20 مايو، 2024 9:11 م
Search
Close this search box.

آه و آه ياعراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

للمؤلفين روائع يُقرها النقاد والقراء حيث ان هذه الروائع تخلدُ كُتابها . ويختلف النقاد والقراء احيانا في تشخيص او تحديد هذه الروائع. فهذه رواية (حقل الحيوان) لمؤلفها الانكليزي (جورج اورول) حيث تُرجمت الى اكثر من اربعين لغة وبيع منها ملايين النُسخ . انها روايةٌ رمزيةٌ ساخرة ذات اسلوب تهكمي حتى ان مؤلفها قال (ان الكلمات اقوى من الاسلحة)!! فما هي قصة هذه الرواية ؟    

      تتكلم الرواية عن حقل يملكه السيد جون ويديره مع مجموعة فاسدة من مستخدميه ، اذ تُهمل الحيوانات وتُترك من دون عناية وكذلك المزروعات. يحلم احد الحيوانات بتغيير قادم وان هذا التغيير سيجعل مِنَ الحقل مُلكاً لهم وانهم اي الحيوانات سيتدبرون ويديرون كل شئ بأنفسهم . يطلب هذا الحيوان وهو الخنزير الاكبر في الحظيرة اجتماعا للحيوانات جميعها ليروي حلمه لهم مبشرا اياهم بالتغيير وان التغيير قادم وانهم سيتقاسمون كل شئ وانهم سيكونون احرارا لافرق بين صغيرهم وكبيرهم فالكل سواسيَ ، حتى ان الحيوانات بدأت بالهتاف من اجل الحرية والمؤاخاة والمساواة.       

ويبزغ فجر الثورة فجر التغيير وتفرح الحيوانات وترقص وتهلهل مرحبة بيوم الخلاص مضحية ببعض افرادها من اجل الثورة ثم تنحرف الثورة حالها حال الكثير من الثورات اذا ينفرد افرادُ بها ليسيروها حسب مصالحهم واهوائهم ، فما كان ممنوعا من قِبل قادة الثورة اصبح مسموحا به لهم فقط حينها احست الحيوانات بأنها قد خُدِعَت فلا شئ من الوعود قد نُفذ بل العكس زاد الظلم والطغيان وزاد ظلم القادة من الحيوانات للحيوانات الاخرى وزاد استبدادهم ونُفيَ المخلصون من الحيوانات واُغتيلَ بعظهم وحُرم بعظهم من اولاده ، والمضحك المبكي ان من نادى بالمساواة والعدالة قد زور الانتخابات فبعض الحيوانات صوتت مرتين !! اما اصحاب الحقول المجاورة فقد بدأو بالتعامل مع القادة الجدد لسلب ثروات الحقل وبثمن بخس.     

 وُعِدنا بارباح من عوائد النفط ولكن، وُعِدنا بزيادة مفردات البطاقة التموينية ولكن، وُعِدنا بتحسين البنى التحتية من ماء وكهرباء ولكن، وُعِدنا بتحسين اوضاع التربية والتعليم حتى اننا لازلنا ندرس في مدارس طينيه ،وُعِدنا بعام 2008 عاما للاعمار ولكن ، وُعِدنا بالامن والامان ولكن، وُعِدنا بتحسين المستوى الصحي ولكن، وُعِدنا بتحسين المستوى المعاشي واذا بالضرائب تفرض على الرواتب ، وُعِدنا بتوزيع المركبات على اساتذة الجامعات والمعلمين ولكن، وُعِدنا بمحاسبة المقصرين والفاسدين والسراق والمزورين الذيم ملئوا دوائر الدولة ولكن،وُعِدنا بالقضاء على الفساد المالي والاداري والاخلاقي ولكن. وليتك لكن لم تكونِ فقد زدت عليَّ همومي وابكيت عيوني وادميت قلبي وجفوني فمتى تخلصنا منك يد المنونِ. آه وآه ياعراق ياروحي وفؤادي وعيوني.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب