يقولون لك إنّ السيد على أكبر ولايتي لم يتطرق إلى الانتخابات، لكنه تحدث عن الصحوة الإسلامية واندحار الشيوعيين والمدنيين!! ويضيفون إنّ الرجل لديه وجهة نظر في ما يجري بالمنطقة!! لكنه قال أيضا إن سبب مشاكل الشرق الأوسط هي الأحزاب الشيوعية والليبرالية والقومية، والحمد لله إنها اندحرت في النهاية!!
والآن اسمح لي ياسيد ولايتي أن أقول لك إنني مثل ملايين العراقيين لانستطيع أن نعترض على كلامك ولا حتى على إشاراتك أو همساتك، أحياناً نكتب في الفيسبوك وأحياناً أخرى نحتجّ في ما بيننا، لكن هل نستطيع أن نصدر بياناً نقول لك فيه ياعزيزي مالك ومالنا؟ خليك مع صحوتك الإسلامية واتركنا مع صحوة عباس البياتي، لا أتذكّر منذ خمسة عشر عاماً أنّ مسؤولاً عراقيّاً اعترض على ما تفعله إيران في العراق، وتتذكر معي كيف ركب سليم الجبوري راسه ذات يوم، فأخبرتنا حنان الفتلاوي أنه متورط بعمليات إرهابية في ديالى، لكنه سَمع النصيحة وحمل ملفّه مسرعاً إلى عاصمة القرار العراقي طهران. وما إن التقى بسيادتك حتى تغيّرت لهجة المعترضين عليه، ووصفته زعيمة إرادة بأنه أنجح رئيس برلمان مرّ على هذه البلاد!
وتتذكر سيادتك الحديث الممتع للنائب باقر جبر الزبيدي، عندما أكد أنّ المشكلة التي واجهت حزبه ” العراقي ” المجلس الأعلى، تمّ التباحث بشأنها في العاصمة الإيرانية طهران! ربما البعض يعتقد أنني أنتمي لجيش إلكتروني مهمته الإساءة إلى رموز البلاد. لكنبي أعرف ان معظم أحزابنا تدين بالولاء لإيران أولاً وللعراق ثانياً، رغم انها كيانات سياسية تحتل عدداً من المحافظات والوزارات، لكنها عندما تواجه مسألة تنظيمية أو إعادة تقييم، فإنها تذهب باتجاه الجارة العزيزة. لماذا؟ سأترك الجواب لسيادتكم أيضاً.
لن تصدِّق ياعزيزي السيد ولايتي عندما أقول إنني معجب بك. فلا أتذكّر أن بلاداً تعثرت كما نتعثر. لماذا؟ لأنه لايوجد مسؤول أو سياسي يستطيع أن يقول للجارة تركيا لاتعبثي بأمننا واستقرارنا، أو أن يغرّد خارج سرب طهران، كما قلتُ لسعادتك في مقال سابق أن لا أحد يمكن له أن يصادر حقّ إيران في أن تدافع عن مصالحها القومية، ولا أعتقد أن مهمتنا الانتقاص من سعي تركيا إلى لعب دور كبير في المنطقة، ولكنني أسأل ساستنا الأفاضل، لماذا يرتضون أن يلعبوا دوماً دور التابع؟
ازدهرت الشعوب والأمم بقادة أصرّوا على إشاعة روح الوطنية والإنتماء للوطن ، بينما غرقنا نحن مع تقلّبات محمود الحسن من دولة القانون إلى ائتلاف النصر.