18 ديسمبر، 2024 9:31 م

أبعاد قصف السفارة الأمريكبة ببغداد .. حزب الله يعترف والسوداني يحذر الأمريكان

أبعاد قصف السفارة الأمريكبة ببغداد .. حزب الله يعترف والسوداني يحذر الأمريكان

اعترف مايسمى ب (حزب الله) العراقي بما اسموه عمليات قصف السفارة الأمريكية القابعة بخضراء بغداد، والتي تضم معظم القوى المليشياوية والحكومية والسفارات الأجنبية.
منطقة أنشأت لتضم كل تلك العناصر المتحالفة المتخاصمة، والمتنافرة الصديقة، تناقضات ماموجود في تلك البقعة، والتي باتت مدنسة بفعل هؤلاء ومن قبلهم الاحتلال تترك تأثيرها بشكل مباشر على مجريات الحدث العراقي وعلى مصائر أهل العراق ومستقبلهم،بؤر التأمر تلك تدير مايجري في بغداد وانعكاساته على البيت العراقي قاطبة ،وحتى الجوار .
اتفاقات واضحة وضمنية تفسرها مجريات الأمور وما تخلفه الأحداث على الساحة ، فكيف لصواريخ تطلق على مبنى يعج بمن فيه لاتقتل ولاتجرح ولاتأثير لها،إلا إذا كان متفق عليها مسبقا ومحسوب تأثيرها، وهذا ليس بإدعاء جاء اعتباطا أو اتهام من غير دليل،فهناك من تلك الأدلة الكثير أبرزها ماهو موثق بتسجيل يبين أن تلك الأحزاب ومنها (حزب الله العراقي) كان يتقاسم  (قبو) فندق بابل المعروف مع أحد مكاتب تلك السفارة لإدارة صفقات نقل تجهيزات العدو الأمريكي المحتل، والاستحواذ على أغلب تلك المقاولات التي تتعلق بنقل أسلحة العدو وتجهيزات أفراده من الكويت وميناء البصرة وصولا إلى مقراته المختلفة،ليقتل بها الشعب وأفراده.فهل لما يتبجح به من قصف تأثير على الجهة التي يحصد من ورائها ملايين الدولارات.
القضية الأخرى وهي التي تتعلق باعتراف حزب الله بعمليات القصف، الكل يعلم أن حزب الله العراقي هو نسخة مصغرة مما في لبنان ،وذاك الذي بلبنان يدار من قبل (حسن نصر الله) ،وهذا الأخير له أكثر من تصريح علني حول علاقاته الطبيعية وعلاقات الصداقة مع العدو الصهيوني ومن خلفه الأمريكان ،والسؤال هل أن تلك الصداقات التي تربط الحزب بهؤلاء من الممكن أن يفرط بها حزب الله لمجرد عمليات استعراضية غير مؤثرة وليس لها حظوظ حتى إعلاميا،فيخسر بموجبها دعم هؤلاء ولو معنويا.لكم تفسير ذلك.
المحطة الأخرى تأتي على  التحذير الذي أطلقه السوداني وخص به الأمريكان محذرا إياهم بعدم الرد إلا بعد استحصال موافقة مايسمى بالحكومة، وهنا لابد من وقفة ولو بسيطة لدراسة مجريات ذلك التحذير ، فالسيد السوداني لاقدرة له على ضبط الشارع العراقي،وهو غير قادر على ضبط المليشيات وتحركاتها، ولاقدرة له على ضبط سلاحها المنفلت، وهي مليشيات تدار بأصابع خارجية،وبنادقها للإيجار كما شهدنا،الحصة الأكبر بل حصة الأسد بالتأثير عليها وإدارة تحركاته تستحوذ عليه جارة السوء (إيران الشر) وهي تعمل لمصالح إيران تحديدا ،وتقاتل نيابة عنها في كل مكان وهذه حقيقة ثابتة لانقاش فيها،فمن أين يتأتى للسوادني ضبط تحركاتها،من جهة أخرى تحركات المحتل الأمريكي وإدارة قواته هي إرادة أمريكية محضة لايشك عاقل في مجرياتها،وهي إرادة مؤسسات تعمل وتدار بها أمريكا قاطبة وليس القوات الأمربكية فقط،فهل ستنصاع تلك الإرادة لتحذير السوداني وتأخذ الأذن منه وهي التي لها على أرض العراق السيطرة والحظوة،(حدث العاقل بما لايعقل فإن لاق له فلا عقل له).
تحذير السوداني جاء بعد تصريح وزير الدفاع الأمريكي أوستن بحق الرد للبنتاغون وقت تشاء على تلك العمليات الكارتونية التي تقوم بها تلك الملشيات بين حين وأخر لإثارة الرأي العام مرة،ولتغير مسارات ذلك الرأي مرة أخرى ،واليوم هي لتخفيف ذلك الرأي عن التصعيد الذي يشهده العالم ضد الكيان الصهيوني جراء جرائمه النكراء التي يرتكبها بحق أهلنا في غزة وفلسطين عموما ،وهي جرائم ضد الإنسانية منكرة جملة وتفصيلا.
خلاصة القول أن كل مجريات مايسمى بعمليات قصف السفارة الأمريكية هي عمليات تأتي بالأتفاق الضمني ،وهي عمليات غير مؤثرة الهدف منها زعزعة الأوضاع واشغال الرأي العام العراقي والعالمي وصرف الأنظار عن جرائم الكيان الصهيوني ،وجرائم النظام الإيراني في العراق وغيرها من مناطق النفوذ الفارسي الفج.وحتى تحذيرات السوداني وما يرافقها ماهي ليس إلا كلام عابر للإستهلاك المحلي لا تأثير له ولا دور.
وأخيرا نقول على الإدارة الأمريكية الحالية أو السياسة الأمريكية برمتها تجاه العراق خاصة والمنطقة عامة،نقول لابد من الخروج من تلك الاتفاقات مع تلك العصابات الإجرامية بمختلف مسمياتها(ملشيات،أحزاب،فصائل ،تشكيلات، حشد) والسعي لتغير نهج التعامل وفق أسلوب العصابات الذي تتبعه الخارجية الأمريكية في العراق والمنطقة والركون إلى نهج التحضر والإنسانية في التعامل بين الدول،وإنهاء دور تلك العصابات التي أرهقت العراق والمنطقة،والأهم لابد من تحجيم الدور الإيراني ،وكبح جماح العدو الصهيوني لتذهب المنطقة نحو سبل الاستقرار والهدوء الذي يقود بدوره للتنمية.