18 ديسمبر، 2024 8:38 م

أبل تسرق بطريقة ذكية

أبل تسرق بطريقة ذكية

شركة ابل تأسست سنة 1976 في كاليفورنيا الولايات المتحدة الامريكية وهي من ابرز الشركات العالمية ان لم تكن الاولى في تصنيع الهاتف الذكي والاجهزة الالكترونية، حيث تمتلك حوالي مئتان وخمسون متجر في تسع بلدان ممختلفة من العالم، وتقوم بتصنيع وانتاج العديد من الاجهزة الالكترونية المستهلكة من قبل الانسان، مثل اجهزة الحاسوب، واجهزة الهاتف المحمول بكافة انواعه الايفون، والاي باد، والاي بود بالاضافة الى اجهزة الحاسوب المحمول.

يمتاز جهاز الايفون المصنع من قبل شركة ابل بعدة مميزات لا يسعنا حصرها ولكن على سبيل الذكر، المتانه، والسرعة في التعامل مع البرامج الموجودة داخل الهاتف، بالاضافة الى نظام تشغيل مميز ومنفرد عن باقي الشركات المصنعة للهاتف الذكي مثل، الكلكسي وشركة نوكيا، بالاضافة الى ذلك تمتلك الشركة ميزانية هائة وارباح تكاد ان تقدر بعدة مليارات، والتي قد تضاهي ميزانية عدة دولة برمتها، اذن كيف لشركة بهذه الفخامة ان تسرق المتبضعين والمستهلكين لمنتجات هاتف الاي فون ؟

قبل سنة مضت ابتعت احد الهواتف الذكية المصنع من قبل شركة ابل، كنت منذهل ومندهش لاسرار التطور والنقلة النوعية في هذا الهاتف، فما يحتويه من لمسات علمية وتقنيات حديثة جعلتني اغض النظر عن تغير هاتفي فيما اذا بقي دون ان يتعرض للكسر او العطل، ولكن وجدت نفسي في احد الايام مجبرا على تغير هاتفي فسرعة المعالج لا تتماشى مع البرامج الموجودة، بالاضافة الى نسبة الشحن في البطارية بات ينخفض بصورة اقل من السابق، وعدة امور اخرى جعلت هاتفي لا يعمل بالصورة التي كان عليها في السابق.

تطلق شركة أبل كل عام في الحادي عشر من شهر نوفمبر اصدار حديث وبتصميم مميز عن سابقه، بالاضافة الى خصائص تضاف الى مواصفات منتجها حديث المنشأ، فما السبب الذي يدفع الشخص بشراء هاتف تصل قيمة الى مئات الدولارات؟ بين فترات غير محددة تضيف الشركة تحديث تلقائي للنظام الهاتف مرخص من قبل الشركة معطيا مميزات حديثة بحسب المؤتمرات التي تطلقها ابل بين مدة واخرى، بعد ان لاحظت التغير الملحوظ بهاتفي المحمول الذي كان الاحدث في عصره والغير قابل للتغير بحسب قناعتي الشخصية، ان التحديثات المطلقة من قبل الشركة تعيد تشغيل انظمة الهاتف بصورة لا تتمشى مع سرعة المعالج الموجود داخل الاجهاز فالتغير في بعض التقنيات وملفات النظام تبطيء من سرعة المعالج، بالاضافة ان زيادة عمل المعالج الدقيقة او مايدعى ( CPU ) بحسب مفاهيم هندسة الالكترونيات، يقلل من عمر البطارية، فيتحول من هاتف ذكي بسرعة عالية وعمر بطارية طويل، الى هاتف بطيء يتلكيء اثناء الاستخدام وبطارية بعمر اقل.

لذا يجبر الشخص المتيم بأقتناء اجهزة الايفون الى شراء النسخة الحديثة من الهواتف التي تطلقها الشركة كل سنة، حتى لو كان من اصحاب الدخل المحدود فالارتباط الوطيد بالهاتف من ناحية برامج التواصل الاجتماعي وكذلك امور عديدة ممكن ان يديرها الانسان باستخدام هاتفه المحمول.

 

لا نغالط انفسنا ان قلنا ان محتكري العلاج والدواء داخل العراق، هم بالاساس نموذج مصغر من شركة أبل فما يمارسه الصيادلة في العراق من غلاء في اسعار الدواء والشفرات المخطوطة بين الطبيب وصاحب الصيدلية في وصفة الطبيب، هي بحد ذاتها استنزاف لذوي الدخل المحدود وسرقة بوضح النهار وتحت مسمى العلاج، فمن ماتت الانسانية بداخلة حتما لم يعد قادر على شفاء غيره.