19 ديسمبر، 2024 3:45 ص

أبعاد المؤسسة الإعلامية لتنظيم داعش مقابل الإعلام المحلي العراقي

أبعاد المؤسسة الإعلامية لتنظيم داعش مقابل الإعلام المحلي العراقي

من نافلة القول ان الاعلام اليوم يلعب دورا كبيرا في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي جميع جوانب الحياة بل يدخل في صميم الحروب بين هذه الدولة او تلك كما هو الحال بين الحكومات والتنظيمات الارهابية في محاولة السيطرة على ركائز الدولة ومقدراتها من خلال الترهيب والترغيب واستخدام البروبوكاندا الاعلامية.

هنا في هذه السطور نريد ان نخوض في واحدة من ابرز المشاكل التي يواجهها العالم وفي أغلب الدول هي تنظيم داعش الارهابي أو كما يحلو لبعض الدول واعلامها بتسميتهم تنظيم الدولة الاسلامية ، حيث تمكن هذا التنظيم من اختراق العالم عبر استخدامه لوسائل اعلام انطلقت من مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر والفايبر والواتس آب وبرامج اخرى لم يكن داعش يمتلك حينها منذ ان ظهر على السطح أي فضائية او قناة تلفزيونية محلية كما هو اليوم وقد أرعب الناس في سوريا والعراق بإظهار قدرته على التمدد في المناطق التي استطاع ان يجد فيها موطئ قدم جغرافي ولو اخذنا المشكلة تحديدا في العراق سنجد ان الايام الاولى لسيطرة هذا التنظيم الارهابي على مدينة الموصل شمال العراق كانت باسلوب اعلامي مضلّل الى حد ما زرع في نفوس ابناء الجيش والقوى الامنية حالة من الفزع والخوف ما جعل المدينة الكبيرة مثل نينوى تتهاوى الى السقوط في ليلة وضحاها وفي المقابل كان الاعلام المحلي العراقي بما فيه الاعلام الحكومي يمر في صدمة وسبات الى درجة ان تلك الوسائل الاعلامية لم تستيقظ من سباتها إلا بعد مرور اكثر من شهر لترد بنوع من الفتور تارة والحيرة تارة اخرى وبث الاغاني الوطنية في وقت كان الاعلام العربي يخوض في أدق التفاصيل التي تحدث في العراق ويُظهِر للعالم ان نهاية الدولة بكيانها في

العراق باتت على محك الخطر من تمزيقها الى اللادولة وهو بطبيعة الحال ما تريده الدول العربية الراعية لهذه التنظيمات الارهابية الهدف الرئيسي منها هو ابقاء العراق في فضاء الازمات الداخلية والخارجية وعدم تمكنه من الوقوف بقوة على الساحة الدولية وهي سياسة واضحة لبعض دول الخليج العربي ومن يساعدها على ذلك من دول الجوار.

من هنا نجد الهدف الذي نبتغي الوصول اليه هو إعلام يستطيع ان يقف بقوة بوجه هذا التنظيم الارهابي ومن يساعدهم من المؤسسات الإعلامية في دول المنطقة العربية التي تواصلت فيما بينها وأصبحت شبكة عنكبوتية كبيرة من الإعلام تمتلك طاقات هائلة وتكنولوجيا حديثة في البث والارسال والتي أصبحت لا تعد ولا تحصى على قائمة القنوات الموجودة في الاقمار الصناعية المتعددة في كثير منها يدعم ويغطي إعلاميا كل العمليات الارهابية التي تحصل في العراق ولا ننسى عمليات التمويه الاعلامي التي كانت تقوم بها قناة الحدث العربية في تزييف الحقائق وقلب الموازين وكذلك الجزيرة في نقل كل عمليات القتل الممنهج عند ذبح الابرياء من العراقيين وأمام بيوتهم وفي مناطقهم وهو ما ساعد على ارعاب الناس والقبول بالامر الواقع في أن تحكمهم وتسيطر على حياتهم هذه الفئة الضالة البعيدة عن الدين والقيم الانسانية وكان لا بد من قنواتنا الفضائية على مستوى العراق ان تقوم بالاعلام المضاد واظهار الحقائق بطبيعتها من خلال المراسلين الحربيين والتي عملوا بها فيما بعد حيث اظهرت نتائج جيدة على مستوى ساحة المعركة كانت الحاجة اليها في الايام الاولى ملحة ولابد لتلك القنوات من فضح التعاون الكبير بين هذا التنظيم الارهابي وممالك الاعلام لبعض الدول العربية مثل السعودية وقطر والامارات والاردن وتسمية الاشياء بأسمائها دون تردد من أجل الحفاظ على العراق ومكوناته كي لا نصل الى النتائج التي وصلنا اليها اليوم ونحن في أسوء الظروف أمنيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا .

ما نريد الوصول اليه شبيه لما يحصل في توازن الرعب على أرض المعركة التي تستخدمه العناصر الحربية بأن يكون توازنا او تفوقا في الاجندة الاعلامية من بروبوكاندا الى صناعة

الخبر الى المواجهة بالكلمة وفضح الاجندات ونقل الواقع بما هو من ارض المواجهة مع الارهاب العالمي الذي تجري ضده حربا عسكرية تكاد تكون عالمية ثالثة على أرض العراق لأن المعركة اليوم نصفها إن لم يكن أغلبها من خلال الاعلام ووسائله المتعددة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات