أبوت الأميركي هل يصلح عراقيا!

أبوت الأميركي هل يصلح عراقيا!

حتى وان كرهنا الاميركان فلا بأس أن نحتكم الى القول القرآنيعسى انتكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وبما انه لاتوجد عداوات مطلقة ولا صداقاتمطلقة، كما يقول أهل السياسة والسياسيين، فبإمكاننا ان نقضم تفاحة سليمةمن صندوق عفن !

تقول الحكاية الصحيحة والناضجة والحديثة في الخامس من آب اللهاب إنحاكم ولاية تكساس الأمريكية غريغ أبوت، أعلن عن صدور أوامر باعتقالأعضاء بالهيئة التشريعية للحزب الديمقراطي في محاولة لإجبار الديمقراطيينعلى العودة إلى مبنى الكابيتول بعد ان غادر أكثر من خمسين نائباً ديمقراطياًالولاية بهدف تعطيل التصويت على خريطة إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية،التي ستمنح الجمهوريين خمسة مقاعد إضافية في الكونغرس !

حاكم الولاية الامبريالية قال في بيان له  إنهروب أعضاء مجلس النوابالديمقراطيين من الولاية يعني احتجاز مشاريع قوانين حيوية رهينة، وهيمشاريع مخصصة لمساعدة ضحايا الفيضانات وتقديم إعفاءات من ضريبةالأملاك. وهناك عواقب لمن يتقاعس عن أداء واجبه“..!

ونستكمل الحكاية بأن أبوت،أمر وزارة السلامة العامة في الولاية بالبحث عنأي نائب تخلى عن واجبه تجاه سكان تكساس، واعتقاله وإعادته إلى مبنىالكابيتول، مضيفاً أنهذا الأمر سيظل سارياً حتى يتم العثور على جميعالنواب الديمقراطيين الغائبين وإعادتهم إلى المجلس“..!

وفي آخر فصول الرواية  ، يواجه النواب الديمقراطيون غرامة قدرها 500 دولارعن كل يوم يتغيبون فيه ويكسرون النصاب القانوني للمجلس..

وبما اننا ديمقراطيون حتى النفس الأخير وإن نائبنا يمثل مائة الف منالمواطنين الكرام ، حسب الدستور ، وعمليا اقل من ذلك بكثير ، فإن مقترح بلأوامر أبوت حاكم الولاية الاميركية التي أغنت السينما الاميركية بأفلام الكاوبويومن ثم تحولها الى مرتع للعصابات الخارجة على القانون وختامها ولايةديمقراطية المحتوى الى حدود تنفيذ القوانين واعتقال النائب الغائب وتغريمه500 دولاراً اميركاً عن كل يوم غياب ، يصلح للحالة العراقية التي تشهد برلماناًيندر أن يستكمل النصاب لاقرار القوانين  على اهميتها أو هامشيتها !

ولأن غياب النائب اصبحت ظاهرة عطّلت عمل البرلمان فإن الاستفادة من قراراتحاكم تكساس قد تكون علاجاً للظاهرة ، ظاهرة كسر النصاب بالغياباتلتعطيل قوانين يختلف عليها خارج البرلمان أو في الكافتريا قبل حمل الحقائبومغادرة المبنى الى واجهات الفضائيات أو لشؤون عائلية..!

ولكن من اين نأتي بأبوت وقدرته على سوق النائب الغائب اعتقالا الى مبنىالمجلس وتغريماً مؤثرا.!

ومن أين نأتي بأحزاب تقبل نفاذ قوانين من هذا النوع تجبر النواب الغائبينعلى الحضور وإداء ادوارهم التي كلّفهم بها الناخبون عبر اوراق الاقتراع التييتغنى بها النواب الغائبون !

والأصح في حكايتنا ، من أين نأتي بنواب يحترمون ناخبيهم الذين كلّفوهمبإحقاق حقوقهم المهدورة و الدفاع عن مصالحهم !!

كم سيكون منظراً مدهشاً مدهشاً ان نرى مع كل نائب شرطي يسوقه سوقاالى مجلس النواب حتى وان حمل راية لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم..!! !

أحدث المقالات

أحدث المقالات