18 ديسمبر، 2024 8:07 م

أبعادٌ اخرى لقصف القنصلية الإيرانية في دمشق

أبعادٌ اخرى لقصف القنصلية الإيرانية في دمشق

لعلّ اولى التساؤلات في هذا الشأن هو استهداف مبنى القنصلية المؤلّف من 4 طوابق بدلاً من استهداف مقرّ السفارة الإيرانية الملاصق للقنصلية .؟ ولماذا في هذا التوقيت وليس قبله .!؟

هنالك اجابة نصفية عن ذلك تومئ بأنّ القصف الإسرائيلي للقنصلية أقلّ درجة دبلوماسية – عسكرية من استهداف مبنى السفارة بحدّ ذاته , بأعتبارها مركز الثُقل الدبلوماسي لأيّ دولة < ولا نقول ولا نتقوّل لتقليل عدد الضحايا .! > فسيكولوجيا الستراتيجية الإسرائيلية هي قتل اكبر عددٍ من ضحايا الخصم ” بمافيهم المدنيين ” كما يحدث في عموم مدن قطّاع غزة .

الإفتراض ذات البُعد الآخر المطبوع في رؤى بعض المحللين في بعض وسائل الإعلام المختلفة , بأنّ تلك العملية انما تهدف لوجود بعض القادة عسكريين والضباط الأيرانيين ” برتبٍ عالية ” , فهو افتراضٌ محاطٌ ومُسَوّر برموز وعلامات الشكّ او التشكيك .! ومؤدى ذلك ” على الأقل ” اذ يصعب التصور أنّ اولئك القادة الذين جرى قتلهم في التفجير , كانوا يرتدون ” بزّاتهم ” العسكرية داخل بناية القنصلية ذات الطابع المدني المجرّد , كما لا ضرورة لذلك البتّة < ولا تتوفّر معلوماتٌ مفصّلة ودقيقة عن ماهية الملحقية العسكرية الإيرانية في العاصمة السورية , واستثنائها من صواريخ مقاتلات F – 35 الإسرئيلية التي تولّت المهمة > .!

ما تركّز عليه بعض الفضائيات العربية عن تفاصيل ومهام كبار الضباط الأيرانيين من ضحايا التفجير , وكأنهم كانوا السبب شبه الرئيسي لقصف القنصلية اثناء تواجدهم فيها .! فلا يمكن او من شبه المُحال للموساد الأسرائيلي معرفة ذلك وتوقيته في تلكم الساعات وبدقّة , لاسيّما أنّ محيط منطقة السفارة الأيرانية مُؤمّن ومحاط من المخابرات واجهزة الأمن السورية وحتى الأيرانية ” بشكلٍ او بآخر ” , ولا يمكن الجزم بأنّ بعض عناصر المعارضة السورية كانوا يتواجدون في هذه المنطقة الأمنية – الدبلوماسية لأجل المراقبة ومحاولة استحصال معلومات أمنيّة بهذا الشأن بغية ايصالها الى الأمريكان .!

نتنياهو الذي يعاني من ضغوطاتٍ حزبية ومن الشارع الإسرائيلي وخصوصاً من عوائل واقارب الرهائن المحتجزين او المعتقلين لدى ” حماس ” , قد يكون بحاجةٍ مُلحّة وعجلى الى حرف الأنظار الداخلية الى خارج الحدود , وتوجيهها تحديدا الى طهران بأعتبارها المصدر المُموّل والمحرّض لحركات ما يسمى ” بالمقاومة الأسلامية ” سواءً في الجنوب اللبناني والحوثيين والفصائل العراقية داخل سوريا والعراق , بالإضافة الى حجب ٍ آخرٍ للأنظار والأبصار عن الضغوط الدولية والمسيرات والتظاهرات الجماهيرية في دول اوربا وداخل الولايات المتحدة , ومثلما بدأَ وصار ايلاجه مؤخراً في الإعلام من الزاوية النسبية , بأنّ توجيه الضربة الأخيرة لإيران من خارج حدودها الجغرافية , كان رسالةً خاصّة ومحددة لطهران , لكنّ فحواها ومضامينها غير المدرجة في الإعلام , فيكمن في تحذيرها ” غير المباشر ” للكفّ المفترض بأستخدام اذرعها وميليشياتها في التعرّض بالمسيّرات والصواريخ للأهداف والمصالح الإسرائيلية , لكنه وفي المقابل فيبدو أنّ الأيرانيين قد التقطوا مغزى هذه الرسالة والمحوا عبرمصادرٍ غير مباشرة وموجّهة ” يوم امس ” بأنّ الفصائل والوكلاء والميليشيات قد تتولى الردّ العنيف للضربة الأسرائيلية , وبما تجهله تل ابيب ومخابراتها عن اتجاه الرد الأنتقامي القادم ومن ايّ زاوية جغرافيةٍ او جيوبوليتيك .!

هنالك معلوماتٌ واسرارٌ خفيّة اخرى بين تل ابيب وواشنطن حول هذه الضربة الجوية للقنصلية الأيرانية , لكنّ تعقيدات التوجهات الحربية الإسرائيلية لإحتلال رفح وما تواجهه من تضاداتٍ دولية , قد تؤخّر قليلاً او اكثر في كشف النقاب والحجاب وتعريته حول الضربة الصهيونية أمام اضواء وعدسات وسائل الإعلام , وبما فيها الأسرائيلية او بعضها .!