14 أبريل، 2024 5:01 ص
Search
Close this search box.

أبو حبيبة ومصائب العراق العجيبة . 5 .

Facebook
Twitter
LinkedIn

الصورة الخامسة . أستحالة الهدوء .
متى ستهدأ ياعراق ؟ ؟ ؟ في كُلِ جيلٍ ثورةٌ ودمٌ مُراق
. تمر الايام مسرعة بعد انتهاء الحرب مع ايران .. في الثاني من آب أغسطس 1990 يتفاجئ العالم بأعلان دخول القوات العراقية للكويت دون سابق انذار اوتمهيد .. سوى اشارات بسيطة غير معتمدة مثل تنبيه احدى الصحف الكويتية واندهاشها من حجم الحشد العسكري في محافظة البصرة والغرض منه . الرد العراقي ” القيام بمناورات تدريب عادية ” وكانت هناك اشارات سابقة لأحداث قد تؤدي لهذا الفعل العراقي . مثل اجراء مناورات عسكرية اميركية كويتية في الكويت يرأسها وزير الدفاع اللاميركي انذاك مبرمجة على كيفية الهجوم على العراق واختراق حدوده . وقيام الكويت بالعمل على زيادة انتاجها النفطي وخفض اسعاره والضرر بالعراق . ” متجاوزين حصتهم النفطية بأكثر من مليون برميل في اليوم الواحد . مما ادى الى انخفاض سعره من 18 دولار للبرميل الى 10 دولار . وايضاً قيام الكويت بسرقة النفط العراقي من آباره المحاذية للحدود الكويتيه العراقية المشتركة ” حقل الرميلة ” صدّرت الكويت منه بمبلغ زاد على الثلاث مليارات دولار . وجاء الاعلان عن هذا على لسان الرئيس العراقي صدام حسين في المؤتمر العربي قمة بغداد . حيث قال ” قطع الاعناق ولا قطع الارزاق ” كذالك الحاح الكويت على العراق لتسديد ديونه مع ازمته المالية التي ترتبت عليه اثناء حربه مع ايران . ورفض الكويت تأجير احدى جزرها للعراق لإستخدامها كمركز دفاعي متقدم لتوقع العراق بقيام ايران بالهجوم عليه مستقبلا . قبل نشوب الازمة عقد أجتماع طارئ بقيادة عزة ابراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي وولي العهد الكويتي سعد العبدالله الصباح في جدة نهاية شهر تموز 1990. تداولت الانباء غير الرسمية بتجاوز الجانب الكويتي للأعراف الدبلماسية بكلام غير لائق على الوفد العراقي مما دفع الوفد العراقي للإشتباك بلأيدي مع الوفد الكويتي . وهذا ما اثار الرئيس العراقي . هكذا كان تداول الاخبار غير الرسمية . المهم دخلت القوات العراقية للكويت بأشراف ” حسين كامل ” مسيطرة على كل مساحة الكويت بمقاومة عسكرية ضعيفة لا تكاد تذكر . وهروب العائلة الأميرية الحاكمة الى السعودية . على الصعيد الداخلي العراقي لم يلاقي هذا الإجراء أي استحسان أو قبول شاعرين بخطورة ما اقدمت عليه القيادة العراقية متداولين بالسر عبارة ” غلطة العاقل كبيرة ” ويتردد حديث رفض للحدث مفاده ” لا فتات الشهداء لا تزال معلّقة على الجدران وندخل في حرب جديدة هذا غير صحيح ” وترددت اشاعات تتوقع قيام مظاهرات فحواها ” نريد صدام ولا نريد الكويت ” اعلنت القيادة بمنع وعدم السماح لأي تظاهر . و على المستوى العربي والعالمي واجه هذا الإجراء معارضة كبيرة وعدم قبول . من الاسباب التي شجعت النظام العراقي السابق على الدخول للكويت علاوة على ما ذكرناه . تصريح السفيرة الاميركية في بغداد . ففي 25 يونيو 1990 التقى صدام حسين مع السفيرة الأمريكية ” أبريل غلاسبي ” التي قالت أن أمريكا «ليس لها راي بشان صراع عربي-عربي». انتهى احتلال الكويت في فبراير من عام 1991 بعد احتلال دام اكثر من سبعة اشهر . أصدر مجلس الامن 53 قرارا خاصا بالعراق خلال الأعوام من 1990 إلى 2000، أهمها قرار فرض الحصار عليه، وقرار إخراجه من الكويت ولو باستخدام القوة , وقرار النفط مقابل الغذاء . وفرض خطوط الطول والعرض لتحجيم الطيران الحربي ومنعه من الطيران فوق بعض المناطق الواقعة في شماله وجنوبه .. ابرز الاحداث التي رافقت انسحاب القوات العراقية الغير منظّم من الكويت يوم 26 / 27 شباط فبرايل 1991. قيام القوات الاميركية والمتحالفة معها بضرب القوات العراقية المنسحبة من الكويت مما تسبب بخسائر بشرية ومعدات عسكرية وكان للطيران العربي فعل مخزي في ضرب القوات العراقية المنسحبة . كذلك كان للقوات المصرية في هجومها على القوات العراقية المتمركزة في مطار الكويت فعل مشين آخر حيث قامت بقتل المستسلمين والاسرى من القوات العسكرية العراقية بعد نفاذ عتادهم . كان للرئيس المصري حسني مبارك دور رئيس في الاصرار على ضرب العراق متناسيا الفعل العراقي في حرب 1973 على الجبهة المصرية وكان انذاك بمنصب قائد القوة الجوية المصرية وهو من قام بتقليد قائد الاسراب العراقية بتقليد وسام شرف الدفاع عن مصر الصادر بأمر من الرئيس محمد انور السادات . ونسى ايضاً التكريم الشخصي من الرئيس العراقي احمد حسن البكر عندما كان بصحبة احدى طائرات الميراج المصرية التي تم اخلائها الى قاعدة الحبانية تحسبا من ضربها من اسرائيل . كرمه الرئيس العراقي وبحضور نائبه صدام حسن بمبلغ من المال ومسدس براونك , نسى كل ذلك لأن الكويت ” رشته ” وقال حسني قولته المشهورة ” دي كت من عند ربنا ” . وقيام القوات الاميركية وحلفائها بضرب الكثير من المنشآت والمراكز المدنية والقيام بتدميرها مثل المصانع ومحطات الكهرباء ومخازن النفط والمراكز الاعلامية . استمر العدوان الثلاثيني على العراق بعد انسحابه من الكويت 45 يوماً كان العراق متحسبا لهذا مستخدما مواقع بديلة للتقليل من الخسائر جهد الامكان . في قول لصدام حسين “منذ اليوم الاول امرنا بتشكيل لجان للتخطيط وتنفيذ واعادة بناء الاماكن التي تعرضت او ستتعرض للتخريب ” وفعلا استطاعت الدولة العراقية انذاك من اعادة الكهرباء وبشكل قياسي وسريع خلال ستة شهور . والحكومات العراقية المتعاقبة من الاحتلال الى اليوم فترة خمسة عشر عاما عجزت عن تأمين الكهرباء مثل ماكان قبل الاحتلال .

قامت القوات الاميركية ” أم الاستعمارالعالمي الحالي ” بجريمة بشعة ضد الانسانية والاعراف الاخلاقية والقانونية بضرب ” ملجأ العامرية في بغداد وقتلت اكثر من 400 انسان اغلبهم من الاطفال والنساء . واثارت هذه الجريمة المنكرة التي تشكل سمة قذرة من سمات الولايات المتحدة الاميركية ودول الاستعمار العالمي . لا قت استنكارا عالميا . من ابرزها عربيا وعالميا قيام ” الاردن ” بأعلان الحداد العام على الضحايا لمدة ثلاثة ايام مع ترافق صمت عربي مخزي على هذه الجريمة البشعة . والحدث الآخر قيام مجاميع غوغائية مدفوعة من ايران ” وبمشاركة اجهزتها الاستخبارية والحرس الثوري الايراني وتحريك الاحزاب التي تديرها وتطعمها وتأويها مثل حزب الدعوة ومنظمة بدر وغيرها . بصفحة غدر وخيانة ” تركزت في المحافظات الجنوبية والفرات الاوسط والمحافضات الشمالية وكركوك . واستمرت الفوضى الدهماء . ثلاثة ايام في كل محافظة وفي كربلاء أسبوعين وأتخذوا من الحسينيات والمراقد أماكن للقتل والاعدام راح ضحيتها اللآف من الضحايا من موظفين مدنيين واساتذة وعسكرين وشرطة وبعثيين وناس عاديين ” مثل مرقديَّ الحسين والعباس . جرائم لا مثيل لها في التاريخ ” كانت ايران ورائها . قامت هذه المجاميع بالقتل واحراق وسرقة كل دوائر الدولة التي تمكنوا منها مثل المدارس والمستشفيات ومراكز الدفاع المدني والمرور والجنسية والمصارف وغيرها . بعد مواجهة هذه المجاميع ومهاجمتها تمكنوا من الهرب بأتجاهين الإراني والسعودي حسب قرب المناطق لهاتين الدولتين . ففي السعودية تمت استضافة هؤلاء القتلة المجرمين في منطقة ” رفحا ” ومن الجدير ذكره استذكار بعض التفاصيل والمفارقات التي رافقت هذه الاحداث نذكر منها . مدير أمن السليمانية اجبر منتسبيها بجلب عوائلهم داخل المديرية حتى يستميتون في الدفاع عنها . فقامت قوات البيشمركة المهاجمة من قتلهم جميعاً هم وعوائلهم . قامت قوة من الجيش العراقي بتحرير كركوك وبأشراف عزة الدوري نائب الرئيس العراقي واثناء المواجهة قامت احدى الطائرات العراقية بخداع المتمردين الغوغاء برمي مادة ” الجص ” التي تستخدم في البناء محتسبين بأنها مادة كيميائية فأخلو المحافظة مدبرين مرعوبين واستولت عليها القوة المكلفة بتحريرها بسهولة . في محافظة بابل ” الحلة ” تم اختطاف الشاعر الشعبي” فلاح عسكر” بعد ضربه بطلقة نارية بفمه من الجانب واصطحبوه الى النجف وضل معتقلا هناك لعدة ايام وينزف ثم قاموا بقتله . وفي كربلا فعلوا مثل فعلهم ببقية المحافظات التي تمكنوا منها . حرقوا وسرقوا كل شيء وكان شعارهم ” أحرقوا كل شيء فيه رائحة صدام ” . عند اعتراض المواطنين عليهم بسبب الضرر الحاصل , يرد الغوغائيين عليهم ” ان الحكومة الاسلامية الايرانية ستعوضكم .. وللطريفة تم حرق معمل التمور فأخذ الاهالي المتندرين عند مخاطبتهم لبعضهم ” شلون الأمور . يكون الرد . مثل معمل التمور ” وكانت هتافات الغوغاء ” ماكو ولي الا علي ونريد قائد جعفري ” و ” اظهر يالمهدي وصفّيها شوف الشيعة اصاير بيها ” . في جملة هذه الاحداث خسر العراق آلاف مؤلفة من شعبه نساء واطفال وشيوخ وشباب علاوةعلى الخسائر المادية المهولة . في حديث عن صفحة الغدر هذه لمجموعة من الاشخاص الجالسين في احدى المقاهى شبّه احدهم احداث صفحة الغدر قائلا انها اشبه بمجموعة اشخاص قادمين بعد دفنهم لميّت جالسين حول نار للتدفئه بعد العناء ويأتي شخص ” ويصب حاوية بنزين ” على النار الجالسين حولها ويحرق الجميع .. وارذل الحالات وابشعها التي مرت على شعب العراق حالات القتل والتخريب والامعان فيها من قبل اميركا وقوات التحالف الـ 33 دولة والجهات والاشخاص الموالين والمرسلين من ايران و” حالة الحصار ” . . إالى هنا نلتقيكم في الصورة السادسة إن شاء الله وبعونه مع التحية

المصادر : ـ1ويكيبيديا الموسوعة الحرة 2ـ مقال للواء عبد الجبار البغدادي 3ـ مصادر مخابراتية واعلامية عراقية موثوقة مكتوبة ومصورة 4ـ المعايشة الشخصية للأحداث 5ـ تصريحات واحاديث للرئيس العراقي السابق صدام حسين وطارق عزيز وزير الخارجية في حينها وطه ياسين نائب الرئيس 6ـ الكاتب الاميركي ” ملتون فيورست ” كتابه القلاع الترابية 7 ـ وغازيH الديراوي محافظ محافظة كربلاء اثناء صفحة الغدر والخيانة و اللواء عبد الخالق محافظ محافظة كريلاء الذي حل بعد المحافظ السابق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب