نشرت كمقالة باسمي المستعار (تنزيه العقيلي).
عندما يوجه إليّ مثل هذا التحدي، سأقول إن هذا لا يعنيني، فإني إن أتيت بمثله، ولو بمضامين أخرى، فسيكون تقليدا، ولا إبداع ولا تميّز في التقليد، وإن أتيت بشيء مغاير، فمسألة أيٌّ من القرآنين أفضل، قرآن نبي الإسلام، أم قرآن تنزيه العقيلي [الاسم الذي نشرت المقالة تحته]، ستبقى قضية نسبية ومختلفا فيها. لكن دليلي على عدم أفضلية القرآن نسبة إلى كل ما كتبه الناس قديما وحديثا، هو إن القرآن مفتقر إلى الكثير من التنقيح والتصحيح، بما فيه تصحيح الأخطاء اللغوية، النحوية منها والبلاغية، ومعالجة التكرار والإطالة، وسد الثغرات، وإزالة حالات سوء الفهم، ورفع اللبس عما يسميه القرآن بالمتشابهات، والاقتصار على المحكمات، ومعالجة حالات التعميم والإطلاق فيما لا يحتمل عادة التعميم والإطلاق، وحذف كل مبررات الكراهة والعداوة والاحتراب بين أفراد المجتمع الإنساني، بسبب التغاير والتباين في العقائد والأديان والإيمان والكفر، ومعاقبة الإنسان لا لشيء، إلا بسبب قناعاته، مما يُعَدّ تعارضا واضحا وصارخا مع العدل الإلهي، وذلك بجعل الإيمان معيارا، بينما معيار الجزاء الموافق للعدل الإلهي، يجب أن يكون وفق الرؤية الفلسفية المنزِّهة لله من النقص، هو العمل المقترن بالنية، على ضوء تحديد العناصر الاختيارية من غير الاختيارية في شخصية العامل إيجابا أو سلبا، أي إتيانا أو تركا. وكذلك دعوى أن الله لم يخلق الجن والإنس إلا ليعبدوه، أو أنه كان كنزا مخفيا، فأحب أن يُعرَف، فخلق الخلق، كما جاء في نص تحت عنوان الحديث القدسي، وكذلك الحاجة إلى تنقيح القرآن بحذف كل ما يمكن أن يكون خرافة، أو لا أقل ما يمكن تأويله إلى فهم خرافي، وسأعرض إلى كثير مما أشرت إليه في مقالات وبحوث لاحقة. التنقيح إذن، أو إمكان – إلم نقل – وجوب التنقيح للقرآن، بما يجعله أكمل مما هو عليه، وأكثر عقلانية ومعقولية وإنسانية، لهو الدليل على نقصه، وعلى لاإلهيته، بضرورة أن الكامل، لاسيما كمالا مطلقا سبحانه، لا يأتي منه إلا الكامل، ويستحيل استحالة قطعية أن يصدر عنه ناقص، أو كامل كمالا نسبيا، وبالتالي مفتقر إلى الإكمال، أو التكميل. إذن قدرتي على الإتيان بأفضل منه، عبر تنقيحه وتصحيح أخطائه الفلسفية والعقلانية واللغوية، دليل على عدم كماله، وبالتالي عدم صدوره عن الله. فالارتباك مثلا في ترتيب الآيات، والتنقل غير الحكيم والمربك، بل التداخل أحيانا بين المواضيع، دليل آخر على نقصه. فإذا كان هذا الارتباك في الترتيب آتيا من الذين جمعوا القرآن من الصحابة من بعد نبي المسلمين، وليس من مؤلفه المدعى أنه الله سبحانه، فأين ضمانة الحفظ المدعاة إذن؟ أين هذا من الضمان الإلهي المدعى قرآنيا والمعبر عنه بـ «إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ، وَإِنّا لَهُ لحافِظونَ»؟