نشرت كمقالة باسمي المستعار (تنزيه العقيلي).
وجاء في سورة النساء: «أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ، وَلَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلاَفاً كَثيراً»، وهذا تشكيك ذاتي، فقد جعل عدم الاختلاف والتناقض دليلا لصدق دعوى إلهية القرآن، وهذا هو منطوق الآية بتعبير المناطقة، أما مفهومها المترتب على منطوقها، فهو إن الاختلاف والتناقض – إذا ما اكتشف – فهو دليل على عدم صدق دعوى إلهية القرآن. وسنجد في بحوث لاحقة مدى التناقض وحالات الازدواجية في القرآن، فإذا ما ثبتت صحة نتائج تلك البحوث، فسيدل ذلك – بحسب تقرير القرآن نفسه – أنه «مِن عِندِ غَيرِ الله»، عندها سيتحتم القول بعكس النص ليكون: «أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ، وَلَو كانَ مِن عِندِ اللهِ لَما وَجَدو فيهِ اختِلاَفاً كَثيراً».
ولعلي أشير – بتسديد الله وتوفيقه – في بحوث أخرى إلى الأخطاء اللغوية في القرآن، النحوية منها والصرفية والإملائية والبلاغية، وما أجده من الثغرات وحالات الارتباك والتناقض، وكل ما يتعارض مع مبادئ الإنسانية، وقواعد العقلانية، وأسس العقل الفلسفي، وكل ما ينقض مبدأ تنزيه الله عن النقص، والذي يمثل القاعدة الأساسية للإيمان بالله، ولعلها تتقدم مرتبة على مبدأ التوحيد، لأن التوحيد ما هو إلا نتيجة للتنزيه. [وهذا لا يتعارض مع ما ذكرته في مقالات أخرى من أن التنزيه يمثل أعلى مراتب التوحيد. وإذا لم أضمن هذا الكتاب البحوث التي أشرت إليها، فسيكون ذلك بكل تأكيد ضمن كتاب آخر بعنوان «القرآن .. قراءة نقدية»، أو «… قراءة مغايرة»، أو بعنوان آخر، إذا ما وفقني الله لإنجازه.