5 نوفمبر، 2024 9:37 ص
Search
Close this search box.

أبدا لن نفرط بوحدة عراقنا

أبدا لن نفرط بوحدة عراقنا

ليس صدفة أن ترتفع رائحة طبخة الغدرالأنفصالي المعدة بإتقان ليعلن عرابيها نيتهم إقامة أقليم غرب العراق بإيعاز من سيدهم نزيل البيت الأسود الأمريكي نزولا عند رغبة نتن ياهو.هي طبعا عملية إبتزاز رخيصة شبيهة بتلك التي حصلت في شمال الوطن بخصوص الأستفتاء الغرض منها ثني الحكومة عن ان تمضي قدما في إجراآت طرد القوات الأجنبية وعلى رأسها الأمريكية .هذا الأقليم الأنفصالي سيكون أول رد فعلي في حال لم تتراجع الحكومة عن موقفها لتنتقم بذلك إدارة ترامب من العراقيين، الذين ينوون طردها بإذلال، ولترضي إسرائيل صاحبة المخطط والمستفيد الأول من عملية الأنفصال من عدة نواحي أولها وصول نفط العراق الرخيص اليها قادما من شماله عبر الغربية والأردن ثانيا إضعاف العراق وثالثا صنع جدار سني،مع كردستان مسعود، يفصل سوريا عن العراق ويمنع التواصل مع أيران العدوة اللدودة مما يعني أيضا عزل المقاومة في سوريا ولبنان وحرمانها من التزود بالسلاح وأخيرا تحقيق النصف الثاني من الحلم التوراتي المتعلق بأرض إسرائيل بعد أن تم إكماله سلما في الجهة المصرية.الحكومة وبرآساتها الثلاثة بدأت بالتخاذل والتراجع عن موقفها بطرد القوات الأجنبية فهل تم ذلك بسبب حرصهم على وحدة العراق أمام التهديدات الأمريكية والتي إظافة للتحريض على الأنفصال تلوح بعقوبات إقتصادية ومالية وصلت لحد التصريح بوضع اليد على أل35مليار دولار قيمة مبيعات نفطية لأمريكا أم خوفا من المصير المجهول الذي ينتظر هذه الرآسات في حال رفع الغطاء الأمريكي عنهم ؟سيما وأن الأمور تعدت مظاهرات الساحات التي لم تضع مطلب خروج القوات في أولوياتها لتصبح أول مطلب للمظاهرات المليونية الوشيكة التي تنوي إجرائها أحزاب وهيئات حشدية مسلحة بعد سلسلة الأحداث الأخيرة في وقت يحاول النظام فيه إظهارنفسه بأنه يمسك العصى من الوسط ،مع ميل نحو بقاء القوا الأجنبية بحجة التهديد الداعشي المزعوم.
لقد أصبح واضحا لغالبية العراقيين أن بقاء القوات الأجنبية أصبح يهدد أمن الشعب ووحدة بلاده خصوصا مع وجود رئيس زئبقي أهوج مثل ترامب الذي صرح علنا أنه جاء لنهب ثروات العراق مؤكدا عدم وجود شيئ أسمه شعب عراقي ودولة عراقية ولايتورع من إستخدام العراق كمنطلق للأعتداآت على أيران وأيضا حماسه في الأمتثال للأحلام الأسرائيلية بتقزيم العراق ونشر الفتن والفوضى فيه من خلال التحريض على الأنفصال.
المؤيدون لمشروع الأقاليم يقولون بان الدستور ضمن لهم ذلك وتناسوا بأنه كتب بأيدي غرباء وتحت الأحتلال الغاشم .وهؤلاء بمن فيهم البسطاء الذين يتصورون أن الأقليم سيكون ملاذا آمنا ويحسن وضعهم الأقتصادي والأجتماعي ويجعلهم يعيشون كالخلايجة نقول لهم أنهم واهمون وقد أنطلت نفس الكذبة قبيل الإحتلال على بسطاء العراقيين فهل من عبرة.وبالعكس من الرخاء والأمان فأن النتائج ستكون كارثية.
ان تطبيق سياسة التقسيم والأقلمة في العراق تحت لافتة الفدراية يعني بالضرورة وضع البلد تحت طائلة التجاذبات الأقليمية والدولية وهذا ما رأيناه جليا طيلة أكثر من عقد ونصف ولحد هذه اللحظة وهذا يؤدي لغياب القرار السياسي لأبناء البلد أو على الأقل ضعفه وتجييره لصالح الأغراب لتحقيق مصالحهم الأقتصادية وخططهم الأستراتيجية.
التقسيم والفدرلة يعززان فكرة النزوع نحو إيجاد هوية قومية شوفينية أو طائفية متطرفة أو حتى مفبركة للدويلة الوليدة لغرض تعزيز الأنتماء مما سيؤدي لتأجيج النزاعات وتعميق الجراح مع الأطراف الأخرى مع خطر حتمية نقل الصراع للأجيال القادمة بتلقينها سياسة الثأر والأنتقام.
ان سياسة الأقاليم والفدرلة التي يسمح بها الدستور الحالي تشجع الساسة والقادة النفعيين والأنتهازيين وأمراء الحروب والزعامات الدينية والعشائرية الفاقدة لروح الوطنية بأعتلاء المنابر وتأجيج مظاهر العنصرية والطائفية وبث روح الفرقة بأي ثمن بغية البقاء على رأس القوم لأطول فترة ممكنة بحجة الدفاع وصيانة العقيدة والقومية أو الدين, وهم بذلك يتسابقون على ترك هذا المكون او ذاك الذي يدعون زورا تمثيله طيلة الوقت على صفيح ملتهب يفقد المواطن أي شعور بالأمن والأستقرار ولو لأيام معدودة.
الفدرلة والأقاليم انما هي مشاريع انفصالية مقنعة تتخذ من البغضاء وكراهية الآخر سياسة وأديولوجية منهجية تفرز بالظرورة حروب مستديمة نتيجة اختلاف الأطراف فيما بينها، حتى…فكل شيئ سيكون موضوع خلاف وتناحر بدءا من توزيع السلطات والثروات والأرض الماء والبشر ووصولا للتاريخ والتراث كل يريد اقتسام ما لا يقتسم لأن العراق غير قابل للقسمة حاله كحال مزهرية الخزف الثمينة والرقيقة تفقد قيمتها بتشضيتها قطعا فيتوقف أداءها كوعاء حاني يحتضن زهورا جميلة في بطنه. فاءن أصروا على تطبيق مشاريعهم الأنفصالية دون وازع حدث ما لا تحمد عقباه وأنفتحت أبواب جهنم على الجميع لعقود وعقود.ففي فرنسا كانت الحرب بين الأرثذوكس والكاثوليك مائة عام وهنا كم ستطول؟وتلك الأخرى العنصرية الشوفينية التي ستدور رحاها بين العرب والكرد والتركمان وغيرهم من الملل والنحل؟فهل تسمح جغرافية العراق أن ينفصل الجبل عن السهل لأن في الأول كرد وفي الثاني عرب؟ وهل يمكن أن يصبح دجلة شيعيا والفرات سنيا ؟هل نقبل أن يزور تاريخنا تاريخ أمة بأكملها تناقلته قرونا وقرون ارضاءا لحفنة من أمراء الحرب والنفعيين الأنتهازيين والخونة؟هل المفروض أن نموت ويجهض مستقبل اطفالنا لكي يعيش ويتمتع هؤلاء الطفيليين فوق أشلاء أهلنا؟
العراق الواحد الموحد بعاصمته الخالدة بغداد هو المستقبل الواعد والزاهر لكل العراقيين
.العراق المستقل والموحد المنزه عن المحاصصة وحكم الحزب الواحد,عراق المواطنة بعاصمته بغداد المدينة الجامعة لكل المكونات والأتجاهات الفكرية والمنفتحة على الجميع ,بغداد الحضارة والأنوار, هذا العراق هو من سيكون الضمانة الأكيدة لأمان واستقرار كل العراقيين وتقدمهم بثقة نحو مستقبل واعد كما كان هو في كل ذروات تألقه التاريخية فكلما توحد العراق والعراقيون نمت وتطورت قدراته ويشهد على ذلك تاريخه الحضاري الرائد من بين جميع أمم الأرض في حين أنه كلما انقسم على نفسه وانهار فيه المركز بسبب الأحتلالات تراجع واصبح بلدا فاشلا فقيرا معتلا تتهدده المخاطر.
العراق الموحد يعني اقتصادا جبارا بما يحويه من خيرات وقدرات بشرية.عقدين من الزمن وستكون كافية ليتبوأ مركزه في الشرق الأوسط كأكبر قوة اقليمية شريطة عدم استنزافه في حروب جانبية.
العراق الموحد يعني شعور العراقي بالفخر والأعتزاز بوطنه ومواطنته الذي يمنحها له القانون بالمساوات بين الجميع بالحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين والطائفة والقومية والمذهب السياسي وهذا بحد ذاته سيكون المحرك الأساسي للجميع بالتوجه لخدمة العراق بدل الطائفة والعنصر أو الحزب والعشيرة.
العراق الموحد سيكون قادراعلى الأعتماد على أبنائه جميعا في الدفاع عن حياضه دفاعا عن مكتسباتهم وحريتهم ببناء دولة قوية مقتدرة تمتلك وسائل الردع لاتضعفها حروب أهلية تؤدي الى ظهور دويلات طائفية متقاتلة يمولها الغريب ويستفيد منها الأنتهازي والعميل.
العراق الموحد بدستور جديد يكفل لكل العراقيين حقوقهم ويلزمهم واجباتهم دون تمييز أو مفاضلة وينبذ مبدأ المحاصصة وتوزيع السلطات عرقيا وطائفيا ويقر مبدأ العراق الواحد الغير قابل للتجزأة بأي شكل من اِلأشكال على شاكلة النص الوارد في دستور الجمهورية الفرنسية لعام 1952.دستورا يؤكد استقلال العراق واستقلالية قراره ويجرم أي فئة أو حزب يسعى لتفتيت وحدة العراق بأية صورة كانت.
العراق الموحد يدعو لإزاحة الحواجز المادية والمعنوية والنفسية التي وقفت وتقف عائقا بوجه حركة التواصل الأيجابي بين كل مكونات الشعب العراقي الأساسية والثانوية والتي أفرزتها ضروف ما بعد الأحتلال ونمتها ورسختها أيادي تجار السياسة والأنتهازيين من أمراء الطوائف . انه يدعو لأعادة اللحمة من أجل خدمة وطننا الحبيب العراق.
العراق الموحد يعني انفتاحا على العالم وخصوصا بلدان الجوار بعيدا عن سياسة العداء والمحاور التي يعيشها عراق اليوم جراء الأصطفافات الطائفية والقومية الناتجة عن اتباع نهج المحاصصة والفدرالية المزيفة والأقاليم الطائفية.فالعراق الموحد يجعل هوية المواطن عراقيته وهوية الدولة وحكوماتها عراقيتها لاطائفتها أو عنصرها وهو بهذا يتعامل مع العالم ودول الجوار بأسم العراق الدولة لا بأسم الطائفة والعنصر وما ينجر عن ذلك من ملابسات غير محمودة العواقب.
العراق الموحد يحترم بالظرورة كل خصوصيات مكوناته كما كان حاله منذ أقدم العصور فلهم كل حقوق ممارسة شعائرهم وثقافتهم شرط ألا يتعارض ذلك مع أولويات سياسة الدولة العراقية فالكل من أجل خدمة الوطن الأم العراق ويمنع أي جهد أو نشاط يتعارض مع هذا التوجه.فبدلا من أن تكون المكونات العراقية مشاريع دويلات طائفية وقومية وحتى عشائرية متناحرة يمكنها أن تكون جسور ألفة وتفاهم مع دول الجوار التي يعيش فيها نفس المكون القومي أو المذهبي مما يفتح آفاقا مستقبلية بعيدة المدى في التعاون مابين دول الجوار من ناحية والمكونات المتشابهة عل طرفي الحدود مما يؤدي الى نزع فتيل الحروب والأزمات بين الدول وتواصل أبناء المكون الواحد في البلدين فالكردي العراقي يستطيع حينها التعاون مع الكردي التركي كما مع الكردي الأيراني فيصبح الأثنين جسر ألفة وتعاون وربط مابين تركيا وأيران والعراق وكذلك العربي مع أخوه العربي في السعودية أوسوريا والأردن .بهذه الصيغة يكون التواصل القومي ذو فائدة لربط الدول مع بعضها بعلاقات جيرة ومصالح مشتركة في حين أن اقامة دويلات قومية أو طائفية انفصالية سيجعلها في موضع عداء وحصارمن الجميع ولن تحصد الا الحروب والبغضاء.ان قيام دول على أساس قومي شوفيني أو ديني طائفي متطرف هو أمر مستهجن اليوم ولن يكتب لها النجاح بسبب انغلاق افقها فالدول الفاعلة تتجه اليوم للوحدة مع دول أخرى مجاورة لخلق تجمعات دولية متعاونة فيما بينها لغرض تقدمها ورقيها حتى ولو كانت تختلف عنها ثقافيا .فالمبدأ اليوم هوالتوحد وليس الأنقسام القومي أوالديني الذي أصبح باليا ومعيقا للتقدم في عالم يسعى للتواصل والأنفتاح على الآخر.
. العراق الموحد اذا خرج من محنته التي تمر به اليوم سيكون أحد أهم أقطاب الوحدة الأقتصادية المنشودة مستقبلا بين دول المنطقة التي تربطهم ببعض حدود وطبوغرافيا مشتركة وأيضا علاقات تاريخية وثقافية متشعبة وكذلك وشائج وصلات اجتماعية وثيقة مما سيسهل عملية التواصل والتعاون المثمر والظروري للجميع وخصوصا في مجالات الماء والطاقة والمواصلات والتبادل العلمي والثقافي عدا التجارة البينية والسياحة وغير ذلك من الأنشطة.في حين أن عراق التقسيم والفدرلة والتناحر فسيكون العقبة الكأداء في الوصول لهذا الهدف السامي الذي سيخدم الأنسان العراقي وكل أبناء المنطقة ويعزز من روابط الألفة بينهم.
لكل هذه الأسباب واخرى قد نكون سهونا عنها يتحتم وقوف العراقيين وبرغم جراحاتهم وآلامهم الى جانب مشروع العراق الواحد الموحد لأنه لاسبيل غير هذا الطريق في الخلاص. لقد خاضت شعوبا كثيرة قبلنا حروبا أهلية واستنزفتها الأنقسامات والفتن ثم عادت لتتصالح مع نفسها لأنقاذ دولها من الفناء ومن أجل تأمين حياتها ومستقبل أطفالها.
ليكن شعار وحدة العراق خط أحمر حاظرا قويا مع شعارات خروج القوات الأجنبية

أحدث المقالات

أحدث المقالات