23 ديسمبر، 2024 2:51 م

آية الله السيد عبدالصاحب الحكيم/44

آية الله السيد عبدالصاحب الحكيم/44

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
ولد الشهيد آية الله السيد عبدالصاحب الحكيم نجل آية الله العظمى السيد محسن الحكيم، في “النجف الأشرف” العام (1360 هـ ) مختزلا مراحل الدراسة، في الحوزة العلمية، التي إنتظم فيها، منذ طفولته، لافتا عناية أساتذتها؛ منجذبين لألمعية أخلاقه وطهر قلبه وحلاوة معشره.. لا تفارق وجهه الابتسامة المنشرحة، التي يتجسد فيها سر الآية القرآنية الكريمة: “ألم نشرح لك صدرك”.
ولأنه شديد الولاء لأجداده.. سلفه العظيم.. أهل البيت.. عليهم السلام؛ فقد إنشرح صدره بالشهادة في سبيلهم.. تلقاها مؤمنا بنيل أحدى الحسنيين.. ولأن النصر مرهون بقدر تباطأ حتى 9 نيسان 2003؛ فقد عجل له الرحمن.. جلت قدرته، بالشهادة، يستقي من ماء حوض الكوثر.
عاش الشهيد.. تقدس سره؛ شغوفاً بالعلوم الدينية، بالغا مرتبة الاجتهاد في سن الثلاثين، جامعا الشباب حوله، خارج المنهج الدراسي، في ليلي رمضان.. كثير الاعتكاف.. يتردد على مراقد الأئمة الأطهار.. عليهم السلام، مداوماً على صلاة الليل، يؤدي الصلوات المستحبة باستمرار.
له مؤلفات مهمة، في المكتبة الاسلامية عموما، يستنير بها المهتدون، في مفازات النور، وترشد الضالين الى سبل الهدى، إحتواءً لمن شاء ان يتقي، فزاده الرحمن يسرا في أداء شعائر التقوى، مسهلا مناسكها تنبسط بين يدي قدرة الله.
.. اعتقل يوم 10/5/1983، مع مجموعة من أشقائه، يتلظى معذبوه في جحيمهم، وهو ينعم تحت سياط الكفر، إقترابا من الجنة، التي بلغها بنيل درجة الشهادة الرفيعة، يوم 5/2/1985، في معتقلات أمن الطاغية المقبور صدام حسين، بعد أن نفّذ البرابرة البعثيون حكم الاعدام بحقّه تغمّده الله برحمته، فإنسابت أجنحة الملائكة ترفرف وئيدا، وهي تنقل أثير روحه، بتؤدة رحوم.
طبتم مقاما وتعالى رب العالمين الذي إصطفاكم لنعمة دينه.. دنيا وآخرة.