18 ديسمبر، 2024 3:50 م

أبشع أنواع الحكم في التاريخ

أبشع أنواع الحكم في التاريخ

بقدر ماهناك من أهمية وتأثير للنقد الدولي الذي يوجه للأنظمة الدکتاتورية فإنه ليس بأهمية وتأثير النقد الموجه من قبل مسٶولي في هذه الانظمة بنفس الاتجاه، ذلك إن النقد الذي يوجهه هٶلاء المسٶولون لأنظمتهم له أهمەته الاعتبارية الخاصة کونه يفضح النظام بلسانه بل وحتى يعتبر بمثابة إعتراف بالاخطاء والانتهاکات وحتى الجرائم المرتکبة بحق الشعوب الرازخة تحت نير حکمهم.
الانتقادات العادة التي وجهها رجل الدين الايراني رسول منتجب نيا، في مقابلة أجراها مع موقع “إصلاحات نيوز”، الى الاوضاع الحالية وخصوصا من حيث إشارته إلى فرض الرقابة على الإنترنت وانتشار الفساد وعمليات الاختلاس وممارسة الکذب والخداع من جانب المسٶولين في النظام، حيث إنه في النتيجة إستخلص ودعا إلى إعادة النظر في طريقة الحكم في إيران.
منتجب نيا الذي وجه نقدا لاذعا لإبراهيم رئيسي مبينا وبصورة واضحة بأنه قد مارس الکذب والخداع مع الشعب من أجل وصوله للسلطة عن طريق إطلاق شعارات براقة وطنانة ووعود معسولة للشعب ولکن من دون أن يفي بکل ذلك حيث قال: “نريد أن نتحقق من الشعارات التي أطلقها (إبراهيم رئيسي) في الانتخابات الرئاسية. لكي نكون منصفين، فقد راجعتها عدة مرات، فلم أجد أيا منها قد تحقق” بل وإنه قد ذهب أبعد عندما إنتقد سياسات حكومة إبراهيم رئيسي فيما يتعلق بإطلاق دوريات الإرشاد في الشوارع والقيود المفروضة على الإنترنت، فقال: “ما قمتم به جعل الناس مستائين جدا من الإمام (خميني) والثورة والنظام إلى درجة الغضب.” وإستطرد وهو يحمل على حکومة رئيسي وعلى النظام بسدة قائلا:” لو أعطيتهم الحرية يوما ما لن تصدقوا ماذا سيفعلون”!
وبخصوص الاجواء والممارسات القمعية التي يمارسها النظام قال منتجب نيا وهو يشير الى حجب المواقع والمراقبة الصارمة في الشبکة العنکبوتية قائلا:” إنهم يحاولون حجب الفضاء الافتراضي، وتقييد الناس.. ويعتقدون أنه بإمكانهم، من خلال هذه الإجراءات فرض القيود لدرء المخاطر التي قد تأتيهم.. لأنهم يخافون من بضعة انتقادات ضدهم في الفضاء السيبراني.. أثبتت التجربة أن لا جدوى من القيود، بل إنها تعطي نتائج عكسية” وفيما يخص ما يوصف في إيران بـ”الحجاب الناقص” وإلى فرض الحجاب قسريا، فقال: “أنا متأكد من أن العديد من الفتيات والنساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب الكامل اليوم، هو بسبب العناد والرفض، لأنهن يتذكرن أن الرئيس كان يهتف بأنه ضد دوريات الإرشاد وضد القيود، لكنه أطلق العنان بقوة لهذه الدوريات التي تتعامل مع النساء بصور سيئة للغاية”.
لکن الملفت للنظر إن رجل الدين هذا لم يقف عند هذه الحدود بل تخطاها ليتعرض للنظام ذاته، حيث وصف ما تقوم به السلطات الحالية في إيران بـ”الخطوة القبيحة” التي أثبتت التجربة أنها “تكشف ضعف النظام”. وتابع: “هذه التصرفات تظهر أيضاً أننا وصلنا إلى نهاية الخط. أنا أعلنها رسميا: عندما نلجأ إلى استخدام القوة، هذا يعني أننا قد وصلنا إلى النهاية، هذا يعني أننا انفصلنا عن الناس، وانفصل الناس عنا، لذا نلجأ للحراب والضرب والاعتقال.. أعلن رسميا أننا نقوم بأسوأ وأبشع أنواع الحكم في التاريخ”.