من غير المعروف فيما إذا كان للرئيس ترامب او إدارته يد بتنظيم أغرب وأول سباق علني تستعد لوس أنجلوس لاستضافة الأسبوع المقبل؛ سباق الحيوانات المنوية يقام في قاعة “هوليوود بالاديوم”حين يتنافس حيوانان منويان على مضمار سباق مجهري.( التفاصيل في الرابط).
الرئيس الاميركي الخامس والأربعون تسلق سلم السياسة من خلال مسابقات ملكات الجمال، جرت إحداهن في العاصمة الروسية نهاية القرن المنصرم، وكانت موسكو دخلت حينها في تنافس مع لاس فيغاس بعدد الكازينوهات والملاهي تبناها الرئيس الراحل بوريس يلتسين وفريقه الليبرالي المغرم بالقمصان الملونة والبناطيل القصيرة وبمدرسة شيكاغو الاقتصادية والعلاج بالصدمة حتى نهبوا ثروات البلاد وسبوا العباد بأبشع برنامج لخصخصة ممتلكات الدولة السوفيتية.
في تلك المسابقات، لم تحفز العارضات الجميلات شبه العاريات؛ الجماهير على التناسل، وبقيت المشكلة الديموغرافية تهدد دولا باكملها منها روسيا التي عاد اليها العقل مطلع الألفية الثالثة واخذت تغلق الكازينوهات والبارات الاباحية الواحد تلو الاخر، وتعظ السكان بتقوى الله وطاعته والصلاة في الكنائس والحفاظ على قيم الأسرة.
مسابقة الحيامن، ستجد ملايين المشاهدين في مختلف أرجاء العالم وفي العالم العربي كما نتوقع. ومع ان الهدف” علمي” كما يقول المنظمون؛ لكن فضول المتابعين؛ يتجاوز العلم الى ما تحت الحزام بحثا عن المتعة السرية التي تثيرها خيالات المراهقين والرجال والنساء الشبقين على حد سواء.
لن يسارع المشجعون الى زيادة النسل، كما يتعشم، منظمو المسابقة الغريبة والفريدة، فالعالم المبتلى بالحروب والمجاعات وبأنظمة الحكم الفاشية القاتلة وحكومات على غرار ” كابنيت” نتنياهو، لا يغرى البشرية بجمال الحياة الأسرية ولن يوفر للباحثين عن الحياة الرغيدة، الفرص إلا بالكد من الصباح إلى المساء لتدبير لقمة العيش ولا مجال هنا للبنين ” زينة الحياة الدنيا” بفعل شحة المال وتفشي الفقر المدقع في أرجاء واسعة من عالم يتحكم بمصيرة أبناء حيوانات منوية قبل ان تصل إلى البويضة قرات” راس المال” لا لمناهضة الرأسمالية المتوحشة كما وصفها كارل ماركس ، بل لمعرفة كيف تربح في غابة المضاربين!
الحيامن الرأسمالية تتنافس على الربح والربح وحده.