18 ديسمبر، 2024 9:37 م

أبعاد الاستهداف المفخخ للمرشحين التركمان لانتخابات كركوك ؟!

أبعاد الاستهداف المفخخ للمرشحين التركمان لانتخابات كركوك ؟!

لا يمكن ان تدرك قوتك في الشارع الا من خلال ردات الفعل القوية وبالأخص حين يصبح الاستهداف السياسي خارج المألوف! حينما يتجاوز التنافس الانتخابي عمليات تمزيق الملصقات وبث الاشاعات و التسقيط السياسي الى ابعد من ذلك بكثير لا سيما في تسارع الأحداث وتطورها نحو استهداف المرشحين التركمان بالسيارات المفخخة! في سلسلة حوادث متصلة ببعضها بدءً بالشهيد الدكتور علي الماس مرورا بمحاولة اغتيال المرشح أنور فخري وأخيرا ما حدث للمرشح ” عمار كهية ” من استهداف موكبه بسيارة مفخخة كانت بانتظاره على قارعة الطريق عصر الاحد الماضي!

مؤشر خطير يدعو الى التأمل والقراءة الصحيحة للمشهد الدرامي الذي رسمته دماء الشهداء والجرحى الأبرياء على الشارع الكركوكلي، واثارت تساؤلات كثيرة امام المراقبين عن مدى أبعاد لغة المفخخات الدموية التي قفزت الى الواجهة وسط عرس انتخابي يفترض ان يكون ديمقراطيا في مدينة موزائيكية التكوين والثقافات! :

ترى هل كانت المفخخة رسالة تحذيرية موجهة الى رئيس قائمة النصر د. حيدر العبادي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة كون المستهدفين من قائمته ؟!

ام رسالة الى أبناء (العراق المصغر- كركوك ) بكل قومياتهم وطوائفهم تتوعدهم بعدم الاستقرار ؟

أم تهديد موجه نحو أبناء المكون التركماني اثر تنظيم صفوفهم بكتلة رصينة عابرة للطائفية بعد طول سنين ؟

او هي محاولة انتقامية من قوات الحشد الشعبي التي يدير شؤونها رئيس حركة عطاء التي ينتمي اليها المرشح عمار كهية ؟

بالتأكيد هي رسالة بشعة موجهة ليست للتركمان فحسب وانما لكل أبناء كركوك عربا وكردا ومسيحيين على وجود نوايا خبيثة للعبث بأمن كركوك وتنذر بالمزيد من اثارة الرعب والارباك في نفوس المواطنين الكركوكليين في اللاستقرار وراحة البال.

على الرغم من ان التركمان يدفعون فاتورة باهضة نتيجة تشبثهم بوحدة العراق ، نعتقد بأن المستهدف الأساس هو كركوك ، مدينة وتاريخا وتراثا وبكل مكوناتها المتعايشة ، وبالأساس استهداف التعايش بين أبناء كركوك الاصلاء ، الذين يحاولون الحفاظ على تعدديتها وتماسكها كي ينعم أبناؤها بخيراتها ومواردها الهائلة التي حباهم بها الله تعالى .

ويعد استهداف المرشح عمار كهية بسيارة مفخخة تجاوزا على الديمقراطية فحسب، بل اعتداء آثم على كل خطوط التنافس الانتخابي المعهودة على عكس من يعتقد بأنه استهداف للتركمان أو تهديد لشيعة كركوك فحسب وانما هو استهداف لأبناء كركوك بكل تلاوينهم وتهديد لمستقبل أبنائهم واجيالهم القادمة!

بعد سلسلة التجارب المريرة التي مروا بها خلال 14 سنة الماضية، يبدو ان المعادلة في المشهد التركماني قد تغيرت بشكل كبير بهذه الانتخابات بعد قيام التركمان بتنظيم صفوفهم (شيعة و سنة ) بالانضمام الى قائمة عابرة للطائفية بعنوان (جبهة تركمان كركوك) ما أثار حفيظة القوى الإرهابية الشريرة التي لا تريد للعراق المصغر ان يعيش بأمان وسلام !

كل القوى المعادية للعراق الموحد كانت تعتمد سياسة (فرق – تسد) اتجاه المكون التركماني وتستفيد من تفرقها! في حين انعكست قوة علاقة المرشح عمار كهية بقادة الجبهة والقوى التركمانية الأخرى وخاصة بالنائب ارشد الصالحي التي انعكست إيجابيا على الشارع التركماني ما أرعب قوى عنصرية معينة من أن يتمكن سكان كركوك الأصليين من الحصول على استحقاقهم الحقيقي من الأصوات.

كما ان الحضور القوي المؤثر للمرشح عمار كهية وقدراته الشخصية كمهندس شاب وناشط سياسي ليبرالي ينحدر من اسرة كهية المعروفة في كركوك ويمتلك كاريزما خاصة به تعزز مكانته في الوسط التركماني خاصة بين قطاع الشباب المبهور برؤيته وبرنامجه السياسي فيما يمتلك على صعيد العلاقات العامة شبكة واسعة من العلاقات بالشخصيات العربية والكردية الوطنية في كركوك مثلما يمتلك علاقات مؤثرة في مركز الحكومة الاتحادية إضافة الى خبرته الواسعة بالمجالس البلدية في كركوك وقدراته الشخصية في إدارة كلية جامعة ورئاسة حركة عطاء في كركوك.

يتميز المرشح عمار كهية ، في الدفاع عن اهله وناسه والمطالبة بإعادة أراضي تسين ويايجي وتازة وبشير وتركلان وداقوق وغيرها من الأراضي التركمانية المصادرة من قبل النظام السابق ، الذي وجه انتقادات لاذعة الى محافظ كركوك وكالة قبل أيام من محاولة اغتياله ولأكثر من مرة ، نظرا لتصرفاته غير العادلة اتجاه أبناء كركوك و محاولات التغيير الديموغرافي لجهة انتمائه على حساب المكونات الأخرى !

أثبتت التجارب المؤلمة الماضية الفشل الذريع للقوى العنصرية التي حاولت الهيمنة والاستحواذ على إرادة مدينة كركوك بفرض الأمر الواقع دون جدوى ! ومهما اوتيت من قوة ، فلا يمكن ان ينال هذا الاستهداف من إرادة شعب كركوك بعد سحق داعش من قبل ابطال قواتنا الأمنية والعسكرية والحشد الشعبي اثر هزيمة قوى الإرهاب وافلاسها .

على الحكومة المركزية وقيادة عمليات كركوك تحمل مسؤولياتها في الكشف عن الجناة وإعادة النظر في خططها الرامية الى ضبط الامن وفرض سلطة القانون وخاصة فيما يخص تغلغل بعض العناصر الإرهابية الى مفاصل الحكومة المحلية خلال فترة التغيير التي أعقبت تحرير المدينة عقب هروب المحافظ السابق نجم الدين كريم !

على الجميع تحمل المسؤولية الوطنية في الحفاظ على كركوك ومواجهة المخططات الخبيثة الذي تحاول تحويل كركوك الى جحيم والتي يكون فيها الخاسر الأكبر هم ابناء كركوك الاصلاء بكل مكوناتهم الذين لم يلمسوا من تلك المحاولات والصراعات التي أحرقت أعمارهم وصادرت احلامهم في العيش السعيد.. وعلى جميع أبناء كركوك التعاون من اجل كركوك الأمان والتعايش والمحبة والسلام ..