18 ديسمبر، 2024 10:06 م

أبعاد ومضاعفات لخطاب الصدر والإنسحاب!

أبعاد ومضاعفات لخطاب الصدر والإنسحاب!

قبل البدء بالتعرّض لتفاصيل العنوان , نشير بشكلٍ عابر الى بوست ظهرَ في الفيس بوك ” قُبيل سويعات ” وباللون الأحمر تحت عنوان ” عاجل ” , يعلن فيه مطار النجف عن مغادرة مقتدى الصدر الى طهران على متن طائرةٍ خاصة . الخبر غير مؤكّد وهنالك بعض عُسر الهضم في تعاطيه حتى سيكولوجياً .! , كما أنّ ادارة مطار النجف لم تنفِ الخبر .! ولعلّها لم تقرأه او تسمع به .!

وقبل البدء والإنطلاق ايضاً ننقل عن موقع ” شفق نيوز ” قبل قليل , بأنّ كشفَ مصدر مقرّب من زعيم التيار الصدري ” اليوم – الأربعاء ” عن عودةٍ مرتقبةٍ للصدر الى الساحة العراقية خلال المرحلة المقبلة , بصفته زعيماً شعبياً وليس سياسياً ورجل معارضة , ولذلك سيكون للتيار خطوات شعبية لمعارضة اي حكومة توافقية ” الإطار ” تريد العودة للمحاصصة .!

ونعود هنا الى نقطة البداية او العنوان : –

الإنسحاب هو انسحابين , الإنسحاب المفاجئ للصدر من العمل السياسي , وسحب المتظاهرين الصدريين من المنطقة الخضراء وباحة البرلمان .

 

الذين شاهدوا وراقبوا خطاب الصدر الأخير الذي استمرّ لنحوِ 6 دقائق , لابدّ أن لوحظَ مدى حالة التوترّ التي كانت تهيمن على السيد مقتدى بشكلٍ او بآخر , بالإضافة الى ملاحظة ” لغة الجسد ” وحركاتها اثناء حديثه والتوقفات القصيرة التي رافقته , وانعكاسات ذلك على ما جاء في خطابه من تقاطعاتٍ ما كان لها ان تتقاطع .! , فليس مفهوما لماذا بدأ الصدر حديثه بعبارة < بغضّ النظر عمّن بدأ بإطلاق النار > فهو بذلك يخلط بين المتظاهرين الصدريين المجردين من ايّ سلاح , وبين الطرف الآخر الذي فتح النار .! , ولماذا ذلك اصلاً ولِمَ لم يؤكّد أنّ انصاره بريئون من ذلك , أمّا ” سرايا السلام ” التابعة له فقد جرى استدعاؤها لاحقاً بعد تعرّض المتظاهرين لإطلاق النار من الجهة المقابلة للجانب الآخر من ” الخضراء ” وبعد اطلاق القذائف وصواريخ الكاتيوشا من مناطقٍ بعيدةٍ ..

كما ومن خلال حالة الإنفعال البائنة اثناء القاء الخطاب , فليس مفهوماً بل وغامضاً لماذا حدّدَ الصدر مدّة 60 دقيقة لسحب او انسحاب المتظاهرين .! وكان بمقدوره ان يحدد ذلك مع انتهاء تلك الليلة على الأقل .! بينما لم يذكر او لم يتطرّق أنّ مؤدّى ذلك هو التحسب والخشية لوقوع خسائرٍ بشريةٍ في انصاره او اتّساع حدّة المعارك كأفتراضٍ , ولكسب عواطف انصاره , بدلاً من الخشونة التي لازمت خطابه الى حدٍ ما .. كما لسنا هنا بصدد التعليق مرّةً ثانية حول قوله في المساواة بين القاتل والمقتول ومصير كلاهما الى جهنم , بالرغم من أنّ وزيره حاول ربطها او تسويغها بأحداثٍ تأريخيةٍ – اسلامية في زمن الرسول ” ص” , لكنها لم تلقَ قبولاً لدى الجمهور واطلاقاً , لكنّ التساؤل سياسياً يكمن حول الذي دفع بالصدر لإطلاق تلك العبارة .!؟

من الطبيعي أنّ المضاعفات , ايّ مضاعفات تنبثق وتخرج بعد ايّ حدثٍ ما وفي كلّ المجالات , وهذا ما حدثَ بعدَ مرور نحو 24 ساعة من خطاب الصدر , فرغم انسحاب الصدر من الواقع السياسي , فأنطلقت تصريحاتٌ ومواقفٌ حادّة لما يصطلح عليه بوزير الصدر , وبالضد من توجهات ” الإطار ” بالشروع في معاودة عقد جلسات البرلمان والأصرار على تشكيل حكومةٍ جديدة , مع تبادلٍ لتصريحاتٍ متضادّة بين كلا الجانبين , وكأنّ السيد الصدر لم ينسحب من المشهد السياسي الساخن , وكأنه عاد بشكلٍ اكثر صلابة .! ونلاحظ انّ عنصر السرعة يقتحم الأحداث بين الطرفين

مع الإضطرار للتوقف هنا في هذا التعرّض , فوجئنا على حينَ غرّة بتصريحٍ لرئيس البرلمان اللبناني السيد نبيه برّي – زعيم حركة أمل , يناشد فيه الصدر بالعدول عن اعتزاله العمل السياسي .! , ويترآى من هذا التصريح وكأنّه إعادة خلطٍ للأوراق .! ممّا لم تتضح خلفياته الجديدة واولوياته غير المعلنة , وللحديثِ شجون وشؤون .!