حكام العراق الجدد
إنطلقت بعد ظهر يوم الاحد في مدينة ديربورن تظاهرة لأبناء الجالية العراقية التي تقطن في مدينة ديربورن والمناطق المتاخمة ، وذلك أمام مبنى المجلس البلدي السابق لمدينة ديربورن وردد المتظاهرون شعارات منددة بأداء الحكومة الحالية والحكومات السابقة التي عجزت عن تأمين الخدمات للشعب العراقي فضلا ً عن توفير الامن والامان برغم الميزانيات الضخمة التي شهدتها السنوات المنصرمة عندما كانت أسعار النفط في أوج إرتفاعها ، وظلت الحكومات المتعاقبة على العراق تراوح في وحل المحاصصة الطائفية ، وتمارس الفساد الاداري على كل الاصعدة الامر الذي إنعكس سلبا ً على حياة المواطن العراقي الذي لم يجن ِ شيئا ً حتى الآن من أداء الحكومات العراقية التي تسمنت مهام السلطة منذ العام 2003 حتى الآن وطالب المتظاهرون بإلغاء نظام المحاصصة الطائفية وأعتبروها من أبرز المسببات لهذا الفساد والاحتقنان الطائفي كما طالبوا بمحاسبة المفسدين والمقصرين من جميع الحكومات فضلا ً عن مطالبتهم بمحاربة الارهاب ، وإرتفعت أصواتهم منددة بسلوك السياسيين ومن أبرز الشعارات التي رددها المتظاهرون ( بإسم الدين باكتنا الحرامية ) كما رددوا شعارات ( كلا كلا للطائفية والارهاب والفساد والمحاصصة ) وشارك عدد من المتظاهرين في إلقاء أهازيج تصور فساد الاحزاب الحاكمة ولا سيما الاحزاب الدينية ورفعت الاعلام العراقية والامريكية من قبلهم ، فضلا ً عن رفع لا فتات مكتوب عليها عبارات تؤكد على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية ، وفي ذات السياق ألقيت عدد من الكلمات لعدد من الناشطين الذين ساهموا بتنظيم المظاهرة التي جاءت تضامنا ً مع أهلنا العراقيين في الداخل حيث عمد المنظمون الى إطلاق التظاهرة عند وقت الظهيرة الذي يتسم بإرتفاع درجات الحرارة في مثل هذا الوقت من السنة في جميع الولايات المتحدة الامريكية وذلك كي يشاطروا أبناء شعبهم في الداخل شعورهم بالحر الشديد هذه الايام التي تشهد منطقة الشرق الاوسط موجة حر شديد ، وسط غياب الخدمات العامة ومنها قطاع الكهرباء الامر الذي ولّد ردود أفعال ناقمة على أداء وزارة الكهرباء خصوصا ً والحكومة بوجه عام ، حيث ألقى كل من الناشط خيون التميمي عضو الاتحاد الديمقراطي العراقي ، وكاتب هذه السطور قاسم ماضي ، والفنان المسرحي أمير مشكور ، والناشط ابو علي الساعدي ، والدكتور كمال الساعدي ، والشاعر إسماعيل محمد اسماعيل ، والناشط عجمي السعيدي ، وأبرز منظمي التظاهرة السيد حيدر المحنه ، وعدد من الشخصيات كلمات وقصائد معبرة عن الواقع الذي ينوء تحته الشعب العراقي وحجم المعاناة التي تضاغفت عاما ً بعد عام بسبب النهج الخاطئ والسياسات الخاطئة للحكومات العراقية
المتعاقبة ولا سيما الحكومة السابقة والحكومة الحالية التي مازالت مكبلة بلعبة التوازنات والتحالفات على حساب الشعب العراقي الذي ضاق ذرعا ً بالشلة الحاكمة وفساد أحزابها ولا سيما الدينية التي إتخذت من الدين ستارا ً لتحقيق مآربها ومصالحها الحزبية ، وعبر المتظاهرون عن تضامنهم التام مع القوات المسلحة من الجيش والقوات الامنية وقوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر وكل المساهمين في عملية تحرير الاراضي العراقية من دنس داعش الارهابية ، وبالتوازي مع هذا طالبوا بإلغاء النظام البرلماني الذي كرس الفساد والطائفية وتبني النظام الرئاسي وفق ضوابط دستورية تكفل عدم تكرار سيناريو الديكتاتورية وفي ختام المظاهرة نوه المنظمون الى أنهم بصدد تنظيم تظاهرات قادمة في القريب العاجل ضد الفساد والطائفية وسرقة المال والارهاب .