محاولات تقزيم الحوزة كانت ولا زالت تجري على قدم وساق من قبل احزاب السلطة منذ عقود الى يومنا هذا, نعم تعددت وتنوعت اشكال ذلك التقزيم فمنها بواسطة القمع والعنف المفرط الذي مورس ضدها لكي تكون ضعيفة واظهارها على انها منظمة غير مرغوب بها في ظل نظام قائم على اسس علمانية ودكتاتورية لا تقبل الند, والذي كانت نتيجته اهراق دم العديد من رموزها واستشهادهم وزج الاخرين في غياهب السجون والتهجير القسري والاقامة الجبرية , اما ممارسة التقزيم الحديث الذي جاءنا بعد احتلال العراق فانه يتمثل بنوع اخر اقل عنفا من السابق لكنه اكثر خبثا فان هذا النوع من التقزيم يعتمد على تحجيم الحوزة وتصويرها على انها مؤسسة هرمة اكل الدهر عليها وشرب لا تمتلك مقومات مواكبة التطور التمدن والانفتاح ولابد من ايجاد البدائل من خلال قيام احزاب (اسلامية) بممارسة دور الحوزة في الحفاظ على المصالح العليا للمواطن والبلد واقتصار عمل الحوزة على المشورة في الامور الشرعية والفقهية وايقاف مسيرتها التاريخية في تصديها بمتابعة هموم الناس ورعاية مصالحهم والحفاظ على الوحدة الوطنية اضافة الى بقية مهامها الاخرى. استخدم السلطويون الجدد وسائل عديدة من اجل فك ارتباط الجماهير بحوزتها من خلال العديد من المصطلحات الرنانة التي تم تعليبها وانتاجها في مؤتمر لندن وغيره . نلاحظ العديد من محاولات تهميش الحوزة بعد ان تعكزوا عليها في وقت كانت احزابهم عبارة عن مؤسسات غير موثوقة جاءت للبلد بعد دخول الاحتلال الا ان الحوزة منحتهم شيء من ثقتها لإدارة شؤون الناس فاذا بها تنقلب راسا على عقب فلم يعد لا المواطن ولا البلد ذي اهمية عندها بقدر السلطة والمال الذي اصبح همهم والفساد ديدنهم والحروب هاجسهم, واليوم ونحن على ابواب الانتخابات التشريعية واتضاح محاولات تلك الاحزاب البقاء متربعة على السلطة لاستكمال مشروعها في تجميد الحوزة نهائيا كما تسرب من بعض وسائل الاعلام عن نيتهم بان لاوجود للحوزة بعد 30 نيسان , الامر الذي دفع بالجماهير الى الاندفاع نحو الحوزة والمرجعية لاستبيان دورهم في المرحلة المقبلة فكان رد الحوزة واضح وصريح من خلال وكلائها ودعوتهم الى التغيير وانتخاب الاصلح والاكفأ ومن يحرص على وحدة البلد ونبذ الطائفية والارهاب , ومن جهة اخرى لطالما سعت تلك الاحزاب من جعل السيد مقتدى الصدر غريمهم ونصبوا له العداء لمواقفه الوطنية وحاولوا تسقيطه على انه رجل سياسة وليس رجل دين على الرغم من ان الاثنان أي السياسة والدين لا ينفصلان في عقيدتهم حسب الظاهر .
الا ان التاريخية التي قام بها السيد مقتدى الصدر لآية الله السيد علي السيستاني والذي كان قد غلق بابه عن كل سياسي احتجاجا على سوء ادارتهم فان ذلك الاستقبال قد القم السلطويين حجرا بأفواههم من خلال ما جرى من حديث واتفاق بين السيدين على ضرورة التغيير الى الافضل لقيادة البلد والحفاظ على المصالح العليا للشعب من خدمات وامان للمواطن والوقوف بوجه الطائفية المقيتة ,وقد لوحظ حجم التعتيم الذي مورس من قبل صحف ووسائل اعلام احزاب السلطة على هذه الزيارة التاريخية التي لا تصب في مصلحتهم بكل تأكيد لانهم على علم ودراية انه في الثلاثين من نيسان المقبل سيتم قطف ثمار هذه الزيارة من قبل الشعب العراقي المظلوم وذلك بالتغيير الى الافضل وتحقيق تطلعاته والسعي الحثيث الى توفير الحياة الكريمة التي تليق به والوقوف صفا واحدا ضد الارهاب.