18 أبريل، 2024 5:06 م
Search
Close this search box.

أبو حبيبة ومصائب العراق العجيبة . 6 .

Facebook
Twitter
LinkedIn

الصورة السادسة . موعد مع المجهول .

ألشمس شمسي والعراق عراقي * ما غيَّر السفهاء من أخلاقي

أجريت في الصخر العقيم جداولا * وحملت نور الله في احداقِ

أنا منذ فجر الارض ألبس خوذتي * ووصية الفقراء فوق نطاقي

قدري بأن كل العروق تجيئني * مجنونة تسعى لشد وثاقي

فمن السيوف إلى الرصاص مدائني * ذابت من الاحراق والأغراقِ

فالشمس شمسي والعراق عراقي

ما غير الدخلاء من أخلاقي

أحداث سبتمبر/ أيلول والموضوع الأزلي “أسلحة الدمار الشامل” كانا المبرر الأمثل والطريق لتحقيق الأهداف الإستراتيجية الاستعمارية الاجرامية العدوانية في العراق والشرق الأوسط. ولذلك كانت أفضل وسيلة يمكن بها إضعاف العراق الذي خرج أصلاً ضعيفاً من حربين مدمرتين هما حرب الخليج الأولى مع إيران، وحرب الخليج الثانية مع الولايات المتحدة وحلفائها، هي وضعه في قفص لا يستطيع الإفلات منه مطلقاً إلى حين حلول الموعد المقرر للإجهاز عليه ونحره . وقد وجدوا ضالتهم في فرض نظام عقوبات شامل صارم

يدخلون العراق في النفق المظلم بعد ادخالهم له بالشرك الكويتي وبحججهم الواهية الكاذبة المخادعة . بدعوى امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل فعاقبوه تحت سياط البند السابع الاسود , مانعين عنه كل شيئ حتى الغذاء والدواء . مات الكثير من اطفال العراق وشيوخه نتيجة شحة الغذاء والدواء . ايام سوداء وسنين عجاف مرت على العراقيين لم يشهد التاريخ مثيلا لها في العالم . مصيدة للتمزيق والابادة الجماعية وكسر للظهور . لقد ترك الحصار الاقتصادي آثاراً شديدة الوطأة على الشعب العراقي في الإطباق التام على كل ما تبقى من حياة اقتصادية واجتماعية وثقافية على امتداد العراق، عدا المنطقة الكردية التي كانت تحظى بامتيازات من قبل دول عديدة من العالم في أوروبا وأميركا وغيرهما، فقد انهار النظام الصحي وعطلت الخدمات وساءت الحياة الاجتماعية، وبلغت أعداد الضحايا وأكثرهم من الأطفال والشيوخ الملايين، كما تم تدمير طيف واسع من القيم والأخلاق في ظل غياب أي نشاط اقتصادي يعود بمردود مالي كاف، الأمر الذي انعكس في عملية فساد اجتماعي كبير شملت جميع شرائح المجتمع العراقي، فلم يسلم التعليم ولا القضاء ولا القوات المسلحة من ذلك ولم تعد الحكومة قادرة على وقف التدهور الأخلاقي في المجتمع . مثال على هذه المآسي المهولة ” راتب معلّم المدرسة الشهري أو موظف الدولة ثلاثة آلاف دينار وطبقة البيض المتكوّنة من 30 بيضة بقيمة ثلاثة آلاف دينار , ورغيف الخبز الذي تضائل حجمه الى النصف بسعر 25 دينار للرغيف الواحد . تراجيديا ظلامية لم تخطر على بال أنسان متحظّرأو جاهل يعيش في هذا العصر .لم يعد الوضع الدولي يحتمل وضعاً سيئاً كهذا وبهذا الكم الهائل من الضحايا الإنسانية بسبب حصار يفرض باسم الأمم المتحدة، خاصة في بلد يملك ثروة نفطية هائلة يمكن الاستفادة منها لتغطية النقص الكبير في الحاجات الإنسانية والمدنية الذي حصل نتيجة هذه الإجراءات اللاإنسانية. وأمام ضغط عدد كبير من أجهزة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تعالت أصوات بعض الدول لإيجاد حل إنساني للمسألة، واضطر مجلس الأمن بموافقة الولايات المتحدة وبريطانيا إلى إصدار قراره الشهير 986 لعام 1995 الذي انتهى به الأمر ليتحول إلى مذكرة أطلق عليها اسم “النفط مقابل الغذاء والدواء” التي بدأ التنفيذ الفعلي لها عام 1997 . وأقرّوا لجنان التفتيش سيئة الصيت عملاء اميركا التي ماطلت كثيراً وبتعسف مشهود ومشهور . مطلقين صلاحياتها للدخول الى كل مكان تريده , واعضائها بالكامل معتمديم من قِبَل المخابرات الاميركية والصهيونية العالمية . في 17 ديسمبر/ كانون الأول 1999 صدر القرار 1284، وهو القرار الأكثر خطورة بعد القرار 686 لعام 1991 خاصة بعدما تم سحب اللجنة الخاصة “أنيسكوم” من قبل رئيسها السفير الأسترالي بتلر الذي لا يشك أحد في اعتباره أحد عملاء الولايات المتحدة، والذي تلاه توجيه ضربة صاروخية شديدة بمئات الصواريخ قتلت المئات ودمرت المنشآت الاقتصادية والعسكرية العراقية. بموجب القرار 1284 تم إنشاء لجنة جديدة بدلاً من اللجنة السابقة التي عملت في العراق منذ عام 1991 حتى منتصف 1998 تحت رئاسة السفير السويدي إيكيوس وبعده السفير الأسترالي بتلر، أطلق عليها لجنة الرصد والتحقيق والتفتيش (UNMOVIC)، وكان الهدف من إنشائها “تشغيل نظام معزز للرصد والتحقيق المستمرين ومعالجة مسائل نزع السلاح المعلقة (الجديد منها) والسماح لفرق اللجنة بالوصول فوراً ودون شروط إلى أي من -أو كل- المناطق والمرافق والمعدات والسجلات ووسائل النقل التي تود الفرق تفتيشها وفقاً لولاية اللجنة وكذلك إلى جميع المسؤولين وغيرهم من الأشخاص العاملين تحت سلطة حكومة العراق ؛ وقيامها بتحجيم قوة العراق العسكرية الى أدناها . نذكر ايضاً دور “البرادعي ” المخزي ظمن هذه اللجان ؛؛ مصري الجنسية ؛؛ واضح بأنه كان عميل مزدوج لأميركا وأيران بدفع من زوجته الإيرانية . الشعب العراقي كان يرفض هذه اللجان وقسوتها وتسلطها الاعمى الساطع بالشر . مجلس النواب العراقي اقر بوقف التعاون معها لكن قيادة العراق كان لها رأي آخر , استمرار التعاون وحقيقة الامر كان يعني ” التهاون ” بعد المعاناة المريرة أُقِرَ قانون النفط مقابل الغذاء والدواء . وضل العراق مقيّد اليد . غير مسموح له الا ماتراه اللجان المشرفة على حصاره ” منعوا عنه حتى اقلام الرصاص ” أقر القانون ظمن اطار الحصار ولجان التفتيش ” لاأمل ولا حتى سرابَ ضوء يلوح في نهاية النفق . نفق الظلام الدامس المدلهم . في بداية الامر واجه هذا القانون معارضة من القيادة العراقية وبدفع من بعض اعضائها وعلى حساب جياع الشعب . من ابرز هولاء المحرّضين ” محمد سعيد الصحاف ” وزير خارجية النظام . ظهر مرة في تلفزيون بغداد محرضاً ومبرراً عدم القبول بالقرار والناس تموت جوعاً . يقول مخاطباً الشعب ” إن من النتائج المترتبة على هذا القرار قيام اللجان المسؤولة عنه بقياس ؛ زند زوجة الشيخ ؛ لمعرفة مدى تأثير الغذاء عليها ” ويقول مخاطباً العراقيين ” أترضون بهذا ” يالهُ من تضليل وتآمر ” بالمناسبة لم تلقي اميركا القبض عليه مثل بقية المسؤولين العراقيين ” ولم تضع صورته في اوراق اللعب أسوة بأقرانه ” بالرغم من انه كان يشغل وزير خارجية النظام ومن ثم وزير اعلامه . مرت هذه المعاناة العصيبة وسنين القحط العجاف بموافقة القيادة العراقية بعد معاناة الضغط الشعبي والانسانيين من قادة العالم منهم ” بطرس غالي ” ألأمين العام للأمم المتحدة . المصري الجنسية . انفرجت معاناة الشعب المريرة بعد مرارة عذابات الجوع والمرض . ” ولم يقيسوا لا زند زوجة الشيخ ولا زنود بناته ” كما ادعى الصحّاف . غلقت كل ابواب العالم على العراق قافليها بوجهه , إلا باب واحدة , باب الله ثم باب الاردن , لن ينساها شعب العراق ابداً , كانت تمر من خلالها ما أقرّته الأمم المتحدة وبعض من الامور الممنوعة التي احتاجها العراق في اعادة اعمار ما خربته الحرب العالمية المقحومة عليه. وهذا الموقف يسجل لصالح الاردن ولقياته الرشيدة , وبقية الدول العربية وللأسف الشديد لم تعطي للأخوة مداها ولا لمواقف العراق المشرّفة استحقاقها الحقيقي تجاه امته العربية . للأمانة علينا أن نذكر موقف ” سوريا بشار” المحيير” من فتح بابها مع العراق قبل ستة اشهر من العدوان عليه واحتلاله من قبل اميركا و الأربعة والثلاثين دولة دول الخنوع التي تحكمت بمقدراتها اميركا المجرمة واذلتها في هذا العدوان . حول موضوع بشار سوئل ” طه ياسين رمضان ” نائب الرئيس العراقي في ندوة للكادر الحزبي في نقابة المهندسين في منطقة المنصور بغداد عن التصرف السوري واسبابه مع التاريخ السيئ للعلاقة العراقية السورية . فردَ على السائل ” أحنا دايخين بهذا الموضوع فالرجاء لا تزيد دوختنا به ”

لم يتمكن الرئيس الأميركي من إقناع جميع رؤساء الدول الأعضاء غير الدائمة في مجلس الأمن بتغيير موقفها الذي وقفته منذ البداية.. بسبب موقف العراق الإيجابي من عمليات التفتيش وتأكيد ذلك في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية و” الأنموفيك ” والتي كانت تعرض على المجلس أولاً بأول وتعكس بإيجابية تعاون الجانب العراقي . أمام تصميم الولايات المتحدة على موقفها وفشلها في الحصول على مباركة من مجلس الأمن، اجتمع الرئيس الأميركي ورؤساء الوزراء البريطاني والإسباني والبرتغالي في جزر الآزور بالمحيط الأطلسي، ووجهوا إنذاراً للعراق لتسليم ما لديه من أسلحة دمار شامل خلال 48 ساعة، وبخلافه سوف تقوم قوات التحالف بنزع هذه الأسلحة بالقوة المسلحة. وبانقضاء هذه الفترة كانت الحرب قدبدأت

من المفيد ذكره أن العدوان العسكري على العراق الذي بدأ على مرأى ومسمع الأمم المتحدة وبهذه الضخامة في استخدام القوة لم يحرك أحداً من أعضاء مجلس الأمن، ولم يطلب أحد عقد اجتماع له باعتباره عملاً يهدد السلم والأمن.. كما لم يقم مجلس الأمن بإصدار بيان بوقوع العدوان، لكن حركة عدم الانحياز طلبت عقد جلسة لمناقشة الموضوع وكان المفروض أن يقوم المجلس بمشاورات على أثر الانتهاء من عقد الجلسة العلنية التي تحدثت فيها دول عديدة، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، خاصة أن عقد جلسة لمجلس الأمن تحتاج عادة إلى توافق في الرأي بين جميع أعضاء المجلس حول عقدها، لكن الجميع يعرف أنه لا توجد لدى أي دولة الجرأة الكافية للتقدم بمثل هذا الطلب . من قرارات الامم المتحدة وبضغط اميركي بريطاني وعملائهم من دول الخليج أقرّوا قوانين التعويضات المجحفة بحق العراق والغير عادلة للكويت وغيره وصل الحد بهذه القرارات بأن المقيمين في العراق مثل المصريين وغيرهم يتم تعويضهم بحجة ” أصابتهم بالكآبة ” وكذالك تم استقطاع أجزاء كبيرة من مساحة محافظة البصرة وضمها للكويت بعد قرارهم ” الباطل الفرعوني ” بترسيم الحدود من جديد المرسّمة أصلا من زمن دولة العراق الملكية والمقرة من قبل الجانبين الحكم الملكي العراقي وبتوقيع الجانبين الحاكم الكويتي والعراقي ” نوري السعيد ” رئيس الوزراء في حينها . يا سلام على هذه العدالة المصطنعة والانصاف المريب . من المهازل والمصائب ألأخرى التي أقرّها العدوانيين على العراق فرضهم لمن يسمّونهم” بالمعارضة “العراقية الذين لايعدون كونهم مجموعة من السراق والفجار واللصوص العابثين بمستحقات العراق وشعبه ( 65 حرامي وقّعوا على تدمير العراق وتمزيق شعبه وبعضهم مستمر على تدميره . ” وثيقة مؤتمر لندن عام 2002 ” والمهزلة المبكية من حكام العراق البارزين اصحاب شأن عالي في أدرارة العراق وشعبه كانوا جنوداً في الجيش الايراني أثناء الحرب بين العراق وايران مثل “عمار الحكيم وهادي العامري ” والباقين الموالين لأيران المجندين عقائدياً للمخابرات الإيرانية والعاملين بأمرها ” . . نلتقيكم مع الصورة السابعة مع التحية . فألى اللقاء . عبدالقادرأبوعيسى . كاتب ومحلل سياسي عراقي حر مستقل .

مصادرالمقال:1.الشعر للشاعر كريم العراقي 2 . المعايشة الشخصية للأحداث.3 ـ Saddam and the Euro – Indymedia Ireland 05 سبتمبر 2006 موقع واي باك مشين . 4ـ الجزيرة . مقال العراق ما قبل الاحتلال ـ” الدوري 2″

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب