتاج أنظمة جديدة ضعيفة, وتنظيمات إرهابية بعنوان معارضة, بالاعتماد على المد الوهابي في المجتمعات العربية, فأنتج لهم سوق مزدهرة للبيع السلاح, حتى الممنوع عالميا, الربيع الفوضوي أنتج اليوم أزمة اليمن, التي هي وليدة تطرف الإرهاب, والعسكر, وتدخل آل سعود السيئ. 

الغرب مقبل على عام مزدهرة, فالملك سلمان لن يتوقف عن أنتاج الحروب, لإظهاره بمظهر الملك الشرس, اليمن فقط البداية.

أخيرا عاصفة اليمن, التي قادها آل سعود, مع بعض العربان المحتاجين للريال السعودي, ولتدخل البهجة والسرور على أسيادها, لم تنتج عاصفة سلمان, إلا الدمار, عبر ضربات جوية عربية لأهل اليمن, في فنتازيا بلون العلم السعودي, أهداف العاصفة متعددة, الأهم ديمومة فتح الأسواق الخليجية, إمام السلاح الغربي, عبر تخويفهم من الحوثيون, فتحولت التصريحات العلنية, لنشر الرعب من الحوثيون, باعتبارهم خطر إقليمي!
في الختام: أبو شمخي أفضل من الملك سلمان, لان أبو شمخي يعمل لمصلحته, أما الملك سلمان فيعمل لمصلحة الغرب.