إن تسمع بالحرباء وتلونها ، أو إن ترى وجوه النرد الستة وتقلبها ، أو إن تقرا عن التزلف والتملق والرياء والمحاباة والنفاق في أي من المعاجم، فكلها نتف و ترهات مما يختزنه ويحسنه ( أبو انتهاز) من التلون والتقلب بسرعة تفوق سرعة الضوء وتغيره كرياح تشرين، ليلاءم المكان والزمان والمزاج وانتمائك ، و مسارك كي تجري رياحه بما تشتهي سفنك ، ويدير دفة حديثه بما تهوي قريحتك وأمانيك ، فهو وبامتياز من صنف الموافقون دوما لما تقوله ، المؤيدون حد العظم لما ترتئيه، ويلتصق بأي رأى أو فكر تتبناه كتوأمين سياميين ،ويشاطرك كل شاردة ووارده لحين إن تستنفذ مآربك ،وتستخلص إغراضك، فيبصم بالعشرة شاهدا، ويقسم بأغلظ الإيمان من انك سبقته قولا .وما جئت به كان على طرف لسانه .
اسمه (أبو انتصار) لكن قابليته على مسح الأكتاف وتبويس اللحى والأيدي ، والتقلب وتغير اتجاهه مائه وثمانون درجه في أجزاء الثانية . جعل الجميع يقلب حرف الصاد هاءا، ليسمى وبامتياز و كعلامة مسجله (أبو انتهاز). .فان حضر مرشحون ممن يحسبون على قوائم دينية تراه ينغمس في الأداء المسرحي وبديباجة انتخابيه عن التقوى والصلاح والإيثار، أقحم فيها إنصاف آيات كريمه لم يحسن ترتيبها ولاالفاظها واقسم ولمرات بان لا حل لنا سوى إن يكون العابدون الزاهدون الناسكون، معتكفي المساجد من قائمة(——) على رأس هرم السلطة ليعتدل الميل، وتستقيم الأمور، واقسم بقبر أبيه وروحه الزكية من انه لاينتخب إلا حبل الله المتين رافعا يديه إلى السماء قائلا سلاما عليكم من غيركم خلصنا من جور النظام السابق جزآكم الله خير الجزاء فما كان من الحضور إلا إن يستحسنوا قوله ويشكروا ضنه بولائه واعتصامه بالعروة الوثقى .
وان التقى بمرشحون ممن يعرفون بولائهم العلماني اقتص ممن سبقهم قائلا: الله لايرحمهم ولا يحسن إليهم ماذا انتفعنا منه وأي مكسب جنيناه ماذا بنو ماذا عمروا.
ووسط اعتراضنا الغير مجدي، سلق إسماعنا عنهم بكلمات البذاءة والفحش ونعتهم بأبشع النعوت وأسبغ عليهم بأشنع المثالب مما حدا بنا إن نستوقفه عدة مرات ونخفف من وطأة اندفاعه وعدوانيته، مؤكدين له بأنهم قدموا الكثير وفيهم الصالحون . لكنه بعد إن تفرس في وجوهنا وتأكد بقرني استشعاره بأننا لانصدق قول هذا الافاك الكبير اقسم بتراب قبر أمه الطاهر من انه لم ينتخب غير ذوي الالويه الحمراء مرددا عدة مرات من إن (ماذا يريد الشعب غير إن يكون الوطن حر والشعب سعيد)هل سمعت عنهم يوما بأنهم اختلسوا اوسرقوا والى ما ذلك من عبارات التفخيم والتعظيم واقسم بتراب قبر أمه ثانيتا بأنه لم ينتخب غيرهم
وان حضر ممن يغني على إطلال النظام البائد فسرعان ما ابكي وتباكى مترحما على تلك الأيام الخوالي حيث الأمن والأمان والدعة والهيبة والخير والحبور(على حدقوله) ختمها بالمغفرة والرحمة لأرباب السلطة (المنقرضون) والى ما ذلك مما تجيده هذه الحرباء من التلون والتبدل مقسما بشرفه من انه سينتخبهم لو تهيأت ظروف المصالحه ليشاركوا بالعمليه السياسيه بعدها ألزمنا والحاضرون قسرا وهو يرفع يديه بقراءة الفاتحة على أرواحهم إلمأفونه.
في ظرف ساعة ونيف قرية ، استعرض فيها أطياف وأصناف من المرشحين و تقلب أبو انتهاز كحجر نرد على طاوله ملساء ليفوق وجوهه الستة إلى عشرات الأوجه. بدل فيها ألواننا تعدت ألوان الطيف الشمسي بالمئات، ونزع فيها جلدا كجلد الأفعى مرات ومرات وسط ذهولنا واستغرابنا من هذه ألقدره الوضيعة العجيبة والموهبة الدنيئة الفريدة وألمنا استغلالنا كشهود زور على أقواله وصنيع أفعاله تحت وطأة قبلاته الكاذبة وابتساماته الصفراء ونحن نودعه بلا عوده لنوسمه باسمه الجديد(أبو انتهاز الناخب اللعوب) و ايدينا على قلوبنا كيف ستكون نتائج الانتخابات القادمه ان كان فيها مثل هذا الصنف الانتخابي الردئ.
[email protected]