7 أبريل، 2024 8:10 ص
Search
Close this search box.

أبلغ من الكلام …. !

Facebook
Twitter
LinkedIn

صحيح أن الصمت هو أبلغ من الكلام ! وهنا في هذا المقام لا اريد ان ادخل في تفاصيل الفلسفة المتشعبة لهذه العبارة , ولكني اخترت شقها الأولى لغرض إسقاطها على عنوان المقال في شقه الثاني, ولما تحويه هذه المقولة من حقيقة مخزية ما زالت مع الأسف غائبة عن وعي العقل الجمعي المسيس للمواطن العراقي . هذه العبارة أو الجملة التي اطلقها احد المعممين الإيرانيين المسؤولين عن التحقيق مع الاسرى العراقيون خلال الحرب الإيرانية العراقية 1980-1988 وقد ذكرها هذا المعمم اثناء عملية الإستجواب والتحقيق مع احد المقاتلين من الجيش العراقي وهو من الشيعة العرب , وتطرق لهذه الحادثة شاهد العيان الأستاذ الدكتور نزار السامرائي عميد الأسرى العراقيين في حديثه مع قناة العربية الفضائية ببرنامجها “الذاكرة السياسية” في حلقته الأولى … تختزل لنا هذه العبارة الصريحة والوقحة في نفس الوقت كيف ينظر معممين ولاية الفقيه إلى الشيعي العراقي بالأخص وبقية الشيعة العرب بالعموم, ودائمآ نرى في تصريحات المسؤولين ورجال الدين الإيرانيين تصريحات عنصرية وقحة من قبلهم بوصفهم الشيعة العرب بصفات وعبارات أقل ما يقال عنها بأنها غير إخلاقية , وينم في نفس الوقت عن حقد دفين تجاههم ,وما يزال هناك الكثير مع الأسف من الشيعة العراقيون يتبركون بكلام المعمم الإيراني !!؟ بل يذهب قادة أحزاب الإسلام السياسية الطائفي , بأن يعتبرون أي كلام يخرج من أفواه هؤلاء المعممين مهما كان جارحآ يصب أخيرا في مصلحة الشيعة بالعموم !!؟ 
ولأنهم يعتبرون بأن ولائهم وتعاطفهم الديني الطائفي تجاه إيران ولاية الفقيه أولى من ولائهم إلى أوطانهم , وهذا الولاء للوطن أن وجد حقآ فأنه يكاد يكون معدومآ في عقولهم وضمائرهم وقلوبهم ,لأنهم يعتبرون أن لا دولة يجب أن تقوم إلا بظهور المهدي المنتظر المزعوم وعدم تطبيق شريعته كما في ولاية الفقيه الحالية !!؟ 
وهذا هو مكمن الخطر من خلال المحاولات المحمومة المسمومة لغرض الغاء الهوية العراقية العربية وإحلال محلها هوية التبعية الإيرانية ,وعمليات غسيل الدماغ الطائفية والإخصاء الفكري للعقل الجمعي العراقي الذي نتج عن هذا الفعل الدنيء ,بحيث أصبح الفرد العراقي وبالأخص من الطبقة الفقيرة غير المتعلمة والمتعففة وحتى وصل الامر إلى بعض الطبقات المجتمعية المتعلمة … لذا عندما تتوقف عقولهم عن التفكير والإدراك الحسي لما يجري حولهم وتكون بالنتيجة مستسلمة وخاضعة وخانعة لمصيرها المحتوم ليصبحوا بعد ذلك مثل قطيع الماشية يذهبوا في الاتجاه الذي يريده ويوجههم من خلال ما يقوله ويحدثهم به معمم ولاية الفقيه ,من بث الخرفات والأساطير والتفرقة الطائفية المذهبية العنصرية المقيتة بين أبناء الوطن الواحد !!؟.
لا ضير أبدآ أن نتعلم اللغات الأجنبية ومنها الفارسية والعبرية بل يجب أن نشجع عليها من باب المعرفة والتنوير ! ولكن ليس أن يصل بنا الأمر على تشجيع وتعميم أن تكون اللغة الأجنبية بديلآ عن لغتنا العربية ,وأن تجرى عملية تفريس عنصرية واضحة للمجتمع العراقي ,وإحلال ثقافة أجنبية غريبة مشوهة وهجينة محل ثقافتنا ,ومحو هويتنا العربية بالتدريج ومن خلال الإنصياع الأعمى للأخر !!؟ أو كما قال قبل أيام ما يسمى بوزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال لقائه بالمستشار الثقافي الإيراني في العراق بدعوته الشاذة :”إلى تعليم اللغة الفارسية في عموم العراق ومن خلال إقامة دورات وعدم الاختصار فقط على العاصمة بغداد وإنما أقامة دورات في كل مدن العراق وبالأخص في المحافظات الجنوبية”. .
فلم يكتفي العراق بوجود أحزاب شيعية طائفية هجينة وميليشيات إجرامية تعمل ليل نهار وبكل جهد لغرض إخضاع الشيعة العراقيون بالترهيب والترغيب لولاية الفقيه الإيرانية المقيته ليأتي اليوم ما يسمى بوزير التعاليم لغرض أبداء رأيه ودعمه في عملية تفريس واضحة للعراقيين !؟.
ومن نافلة القول في هذا المقام نجد على سبيل المثال وليس الحصر أن أبرز حزبيين شيعيين إسلاميا حاليآ على الساحة السياسية العراقية وكيف فضحهم الاحتلال بعد أن استولوا على الحكم بأمر من الغازي المحتل وبحجة المظلومية وبعد السلسلة الطويلة والمتشعبة من فضائح الفساد المالي والإداري وحتى الفساد الأخلاقي الذي أتسم بها قياديين هذين الحزبيين !!؟ فالحزب الطائفي الأول أوما يسمى بـ ( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ـ على الرغم من تغير أسمه لاحقآ تمويهآ لإخفاء الحقيقية عن عقول وأعين الأخريين) نظامه الداخلي المعدل في أحدى فقراته تنص الأتي :” أن مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي الحسني الخامنئي ولي الفقيه أعزه الله هو نائب الأمام الغائب وحجته على الناس وطاعته واجبة وملزمة وهو المرشد الروحي والديني والسياسي للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية حيث يتم الرجوع إليه في مسائل التقليد عامة والفقه الديني والسياسي وكل شيء مما يخص الشؤون الدينية والدنيوية للمجلس الأعلى وفيلق بدر
بكافة فروعه وتنظيماته المتواجدة على الساحة العراقية أو خارجها على الساحة الدولية وأن تطاع جميع أوامر المرشد الأعلى لأنه أعرف من الجميع بواقع الدين والدنيا لذا لزم على أعضاء المجلس وفيلق بدر طاعة ولي الفقيه دون جدال أو مناقشة ولكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي النظام الوحيد في العالم الذي يحكم بولاية أمير المؤمنين وأل البيت عليهم السلام”. ومن المفارقات الطريفة المضحكة التي كان يتداولها العراقيون في إيران حول قيادة هذا المجلس التي طردها الخميني من مكتبه عندما تمعن بالوجوه وقال:”هل هذا المجلس للثورة الإسلامية في العراق أو إيران”. 

حيث كان جلهم من الإيرانيين ,وأسمه عند بداية التأسيس عام 1982 مكتب الثورة الإسلامية في العراق ,وكانت قيادته بيد مكتب الإسناد (البشتباني) التابع لفرع اللجنة الخارجية في استخبارات الحرس الثوري الإيراني (كمية بدون مرزي) وقد أسندت رئاسة المجلس الأعلى في بادئ الأمر للإيراني الأصل السيد محمود شاهرودی.
أما أذا أخذنا حقيقة إنشاء الحزب الطائفي الأخر ,أو ما يسمى بـ (حزب الدعوة الإسلامية) ومنذ ولادته ونشأته المخابراتية في خمسينات القرن الماضي في العراق … حيث كان المد العربي القومي واضح المعالم على الساحة العربية بالعموم إضافة إلى الحزب الشيوعي العراقي ومشاركته في العملية السياسية في تلك الحقبة الزمنية لواقع الحياة السياسية , فتنص كراسة نظامه الداخلي المعدل في أحدى فقراته الافتتاحية بما يلي :” وكما من الله على المسلمين بإقامة الحكم الإلهي المتمثل في إيران الجمهورية الإسلامية بقيادة روح الله الخميني قدس سره فلذا وجب علينا لزاما دعمه بكل الوسائل المتاحة لقيادة الحزب وتنظيماته ليكون نواة الدولة الإسلامية الحقيقية لتحرير البلاد الإسلامية من السيطرة الاستعمارية الكافرة وضمها إلى الدولة الإسلامية الكبرى إيران “.
إيران ولاية الفقيه يومآ بعد يوم يجري الأمر لها بسهولة ويسر مع الأسف بوجود قادة وممثلين أحزاب مع جموع غفيرة من القطعان لجعل العراق !؟ ليس حديقة خلفية لها وحسب , وليس لتصريف نفايات منتجاتها الاقتصادية والاستحواذ على السوق العراقية ,وإنما لجعل أبناء هذا العراق مجرد قطعان من العبيد للتوسع والنفوذ لمشروع أحياء إمبراطوريتهم الساسانية الفارسية العنصرية المقبورة !؟ إلا أن تكون هناك انتفاضة لأبناء هذا الوطن تنطلق من حقيقة الشعور الوطني والإنتماء الحقيقي لأرض العراق !. 
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب