الجريمة تبقى جريمة مهما كان نوعها وحجمها، وأيا كان منفذها ومحركها ومسببها وداعمها والآمر بها والساكت عنها، وهذه هي رؤية الشرع والأخلاق والإنسانية، فليس من الصحيح التعامل بازدواجية والكيل بمكيالين تجاه المواقف والاحداث والجرائم و منفذيها وتداعياتها، بحيث تُباح جرائم ويُؤمَر بها وتُدعَم وتُؤمَّن شرعا وقانونا، بل تُعد مناقب وفضائل، ويُكافَئ فاعلها ويُكرَّم، أو يغض الطرف عنها وعنه، أو تؤوّل، أو يُبَرَّئ منفذها، أو تلصق بغيره، أو تسوَّف وتُميَّع، وبنفس الوقت تُحَرَّم أخرى، ويُحاسَب منفذها، بل تصبح شماعة لقتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال واستباحة الحرمات…، وتشتد خطورة الازدواجية عندما تُمرر وتمارس باسم الدين وهي ظاهرة فتاكة عانت منها الشعوب والأوطان على يد منتحلي التدين الذين تاجروا ويتاجرون باسم الإسلام وهو منهم براء….
الازدواجية والكيل بمكيالين سلوك متأصل في منهج التيمية الدواعش وعليه يسيرون في التعاطي مع القضايا والمواقف والأحداث ، حيث أنهم يبيحونها على جهة محدَّدة، ويحرمونها على الآخرين، بل يكفرونهم ويبيحون دمهم وأموالهم وأعراضهم،
فقد كشف المرجع الصرخي الحسني الازدواجية في أسلوب أئمة التيمية في تبرير خيانة سلاطينهم وتعاونهم مع المحتلين التتار !! وأثبت أنّ المنهج التيمي أعطى المبررات لخلفائهم وسلاطينهم كما ظهر جليا ً في تبرير ابن كثير لخيانة بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل والذي أمدّ المحتلين بالسلاح والعساكر وفتح لهم الطريق كي يغدر بالمسلمين !!
حيث قال المحقق الصرخي في المحاضرة { 35 } من بحثه ( وقفات مع …توحيد التيمية الجسمي الأسطوري)، في المورد5: البداية والنهاية 13: ابن كثير: ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة (656هـ): فِيهَا أَخَذَتِ التَّتَارُ بَغْدَادَ وَقَتَلُوا أَكْثَرَ أَهْلِهَا حَتَّى الْخَلِيفَةَ، وَانْقَضَتْ دَوْلَةُ بَنِي العبَّاس مِنْهَا:
1ـ اسْتَهَلَّتْ هَذِهِ السَّنَةُ وَجُنُودُ التَّتَارِ قَدْ نَازَلَتْ بَغْدَادَ صُحْبَةَ الْأَمِيرَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى مُقَدِّمَةِ عَسَاكِرِ سلطان التتار، هولاكو خان.
2ـ وَجَاءَتْ إِلَيْهِمْ أَمْدَادُ صَاحِبِ الْمَوْصِلِ يُسَاعِدُونَهُمْ عَلَى الْبَغَادِدَةِ
(( هذا بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل أمد التتار بالسلاح والعساكر وفتح لهم الطريق كي يغدر بالمسلمين وببيت وسلطان الخلافة ببغداد، الرتل العسكري والقوّة العسكرية دخلت من جهة الموصل باتجاه بغداد والأخرى دخلت من جهة ديالى باتجاه بغداد))
وَمِيرَتُهُ وَهَدَايَاهُ وَتُحَفُهُ، وَكُلُّ ذَلِكَ خَوْفًا عَلَى نَفْسِهِ مِنَ التَّتَارِ،
ونوه المحقق الصرخي الى أسلوب التيمية في تبرير خيانة سلاطينهم للتتار المحتلين مشيرا ً الى الازدواجية في الرأي في الأسلوب التيمي :
((لاحظ: هذا هو تبرير أئمّة التيميّة، تبرير الخونة والمدلّسين، عندما يتحدّث عن هذا وهو قد ساعد التتار وقاتل معهم وأمدّهم بكلّ شيء يقول عنه: وَكُلُّ ذَلِكَ خَوْفًا عَلَى نَفْسِهِ مِنَ التَّتَارِ. وعندما يأتي نفس المارق هذا ( ابن كثير) لابن العلقمي وهو شخص وفرد لا سلطة له حتّى في قصر الخلافة عبارة عن منصب مع ايقاف التنفيذ، ينصح ويقول ولا يُسمع لقوله، يأمر ولا يُمتثل لأمره، على فرض صحّة ما يدّعون من افتراءات وأُفك عليه لكنّه شخص واحد ولا يملك أيّ شيء فلماذا لا يُقال عنه: وَكُلُّ ذَلِكَ خَوْفًا عَلَى نَفْسِهِ مِنَ التَّتَارِ؟!! يقال هذا الشيء على ابن العلقمي التيميّ لأنّه غادر وخائن، ويقال غير هذا الكلام على ابن العلقمي الشيعي لأنّه نصح ونبّه ولم يُسمع منه بغضّ النظر عن ابن العلقمي ومواقفه وعمله مع الدولة العبّاسيّة، عليه ما يستحق وهو في ظل تلك الخلافة والسلطان الظالم الجائر الخائن الغادر))
وَمُصَانَعَةً لَهُمْ قَبَّحَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى،
وعلق المرجع الصرخي قائلاً : [أقول: قَبَّحه الله وقَبَّح كلّ عميل خائن، وقبَّح الله كلَّ طائفيّ عنصريّ منافق كاذب أعور دجّال يقيس الأمور بمقاييس حسب هواه ونفسه الأمارة بالسوء، ولعن الله كلّ مِن يتستَّر على ابن علقمي غير شيعي وأبناء علاقمة مِن المارقة الداعشيّة التيمية!!! فلو فَعَلَ شخص ينتمي للشيعة بالاسم فقط أو يُتَّهَم أنّه ينتمي للشيعة، وفَعَلَ عُشْر مِعْشار ما فَعَلَه إمام الضلالة التيميّ لؤلؤ، فماذا سيقول ابن كثير التيميّ الأسطوريّ عنه وعن الشيعة كلّهم؟!! وسنرى ماذا يقول عن ابن العلقمي الشيعي، وهل سيتعامل معه بِمِثل ما تَعامَل مع ابن العلقمي لؤلؤ التيمي الداعشي؟!!]