أبكي على شعبي الذي لا تنفك عنه مخططات الشرق والغرب لتدميره من جميع مقومات قيامه ونهوضه السياسي والأمني والإقتصادي .
أبكي على شعبي الذي لم يع ِلحد الآن حجم المخططات التي تحاك ضده من القريب والبعيد ، ليسلم القريب من اللهيب المشتعل فيه فينعم بالبرد والسلام ، وليمتصَّ دماءه فينعم بالخير والرفاه ، و ليكون الغريب قد انتقم منه كعدو لدود – كما تـعتـبره الماسونية العالمية – ، فتخلق العملاء الجهلة من سياسيين فاسدين ينفذون مخططاتهم ، ودينيين حمقى يشوهون عدوهم اللدود ( الإسلام ) ، ولكن كل هؤلاء المدمرون لا يمكنهم تنفيذ أهدافهم وغاياتهم ؛ لولا غياب الوعي ( الديني والسياسي ) لدى أبناء بلدي !! .
جاءت أمريكا ( لبلدي ) مدعية ً أنها تحرره من صدام وتهديه حريتها وديمقراطيتها ، فصفق لها ( شعبي ) ورحب بها يقودهم هؤلاء السياسيون الخـونـة مـع سكوت رهـيب مـن القادة الدينيـين – إلا ما ندر – ، وهكذا بدأت تلك المؤامرة .. .
المعروف أن ( شعبي ) هو شعب له دينه الذي يرفض الميل لليهود والنصارى الحربيين ، ولكنّ العكس هو الذي حصل بسبب سكوت السلطة الدينية التي واجبها هو نكران المنكر وعرفان المعروف !! وإن حصلت مقاومة من فئةٍ شيعية واحدة ، تعرضت إلى حربٍ ضروس من السلطة الدينية والسلطة السياسية العميلة ، وبالتالي هب ( شعبي ) مع هذه الحرب الضروس الظالمة ؛ ليقدم الجميع ( السلطة الدينية ، السلطة السياسية ، الشعب ) خدمةً مجانية لرأس الكفر والفساد في كوكب الأرض ، مع غض النظر عن المقاومة السنية التي اختطفها الإرهاب الأهوج الأعوج .
ونتيجة لهذا الترحيب الشعبي والسكوت الديني مرّ (شعبي وبلدي) ولا زال يـمرّ بألوان الويلات والنكبات ، لأنّ قانون الله سبحانه في التغيير يبدأ من داخل الإنسان نفسه { إنّ اللهَ لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم .. } وظاهر الآية هو التغيير الجمعي ( قوم ) وليس تغييراً فردياً أو فئوياً ، وبما أنّ هذا التغيير لم يحصل لحد اليوم ، فلا تغيير نحو الأفضل أبداً .
واستغلالاً لتلك الظروف التي يعيشها ( شعبي وبلدي ) استغلت الجارة ( الشيعية ) هذا وعملت على تهديم اقتصاد ( بلدي ) لصالح اقتصادها ، واستغلت الوضع الأمني المتردي – من الإحتلال إلى داعش – فخلقت لها فصائل مسلحة تتحرك بأمرها تدعمها بسلاحها بأموال نـفط ( شعبي وبلدي ) !! ، والأدهى من ذلك ؛؛ أنها قامت مؤخراً بإرسال أعداد كبيرة من تلك الفصائل إلى سوريا للدفاع عن سلطة بشار الأسد !! ولم ترسل فرداً واحداً من شعبها يقاتل لا في العراق ولا في سوريا – كجندي مقاتل ، بل كقادة وسادة !!- مع حاجة ( بلدي ) لأبنائه المقاتلين ، وما كان هذا ليكون إلا عن طريق عبيدها السياسيين والدينيين الذين ينتمون إلى نفس المذهب ، وقامت مؤخراً أيضاً بحماية أكبر ظالم ومفسد عرفه تاريخ العراق بإسم المذهب والدين وهي تدعي أنها راعية المذهب والدين ، مستهينةً بكل الدماء التي تسبب بها هذا الطاغية ، وبكل قضايا الفساد المسجلة ضده !! .
واستغلالاً لتلك الظروف التي يعيشها ( شعبي وبلدي ) استغلت الجارة ( السنية ) هذا وعملت على تكـفـير الـمذهب الآخر وإرسال الإرهابـيين ليعيثوا في أرض ( بلدي ) دماراً ودماءاً ، وما كان هذا ليكون إلا عن طريق عبيدها السياسيين والدينيين الذين ينتمون إلى نفس المذهب .
أنتجت كل هذه الظروف في ( بلدي ) إلى خلق حالة من الإحباط لدى ( شعبي ) فصاروا يهاجرون بالآلاف ، بعد أن نجحت أمريكا في إظهار الإسلام بأنه هو سبب الخوف في بلاد الإسلام بسبب الدينيين الحمقى من أتباع الفكر الوهابي الدخيل ، فقامت دول التحالف الغربي على إظهار نفسها أنها من تمثل قيم الإنسانية العليا ، ولكنها تتعامل مع الشعوب المسلمة بتلك الإزدواجية المقيتة ، فهي تـتعامل بكل وحشية وقسوة مع شعوبنا عندما يكونون في بلدانهم عن طريق الحروب أو خلق المنظمات الإرهابية التي تقتل الحرث والنسل ، وعند هجرة ( شعوبنا ) إلى بلدانهم يظهرون بمظهر الإنسانية المثالية ، لتقول ( شعوبنا المغفلة ) هنا الدين ، هنا الإنسانية ، هنا النظام ، هنا العدالة … !! . إذن : ألا تظنون معي انها مؤامرة خطيرة مدروسة ؟! .
ماذا عساي أن أقول ؟ وماذا عساي أن أفعل ؟ لا أمل إلا برحمة الله سبحانه وفرجه ، فهو القادر على كل شيء ، وكلي إيمان بقوله عز وجلّ : { … ويـمكرون ويـمكر الله والله خير الماكرين * } حتى يتبدل بكائي حزناً إلى بكائي فرحاً بـمنّك ونصرك للمؤمنين المستضعفين .
اللهم دمّر أمريكا عدوة الإسلام والإنسانية ..
اللهم دمّر الماسونية اليهودية العالمية ؛ مصدر الشرور والفساد في أرضك ..
اللهم دمّر الدولة الوهابية التي شوهت دينك وسفكت دماء ( شعبي في العراق وسوريا ) ..
اللهم دمّر الدولة الشيعية التي شوهت مذهب آل بيت نبيك (ص) ، ودمّرت ( شعــبـي وبلدي ) ..
اللهم دمّر كل هؤلاء بظهور وليك وابن نبيك (ص) الإمام المهدي (ع) منقذ الإنسانية من شرقها الـمُحرف ، وغربـها الـمُزيف ، آمين يا رب العالمين .