كل المواقف الشجاعة؛ ضد الطغاة، تعبر عن إلهام ألهي، يستدل به الإنسان عبر العصور، والذين يقامون ضد الدكتاتورية، هم يعشقون المبادئ التي يحملوها، لذا تبعث في نفوسهم الأمل، وتكتسب المهارات التي هم بحاجة لها، فالحياة تعلم كيف يكون الإنسان، في أشد المواقف، صبورا، ويمتحن، فمنهم من يسقط في جولة ألأولى، ومنهم من يقاوم الظلم وينتصر عليه.
شخصية مثل الدكتور أحمد الجلبي، قارع النظام البعثي منذ نعومة اضافره، وكان له مواقف جريئة، في التصدي لمثل هذا النظام الكافر، وهذا الأمر ليس غريبا عليه، لما يحمله من طاقات كبيرة، سوى كانت علمية، أو سياسية، تأهله للقيادة، ولأنه ينحدر من عائلة قدمت كثير لأجل العراق وشعبه، وهذا الرجل أثبت أنه فارس ومقاوم شرس، لدكتاتورية البعث المجرم، لأنه شعر بمعاناة الشعب العراقي، والظلم الذي لحق به، مما دفعه لتدويل هذه المظلومية.
العلمية التي يتمتع بها الجلبي( رحمه الباري)، كثير من قياداتنا السياسية، يحسدوه عليها، فلذلك طيلة الفترة السابقة، لم تسمح له الأحزاب والكتل، بأن يكون في الصدارة، أو يعتلي منصب عالي في الحكومة العراقية، لأنه سيجلب الأنظار له، مع العلم أكثر العراقيين يجهلون شخصية هذا الرجل، الذي لعب دور كبير في خلاص الشعب العراقي، من الحكم البعثي.
الشعب؛ والعملية السياسية، هما الخاسران، من موت الجلبي، لأن لديه ملفات كبيرة وكثيرة، للفساد في البنك المركزي العراقي، وغسيل الأموال، وعمليات تهريبها، ومن الذي يقوم بسرقة أموال العراق، بحكم علميته، واختصاصه، وعمله المصرفي، يمتلك معلومات جمة، ووثائق تدين رؤوس كبيرة في الحكومة العراقية، عقلية مصرفية مثل الفقيد الجلبي، يستطيع استرجاع الأموال التي نهبت من العراق.
فقيد العراق؛ لديه إمكانية مالية كبيرة، قبل أن يعود للعراق، وكان بإمكانه أن يكون مستقلا، ولا يشغل فكره بالعراق والسياسة، ويحافظ على أمواله، ويزيد ثروته، لكن غيرته، وتاريخ عائلته، التي تصارع من أجل الفقراء من الشعب العراقي، جعلته يسير على ما سار عليه أبوه المدفون في الكاظمية، وجده المدفون عند مرقد السيدة زينب.
في الختام؛ هنيئا لحسن العاقبة، أبا هاشم، بدفنك قرب الجوادين(عليهم السلام).