لا نريد فتح باب التحدّث عن تجنيس أبناء البحرينية، ولكننا نريد التحدّث اليوم عن معاناة أبناء (المطلّقة البحرينية)، وخاصة تلك التي تتزوّج من خليجي، فابنها يفقد هويّته بين دولة في الخليج وبين انتمائه إلى البحرين بالمعنى فقط.
معاناة «أم راشد» وهي مطلّقة بحرينية كتبنا عنها في أكثر من محفل، وليست هي فقط، بل مجموعة من الأرامل والمطلّقات البحرينيات اللاتي يعانين من الطلاق ومن الحالة المعيشية الصعبة، ناهيك عن وضع الأبناء، فهم ليس لديهم إثبات هويّة بحرينية ولا يريدون التوجّه إلى الدولة الخليجية، فما العمل؟!
عرضت إحدى الصحف هموم «أم راشد» بمقطع فيديو في عدم حصولها على مسكن وعدم حصول ابنها على عمل، كما تحدّث كتّاب الأعمدة والصحافيون من قبل، وطرحوا مأساة المطلّقة البحرينية، وتمت تغطية معاناة المطلّقة البحرينية وأبنائها آلاف المرّات، وإلى الآن لم نجد حلاً لهم.
في قضيّة «أم راشد» نجد أنّها ناشدت المسئولين النّظر في أمرها كثير من المرّات، فهي ليس لديها بيت وابنها يعاني الأمرّين من عدم حصوله على عمل، وسفارة بلد الابن أعطتهم خيارين، إمّا أن يعمل في دولته أو ينتظر فرج الله في دولة الأم، فما العمل والابن لا يريد التوجّه إلى دولته؛ لأنّه تربّى في البحرين وترعرع فيها ووالدته لن تخرج من وطنها بعد الطلاق! هويّته المعنوية بحرينية وهويّته بالولادة من إحدى دول الخليج الشقيقة!
غرفة صغيرة تعيشها فيها «أم راشد» مع ابنها منذ نعومة أظافره، هو اليوم شاب يبلغ من العمر 22 عاماً، لا عمل ولا مدخول ثابتاً ولا مستقبل، من المسئول عن «أم راشد» وعن ابنها؟! نحن جميعنا مسئولون، فإيصال معضلة «أم راشد» وابنها وغيرهن من المطلّقات والأرامل البحرينيات أمانة في عنقنا جميعاً لمن يهمّه الأمر، وأولياء الأملن يُقصّروا عندما تصلهم معاناة المطلّقة البحرينية أو غيرها.
المطلّقات والأرامل والثكالى أولوية مجتمعية، ولابد من الاهتمام بهنّ ووضعهنّ على رأس القائمة في كلّ شيء، رأس القائمة في الإسكان، ورأس القائمة في الخدمات، ورأس القائمة في إيجاد فرص عمل لهنّ أو لأبنائهن، فالحياة الكريمة للمطلّقة والأرملة والثكلى، لأنّهن يعانين الأمرّين من الظروف الصعبة، لا نتكلّم هنا عن المقتدرات ولكن نتكلّم عمّن تحتاج إلى مساعدة ومساندة من قبل الدولة.
نكرّر أنّ الوالدة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة حفظها الله رئيسة المجلس الأعلى للمرأة ساندت المطلّقة البحرينية المتزوّجة من خليجي، ولكنْ يد واحدة لا تُصفّق، فتظافر جهود الجميع من أجل تكافل المجتمع الذي رسمه ديننا الحنيف هو أفضل وسيلة لحماية المجتمع. ننتظر التعاون والتنسيق في حل مشكلة «أم راشد» ونساء البحرين المطلّقات والأرامل والثكالى.
نقلا عن الوسط