22 نوفمبر، 2024 4:02 م
Search
Close this search box.

أبناء الله

نقد مقدم إلى رابطة النقاد والأدباء والمترجمين العرب من الناقدة اللبنانبة / صفا شريف/ لنص الأديب العراقي /عبد الرزاق عوده الغالبي / لنصه ( أبناء الله)
الاتجاهات التربوية والعبر المجتمعية في نصوص الكاتب والأديب العراقي عبد الرزاق عوده الغالبي .
نقد مقدم من الناقدة اللبنانية الأستاذة صفا شريف لنص الأديب العراقي عبد الرزاق عوده الغالبي ( أبناء الله ).
النص هو جسد مكون من عدة جزر لغوية ،نحوية ودلالية ، تنشأ بين هذه الجزر علاقات فتتداخل فيما بينها وتتعالق  مكونة شبكة من الرموز تكسب النص خصوصية وهوية تميزه عن باقي النصوص.
سنحاول تفكيك هذه الرموز وبالتالي الجزر لنقد النص ، بداية نبدأ بتجنيس النص : النص قصة قصيرة  ذات أبعاد سياسية وصفت الواقع العربي بامتياز، ووصفت رؤساء العرب بسذاجتهم واستهتارهم ، غاصت بتكوين الإنسان وبررت الغاية من  الخلق، وتحدثت عن الفطرة الكونية له فظهرت بلباس فلسفي فكري، وتماهت مع الجينات الموروثة وطرحت أسئلة وجودية ، ثم ختمت بمثل شعبي بارز عند الشعب العراقي  لتقرب الأفكار وتظهر المقصد كما قال الغزالي .
ودليلنا على أن المثل من البيئة العراقية ، سيميائية الاسم .( فالح )، وانتشار تربية الصقور في العراق .
ثانيا : العنوان جاء العنوان جملة اسمية محذوفة المبتدأ ، تقديرها : هم أبناء الله ، أو نحن أبناء الله ،  في هذا العنوان أختلف مع الكاتب لأن عقيدتي تقول نحن عباد الله ولسنا أبناؤه، خلقنا من أجل عبادته وإعمار الأرض ، وحثنا على أداء الخير ومنحنا قوة الإرادة والإختيار ، فمن اختار الخير وصل إلى الجنة ومن اختار الشر وصل إلى النار، الأمر بيدنا ومحض إرادتنا .
المقدمة 
جاءت المقدمة فلسفية بعض الشيء ، إذ طرحت 
تساؤلات جوهرية وأساسية :  هل طبع الإنسان منحرف بالتوريث ؟ / هل ما فينا موروث جيني لأول خطأ إنساني عفوي ؟هذه التساؤلات تتماشى وآراء المعري الذي قبل بوجود الخير من وراء خمار، أي وجوده ضئيل في هذا العالم إذا ما قورن مع الشر الموجود، 
فقضية الخير والشر هي قضية وجودية قديمة تحدث عنها أغلب الفلاسفة، أشهرهم في هذه المسألة أبو العلاء المعري الذي  آمن بطغيان الشر ، فالفطرة البشرية في نظره فاسدة ويُشهد على ذلك انسياق الإنسان للشر وعدم إتيانه الخير إلا بتكلف ، فالخير طلاء زائل والشر طبع راسخ .
الزمكانية هنا في هذه القصة ليست واحدة ، الزمان منذ خلق آدم إلى الآن والمكان هي عقولنا البشرية ومعتقداتنا ..خاصة العرب .الحبكة بدأت عندما زرعنا الشر مكان الخير ، وثقبنا سفينتنا بأيدينا ، وحرقنا زرعنا …هنا ابتدأ المسلسل الدرامي والصراع بين الخير والشر فينا، واتخاذ فالح صقرا لتربيته وتفضيله على البشر،  لنصل إلى العقدة عندما صار صقر  فالح شخصية بارزة وأسطورة معروفة عند أهلنا والجوارح معا . ونصل إلى تشعب هذه العقدة وتفرعها برأي فالح الذي خاف على صقره من طبيعة البشر لنصل إلى الانفراج  الذي أوجب موت فالح بسبب صقره الذي خاف عليه ، أما النهاية والخلاصة هي انتشار العدوى بين آلاف الصقور وتحول فالح وصقره وباءًا مقيتا .
ينقسم النص إلى عدة محاور :
محور الثواب والعقاب : 
كما ورد في النص أن من اتبع سبيل ربه الذي فرش له الأرض بالخيرات يكون قد أحسن دوره في الحياة ، فيأخذ بأيدي أقرانه ليرتفعا شأنا ويرفعا موطنهما ويعمران الأرض بينما الذي اتبع سبيل الشيطان سيخسر الجنة وتغلب عليه صفات الغيرة والكره والعصيان والتقليد الأعمى الذي انتشر كثيرا في أيامنا فعم الخراب والدمار، كما حدث مع سقر فالح الذي جلب له الموت وهو تجسيد  لحكامنا العرب… لا تأتي بخير لشعبها، عفوا تستقطب لهم الطائرات التي تقصفهم فتقطع أولادهم إلى أشلاء، وتفجر الأرض دماءا، فينتشر الرعب بسرعة البرق ، وتسيل القلوب ألما على ذويهم ، وتنشف العيون وتتحجر لمنظر الدمار .محور السلبيات والإجابيات :الإيجابيات أنه تم خلقنا لدور سامي ، تم خلق الأرض، الحيوانات ، النبات، الثمار،  الكثير الكثير من النعم لا مجال لحصرها .. نحصد أرزاقنا بأيدينا ، نأكل من عرق جبيننا .
السلبيات : كفرنا بالنعم واتبعنا إبليس ، حصدنا أرزاقنا مغموسة بالحرام ، نبصق بسلسبيل الفرات ، ندس السم بالعسل ، نزرع العصيان ، نثقب السفينة، نحرق زرعنا ، نخرب الجمال بمناجلنا العمياء التي من وظيفتها حصد الزرع والخير ، نمسح الحياة من وجع الأرض ، نقتل شعبنا بأيدينا تحت شعار البحث عن الإرهاب ،نقطع أطفالنا تحت شعار حقوق الطفل ، نظلم الإنسان تحت شعار حقوق الإنسان .محور الطبيعة : طبيعة البشر ، وطبيعةالحيوانات . يشارك الإنسان الحيوان في غريزة البقاء التي هي عبارة عن الطعام والشراب وحب البقاء والسيادة ….، إلا أنه يمتاز عنها بالعقل ، الذي ساعده للوصول إلى الخالق ، وابتكار المخترعات لتحقيق غايته وإعمار الأرض ونشر السعادة لأبناء جنسه ، في  هذا النص فالح كسر الموازين ونعت الإنسان بأبشع الصفات وشكك في أن الشر موروث فيه ، وهو ناكر للجميل وفاسد وحسود ..ألصق فيه أبشع الصفات   ووضعه بمرتبة أدنى من الحيوان ، ففضل صقره عليه وخبأه من الإنسان كي لا تنتقل إليه الصفات السيئة ..إلا أن سرعان ما يحصد ما زرع  …ظنا منه أن الحياة تشبه الزراعة إلى حد ما باعتباره مزارع ،
غفل عن أمر أن الذي في أصله توحش وقساوة سيرد إلى أصله ..وأكبر دليل على ذلك هي الحوادث التي تصيب بعض البشر من تعليم الحيوانات المفترسة ، فصقر فالح لم يخرج من بيئته، كل ما قام به هو إحضاره بعض،مما يأكل ويشتهي لصاحبه ..ربما ليشكره على اعتنائه الدائم له .وربما لأن فالح لم يكن مدربا جيدا كالبعض .كيف له أن يدرب صقورا وهو مزارع بسيط، لا حول له ولا قوة ..انتقلت بساطته من زراعة الأرض لزراعة الأفكار ، لو كان مزارعا جيدا ومتميزا لأدرك طبيعة النفوس فهي تشبه إلى حد ما النباتات : الثمرة الجيدة تنبت نباتا جيدا، والنبتة السيئة إن أنبتت نباتا فيكون حتما  سيئا وغير صالح .
سيميائية الكلمات : العنوان : أبناء / توجب الحب والعطاء والمؤازرة ،  هي صفات طالما جمعت بين الأبناء  .
الخالق / خلق الإنسان لعبادته : 
-إعمار الأرض عبادة .
– احترام الآخر عبادة.
– الأكل من الرزق حلالا عبادة.
-الشكر عبادة.
-تطهير النفس من السيئات عبادة .
-مجالسة الصلحاء. 
تبدلت الأدوار والفاعلية في القصة :
تحول فالح من فاعل إلى مفعول به، عندما وجد الصقر وقام على تربيته والعناية به كان فاعلا ،  عند اشتداد العقدة تحول فالح من فاعل إلى مفعول به.
يتلقى الأفاعي وفي النهاية تقوم بلدغه ويموت.
إذ خلال صعود خط القصة قرر فالح تربية الصقر وعند اكتمال الذروة وتمكن صقره من بلوغه مرحلة الطيران  يبدأ الخط بالهبوط، بدأ بفشله بين أبناء البشر ونجاحه بين أبناء جنسه إذ تمكن من اصطياد الأفاعي بنجاح ..لنصل إلى مرحلة التنوير ..وهي المغزى من هذه القصة.
العبر والدروس  من القصة :
غالبا ما تتخذ القصص مغذى وتقوم على تنوير الناس وتوعيتهم ، وقصتنا هذه حملت عبرا ودروسا كثيرة: أولها الخلق، الله خلق المخلوقات وفق قانون معين ، فالحيوان يختلف عن الإنسان، لا هدف له سوى الطعام والشراب والإنجاب ، بينما الإنسان المخلوق المميز عند الله يحلم بأهداف ويحاول تحقيقها، ودخول الإنسان عالم الحيوان لتغيير طبيعته، أتت بنتائج سلبية كثيرة ..وما نشهده من قتل وسفك للدماء وحرق.. فاق بكثير ما فعلته الحيوانات لبعضها، بدل أن تكون الأهداف للتنمية والإعمار والعيش بسعادة بات للهروب والخوف والألم .
وما يجب تأكيده أن الذي خلق وجبل على الشر يستحيل أن يعرف الخير.  ومن كان مفترسا في طبعه لا يمكن أن يخالط البشر دون حوادت .
من ظن أن  الطمع والجشع والخيانة ونكران الجميل والحقد والكراهية والنفاق والحسد وإيذاء الغير والسعي خلف الموبقات من طبع البشر وحدهم، كما قال نيتشه ( زرادشت) ، فالأخلاق عنده ليست سوى استراتجية للدفاع عن مصالح محددة، تمنع الفرد من اطلاق العنان لرغباته، الغريزة البشرية عارية من الأخلاق وهي تقوم على الجشع وتتميز بالجبن،  يكون قد أرتكب أكبر خطأ في حق نفسه قبل الناس مثل ما فعل فالح ، فهي طباع شريرة جيئت من مرضى النفوس وطريق إبليس .الحكمة الثانية :
من ترك مصلحته واشتغل بأخرى لن يفلح ، ففالح مزارع بسيط يعلم بأحوال الزراعة رغم بساطته ما أعلمه بالصقور ؟ حاول مخالطة أصحاب الصقور لكن الأمر ازداد سوءا ، مما هو عليه ، لو بقي بعمله وقنع بما عنده لعاش سعيدا ..لكن تطلعه على غيره ..أدى إلى هلاكه .الحكمة الثالثة : التقليد الذي،يشبه المرض الخبيث ..إذ،ينتشر بسرعة  ..وهو أخطر ما يصيب المجتمعات، ويتحول إلى عادات سيئة ، وهذا ما حدث عندما انتشرت عدوى الخيانة إلى باقي الصقور ..قلدت الصقور صقر فالح فجاءت بالأفاعي ورمتها على الناس ظنا منها  أن هذا العمل جيدا ( تقليد أعمى ) ، وباء قاتل انتشر في المجتمع وطبعا أدى إلى موته ..المجتمع الفاسد يكون ميتا لا أخلاق ولا آداب فيه بالتالي تغيب عنه السعادة.
النص الأصلي
أبناء الله
عبد الرزاق عوده الغالبي                                        
كلنا أبناء الله، فقد خلقنا بمحض إرادته ومشيئته الإلهية ، إنسان وحيوان ونبات وجماد ، كل لسبب ودور مسمى ، مرصود بشكل مسبق ، منا من أحسن دوره وأجاب أمره ، ومنا من ضلّ عن سبيله و اتبع سبيل إبليس ، فاكتسب غضبه….فرش لنا الارض وأثثها بأرقى وأجمل الخيرات ، ظاهراً وباطناً، وأعطانا من الثمرات رزقاً ، وما نسوق بعصانا من السعي منالاً ، جعلنا نحصد أرزاقنا بأيدينا حلالاً أو مغموسة بالحرام…..فما بالنا نكفر بتلك النعم التي خلقها الخالق لنا ونبصق بسلسبيل الفرات ، وندس السم بالعسل….؟!
زرعنا بديلاً للشكر ، العصيان،  وثقبنا سفينتنا التي تحملنا ، نحن وأهلنا…..مالنا نحرق زرعنا ونخرب الجمال في بيوتنا بمناجلنا العمياء ، ونمسح الحياة من وجه ارضنا التي أهداها الله لنا سكناً ومعيلاً وموطئ رأس ومثوى جسد…..؟! أهو جنون ، أم أن طبع الإنسان منحرف بالتوريث….؟ هل خلق الله الطمع فينا طبعاً وتطبعاً ، أم هو أحدى  بنات عقولنا المنحرفة…..؟ أين نحن البشر من مخلوقات الله…؟ أسئلة كبيرة تنتظر الإجابة منذ استهلال الخليقة…..أول إنسان أغواه الشيطان فعصى ربه…..فنحن لنا والشيطان ساحات وحلبات وجولات …..فهل ما فينا موروث جيني لأول خطأ انساني عفوي…..؟
وصار صقر فالح  شخصية بارزة وأسطورة معروفة عند أهلنا و الجوارح ، وفيها فالح من اشهر المشاهير ، أظن ميكيافلي سيكتئب كثيرا  إن سمع ذلك ، و ماركس سيستشيط  غضباً، ويلعن أرسطو الساعة التي ولد فيها ، حين يذكر اسم فالح ، بشهرته الواسعة ، أمامهم أو حتى أمام قبورهم، فيغطي أسماءهم بغطاء معتم بأجنحة ثقال ، هي واحدة من طبائع الإنسان السلبية ، الغيرة من نجاح الآخرين بدافع الأنانية المقيتة….لذا ترى توحداً منطقياً لكثير من الساسة والعظماء مع هذا الطير الجارح من خلال كمية الإيغال في الإيذاء ومعكوس الجميل ، والبراعة في اطلاق الفعل العكسي ، حتى اتجه ذلك الفعل نحو تقمص استراتيجية هذا الطائر المسكين ، و تقليده  تقليداً أعمى نحو الخراب والهدم ، ولو علم الطير ، نفسه ،  ما كمن خلف اذهان معجبيه ومحبيه من بني ادم ، من كمية الحقد لقتل الانسان لنفسه بنفسه  لهاجر هذا الطير من بلد استغل طبيعته العفوية في رد الجميل إيذاءً و قتلاً وغدرًا ، لمن رباه وبث فيه الروح و الأمان……
فالح هذا فلاح فقير ، في طريقه إلى مزرعته ، عثر بالصدفة على فرخ صغير ، فقس تواً من بيضة أنثى صقر ،  وهو يحبو بصعوبة بعد خروجه من البيضة تواً ، فوق صقيع جليد صباح يوم  شتوي قارص …!!…أشفق الرجل عليه ، فقد وضعه القدر والظروف في طريقه قسراً وليس محض صدفة ، وهو في هذا الوضع الغير محسود ، قد يكون قدراً محسوباً من رزق أو بعض من فأل ، التقطه فالح دون تردد ووضعه في جيبه ليدفأ…أخذه إلى بيته ، صنع له قفصاً واسعاً وضعه فيه وصار يعد له الطعام الطازج لدرجة أنه صار يقاسمه طعامه ويقتطع من قوته اليومي ويبقى جائعاً في سبيل أن يطعم هذا الزائر الطارئ ليبلغ أشده…….. أهتم بتربيته كثيراً حتى كبر وملك القدرة على الطيران بمهارة الصقور… فرح فالح كثيراً  بهذا الإنجاز ، وهو يرى صقره  يطير ويحط فوق البيت دون أن يخطئ وكره .
اضطر فالح لمجالسة و مجاراة أصحاب الصقور ليتعلم منهم طرق التعامل مع الصقور و كيفية الاهتمام بصقره بالطريقة المثلى…. بدأ فالح يطبق النصائح والدروس التي يتعلمها منهم ليطبقها على صقره لينشأ النشأة الطبيعية ليستفيد من صيده أسوة بصقور أصحابه الذين يتبجحون بالمحصول اليومي الوفير لصقورهم من صيد، طيور وأرانب وحمام وبط ، وكل واحد منهم يستخرج من صيد صقره قوته اليومي ، ويبيع ما فاض لمصروف الجيب والبيت ، وهذا ما داعب حفيظة فالح ، وجعله يحرص حرصا ًكبيراً على تربية صقره على التوحش ، فقرر ، أولاً  أن يبعده ولو قليلاً عن الاحتكاك بعادات وطبيعة أبناء آدم السمجة…..
يظن فالح أن طبيعة البشر يكتنفها الطمع والجشع والخيانة ونكران الجميل والحقد والكراهية والكذب والنفاق والحسد وإيذاء الغير، والسعي خلف الموبقات والكبائر، وما إليه من تلك المسميات السلبية  ، والتي لا توجد في مجتمعات الطيور ومخلوقات الله الأخرى ، رغم أنها مخلوقات أطلقها الله كبني آدم ، وظن فالح جازماً أنها ستفتك حتما بأخلاق الطير….أعتقد أن هذا الرجل البسيط محقاً باعتقاده هذا، وخوفه من جبروت بني آدم السلبي ، وبذلك سيخسر فالح رزقه اليومي، وربما الفوائد الثمينة الأخرى التي سيجنيها من وراء الطير أيضاً ، والأخطر من ذلك ، الخوف من أن الصفات تلك ، ربما ينقلها هذا الصقر ، عدوى للصقور الأخرى….فتصاب الطيور بعدوى أخلاق الإنسان المنحرفة وتنحرف مثله تماماً ، فتعصي الخالق في عفوية الطبيعة التي اطلقها فيها وفيهم ، كجزء حي منها .
التحق فالح وصقره بأصحاب الصقور ، في اليوم الأول ، ظل فالح يتفرج فقط ليتقن فن الصيد…وكل واحد يطلق صقره ، يغيب قليلاً ثم يأتي لصاحبه بوافر الخير من صيد سمين من طيور حرة وحيوانات برية أخرى للتمتع بلحومها الطازجة وبيع الفائض منها… تحمس فالح وملأته الغبطة والفرح ، وفي اليوم الثاني ترك عمله في المزرعة وجاء مع أصحاب الصقور ، أطلق فالح صقره مع تلك الصقور ، فكان الصيد الأول أفعى…!…. قذفها الصقر بحضن صاحبه المذعور من هذا الفأل الغريب وعاد الكرة بعقرب ، هرب فالح والصقر يلاحقه برمي الأفاعي والعقارب عليه بمهارة طيار حربي عنيد ، لعدو مقيت في حرب يائسة …ولم يخلص الرجل من قصف صقره المستمر ، حتى دخل بيته ليحتمي ، وفي اليوم التالي  ، وجد الرجل ميتاً في فراشه أثر لدغة  أفعى قاتلة كانت تنتظره في فراشه من صيد صقره الوفير، جعلت من  فالح وصقره أسطورة لا تنسى و مثلاً يضرب في كل مناسبة يتسيدها الغدر والخيانة وسوء الحظ ونكران الجميل….. “كصقرفالح”….!
ولم تنتهِ القضية عند هذا الحد ، فبعد مرور شهر فقط ، كان صقر فالح قد خلّف آلاف الصقور، بغفلة من الزمن، انتقلت العدوى إلى باقي الصقور ، وتحول فالح وصقره وباء  مقيتا

أحدث المقالات