عندما ثار الشعب العراقي ضد الاستعمار البريطاني في بدايات القرن العشرين، ووقف بوجه المدافع والاسلحة النارية للجيش البريطاني وقتها، فلم يکن يملك من سلاح سوى”المکوار” وهو عصا غليظة ذو رأس مدبب بالقير، ولکنه وعلى الرغم من التباين الکبير في سلاح الطرفين إلا إن الشعب العراقي ألحق الهزيمة بالبريطانيين وفرض إرادته عليهم، وإن هذا الشعب وهو يقوم بإنتفاضته الحالية ضد الفساد وضد دور ونفوذ النظام الايراني، فإن الاخير يحاول عن طريق عملائه ومرتزقته المأجورين إخماد الانتفاضة ولايدري إن الشعب العراقي إذا نهض نهضته المعهودة فإنه لن يتوقف حتى تحقيق النصر على عدوه.
النظام الايراني الذي قام ويقوم بإشعال الفتنة الطائفية والنفخ فيها بطرق وأساليب بالغة الخبث الى جانب عمليات التفجير والاغتيالات والتصفيات وتهديد القوى والشخصيات السياسية وفرض مطالبه المشبوهة عليها، الى جانب إلحاق أضرار کبيرة بالسياسة الاقتصادية للعراق وجعلها تسير بسياق خدم ويخدم مصلحة هذا النظام ومشروعه المشبوه في المنطقة الى جانب إنتهاك السيادة الوطنية للعراق والاستهانة بإستقلاله من خلال مافعله ويفعله قاسم سليماني وجهاز الحرس الثوري الارهابي في العراق، تجعل الشعب العراقي يقف نفس الموقف الذي وقفه من المستعمر البريطاني بعد أن تيقن من إن هذا النظام يقوم بإستغلال العراق من أجل أهدافه الضيقة والمشبوهة.
نفوذ النظام الايراني وکما أثبتت وتثبت الاحداث والتطورات ولاسيما مع مرور الايام، هو أسوء وأقسى من الاستعار البريطاني بکل مساوئه وهو مايدل وببساطة إن هذا النظام لايحمل حتى في ضوء التعاليم الاسلامية کما يزعم بل إنه يستغلها وبطريقة مکشوفة ومفضوحة من أجل خدمة مصالحه ومخططاته ومشروعه الملعون في العراق والمنطقة.
مراجعة التأريخ الاسود لنفوذ النظام الايراني في العراق وماقام ويقوم به من أعمال وممارسات إجرامية وتدخلات سافرة وعبثه وإستهتاره بالامن والاستقرار والسيادة الوطنية العراقية، حقيقة يجب أن تدفع العراقيين عموما والشيعة منهم خصوصا أن ينتبهوا إليها جيدا وأن يعرفوا بأنه ومنذ أن إنتشر النفوذ السرطاني للنظام الايراني فإن الاوضاع في العراق تتجه من سئ الى الاسوء ولايکاد الشعب أن يتنفس الصعداء يوما مع بقاء عقارب وأفاعي هذا النظام منتشرة في سائر أرجاء العراق.
عندما حذرت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي في عام 2004، من نفوذ هذا النظام ودعت لإنهائه لما سيشکله من خطر وتهديد کبير ليس على العراق فقط وإنما على المنطقة، فإن واقع الحال الان يؤکد ذلك ولهذا فإن حتمية أن يکون هناك جهد وطني عراقي جدي من أجل التصدي لهذا النفوذ وإنهائه، ضرورة ملحة لامناص منها أبدا.