قيس عبد الرحمن محمد عارف.. أنموذجاً
ـ العام 1964 قدمً قيس عبد الرحمن محمد عارف الى الكلية العسكرية.. بعد أن أنهى دراسته الاعدادية بالدور الاول بتفوق.
ـ قُبلً “قيس عبد الرحمن محمد عارف”طالباً.. في الدورة “44”.. بموجب الضوابط والتعليمات المتشددة.. ووفق نتائج الفحص الطبي والبدني.. أسوة ببقية الطلاب.
ـ ما أن بدأت الدورة وبرامجها المرهقة.. حتى وقف آمر الكلية في ساحة العرض الصباحي ليلقي كلمته الحماسية.. التي ألهب فيها مشاعر الطلاب.. وحثهم نحو ضرورات الالتزام بالضبط العسكري.
ـ لم يفته أن يبلغهم بوجود نجل الرئيس بين صفوفهم.. مؤكداً لهم أن ارتباط التلميذ الحربي “قيس” بالسيد الرئيس لا يمنحه أي صفة فوقية.. ولا يميزه عن بقية الطلاب.
ـ قال لهم بالحرف الواحد: “ستجدوننا نعامله مثلما نعاملكم.. لا فرق بينكم وبينه.. وأعلموا أن مدارس الأبطال لا تميز بين ابن الأمير وابن الفقير.. ولا تفرق بين هذا وذاك.. فالإخلاص.. والاجتهاد.. والانضباط.. هو المعيار الأساس في المفاضلة.
ـ هكذا أمضى “قيس” سنوات الكلية كلها 1964 – 1967.. من دون أن يُسمح له بمغادرة محرماتها أثناء الدوام الرسمي.. ومن دون أن تكون له أي حصانة أو خصوصية.
ـ كان يركب الباص “باصات الأمانة” المعروفة بلونها الأحمر في عطلة نهاية الأسبوع.. ليصل إلى الميدان.. أو ساحة التحرير أو إلى الباب الشرقي.. ثم يستأجر سيارة تاكسي ليتوجه إلى أسرته.
ـ كان سائق التاكسي يقول له: أيعقل أنك ابن السيد الرئيس.. وتركب معي أسوة ببقية الناس؟. فيرد عليه “قيس”: وما الذي يميزني عنك يا سيدي الكريم.. تصوروا نجل السيد الرئيس يخاطب سائق التاكسي بعبارة “سيدي”.
ـ بينما نرى مواكب المسؤولين هذه الأيام تستعمل مكبرات الصوت لتزجرنا.. وتأمرنا بإخلاء الطريق.. في الوقت الذي يمارس فيه أبناؤهم هواياتهم البهلوانية بسياراتهم الحديثة الفارهة. فيعبثون ويستهترون في الساحات العامة.
ـ كان “قيس” خلال دراسته في الكلية العسكرية يخضع للعقاب الفردي والجماعي في ميادين التدريب.. بل كانت العقوبات تنهال عليه من دون ذنب.. ومن دون أن يتسبب بأي تقصير في أداء واجباته.. لكنه كان يتفاعل معها بمرونة تامة حتى لا يترك أي انطباع سلبي بين صفوف زملائه الطلاب.
ـ لسنا مبالغين إذا قلنا أن الكلية العسكرية تشهد في سجلاتها للطالب المرحوم الملك غازي.. والطالب “العميد البحري المتقاعد قيس عبد الرحمن”.. رحم الله الملك فيصل والملك غازي.. ورحم الله الحاج عبد الرحمن محمد عارف.. الرئيس الإنسان.. ورحم الله الحاجة أم قيس.. المربية الفاضلة فائقة عبد المجيد فارس العاني.
ـ وبعد تخرجه ضابطاً في الجيش العراقي.. التحق للدراسة في كلية العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية / القسم المسائي/ العام 1967.
ـ كما درس في الأكاديمية العربية للنقل البحري.. في مدينة الإسكندرية / ماجستير في اختصاص/ اقتصاديات النقل البحري/ تخصص إدارة الموانئ وشركات النقل البحري
ـ وكان أول من حصل على هذه الشهادة في العراق.
ـ بعد العودة للعراق نسبً الى أكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية في البصرة.
ـ وًدرسً تلك المادة الى طلاب الكلية البحرية العراقية.
ـ أين أنتم يا أبناء مسؤولي عراق اليوم.. كيف كنتم ؟.. وماذا قدمتم للعراق؟
ـ حتى أطفالكم مسؤولي عراق اليوم.. يلعبون بالفلوس.. بشكل مقزز.. ومهين للعراقيين.. فعلى سبيل المثال لا الحصر.. وكما تباهى الأب علانية: إن فاتورة الهاتف ترتفع الى 4 ملايين دينار عراقي ! … فهل يعقل إن طفلاً بعمر أربع سنوات يستخدم التلفون والنت بطريقة … يحسب الأعرجي بهاء فيها.. لابن عمّه علي فاضل الشلاه الأعرجي.. حساباً.. أو تقديراً.. ابن النائب علي شلاه يصرف. أربع ملايين دينار بشهر واحد كما يتبهى أبيه علانية على الفضائيات!!
ـ أين أبناؤكم.. يا مسؤولي عراق اليوم.. تعينوهم دبلوماسيين في السفارات العراقية في الدول التي يحلمون جنسياتها.. خارج كل الضوابط الإدارية.. وتمنحوهم امتيازات لا يحق لهم حصولها.. والكثير منهم بشهادات مزورة..أو شهادات متدنية.. لا يمكن إن يعين بوزارة الخارجية حتى حارساً!!