23 ديسمبر، 2024 6:38 م

(لفتنه الحصبة والجدري وأبو خريان ما يدري) مثل فلكلوري عراقي يضرب لتشاؤم المواطن من تعقيدات الحياة وروتين الدوائر الرسمية خاصة. من المفروض اننا تجاوزنا تللك العلل، المراحل، العقبات، واصبحت التعاملات هينة لينة، بفضل الديمقراط والتكنو قراط والقاط والرباط والنعال المطاط.

لكن، منذ 2003 أطراف الحكومة منشغلة بصناعة احداث خيبت آمال الشعب. فالمظلوميات كثيرة والتهم حاضرة يتبادلونها مثل الكرة التي في داخلها كوارث وأزمات، لكن، في هذه المباراة بين اللاوطني والوطني، لا يوجد فوز أو تعادل بل الخسارة مع غياب الحكم و فرار الجمهور الشعب خارج الساحة الوطنية.

التحليل السيكولوجي لحالة العراق وبقاءه مريضا، مبتنية على ان المرض هو القطب المقابل للصحة، أنت بالتأكيد لن تختار المرض، لأنه الكراهية مقابل الاحترام والاتزان. فمن رغب بمرض الكوليرا ؟.

للمرض بعض الفوائد التي لا تمتلكها الصحة، لكن لا تكن متعلقا بتلك الفوائد. للكراهية أيضا بعض الحسنات التي لا يمتلكها الاتزان، وعليك أيضا أن تكون حذرا منها.

الشخص المريض: ينال عطف الآخرين، فلا أحد يؤذيه، يكونون محترسين لما يقولونه له: لأنه مريض جدا، فيظل محور تركيز الجميع؛ العائلة، الاصدقاء، فيصبح الشخص المركزي، المهم لديهم..هذا حال العراق المريض.

الآن، اذا أصبح المريض متعلقا بهذا الاهتمام، اشباع لغروره، فلن يعود راغبا بالصحة مجددا، ستتشبث ذاته بالمرض. علماء النفس يقولون: هناك الكثير من الأشخاص الذين يتمسكون بالمرض، لأن المرض له حسنات، هم يستثمرونه لمدة طويلة جدا، الى درجة ينسون أنهم يتشبثون بتلك الامراض، فهم يخشون أن لا يعود يهتم بهم أحد إذا تعافوا.

عندما يمرض طفل؛ تصبح كل العائلة مهتمة به، هذا تصرف غير علمي على الاطلاق، ذلك أنه عندما يمرض، عليك أن تعتني بجسده، لكن دون أن توليه انتباها أكثر من اللازم. هذا خطر، لأنه إذا اصبح المرض متلازما مع اهتمامك الزائد بالطفل، سوف يعيد الكرة تلو الاخرى.

حينما يمرض الطفل يصبح محط اهتمام كل أفراد العائلة، إذ يأتي الأب ويجلس بالقرب منه، يستفسر عن صحته، كذلك الطبيب، ثم يحضر الجيران، الاصدقاء اللذين يجلبون له الهدايا..الخ. بالتأكيد تعرفون المريض العبادي ومن هي العائلة المكونة من أخوة يوسف واخوال العباس والجيران والاصدقاءأوف..

يصبح المريض متعلقا بكل تلك الأشياء التي باتت تغذي غروره، بحيث قد لا يرغب في أن يتعافى مجددا، حتى لو اراد ذلك، فسيصبح شفاؤه مستحيلا، لن يفيده أي علاج بعد الآن، لأنه أصبح متعلقا بالعنصر الممرض، هذا ما يحدث لغالبية السياسيين والأوطان.

عندما تكره: تتشبع أناك، فالأنا لا تكون موجودة إلا إذا كرهت، لأنك تشعر من خلال الكراهية بالتفوق، تصبح متمايزا ومحددا.

بالكراهية: تحصل على هوية معينة، أما في الاحترام المتوازن تختفي الأنا، لا تعود متمايزا عن الآخرين، لا تبقى منفصلا عنهم. تقدير الآخر إذن يساعدك على الذوبان في الآخرين، لأن التقدير تلاق واندماج.

فإذا كنت متعلقا بهوية كثيرا، عندئذ تصبح الكراهية سهلة، يصبح الاندماج أكثر صعوبة، فتكون يقضا ومحترسا؛ لأن الكراهية هي ظل الأنا.

إن احترام الآخر يحتاج الى شجاعة عظيمة لأنه يتطلب التضحية بالأنا الهوية سواء الطائفية الحزبية وغيرها. فأولئك الذين على استعداد لأن يكونوا لا شيء، هم وحدهم القادرون على الاحترام وحدهم الفارغون من ذواتهم وانانيتهم بالكامل، هم القادرون على تلقي هدية الاحترام من الله سبحانه لأنهم تفرغوا له ولعباده ووطنهم.

لا يوجد مرض الكوليرا ، لكن موجود صناع المرض ولهم مختبرات وخبرات ومجربات وازمات مثل رواتب الموظفين وهجرة الأدمغة والشباب.. وماذا سيكونون في الخارج.

خذ مثلا السير درزي مهاجر عراقي، ولد في العراق ودرس في العراق وصار وزيرا للصحة في بريطانيا.

اما وزيرة الصحة في العراق، السيدة عديلة، تدهورت الصحة على ايامها، والعديلة تقرأ على الأحياء من العراقيين ليموتوا.

الغريب ان مرشحة الحكومة لشغل وزارة الصحة بدلا من عديلة هي معالي الدكتورة (ليلة الوحشة)!.