23 ديسمبر، 2024 8:27 ص

آه .. من سلام الشماع ؟ !

آه .. من سلام الشماع ؟ !

يعمد العديدُ من الصحفيين ، خاصة المندوبين وكتاب التحقيقات ، إلى اقامة علاقات مهنية وشخصية مع كتاب الطابعة ، وأرشـيف الحفظ (الصادرة والواردة) ، ومع موظفي السكرتارية ، والهدف : الحصول على الأخبار من مصادر مطلعة ، والوصول إليها عبر أبواب خلفية . وعادة يُبقي الصحفي(مصادر)أخباره سراً .ذلك أداء مهني لا غبار عليه .
لكنني وزميلي الصحفي عادل العرداوي تعرضنا الى موقف محرج . ففي عام 1989 ، كان الصحفي سلام الشماع يحرر صفحة (شكاوي الناس) في جريدة القادسية . ولم تكن نظرة المهندس خالد الجنابي ، أمين بغداد ، إلى الصحفي سلام الشماع ، لم تكن نظرته ايجابية . عموماً : العلاقة متوترة مع معظم الوزراء ورؤساء الدوائر والشركات الحكومية . اما امين بغداد ، فيعتقد ان الصحفيين سلام الشماع ، وعز الدين المانع (محرر الثورة والجماهير) ويحيى الدباغ محرر شكاوى المواطنيين بجريدة الجمهورية ، أنهم يستهدفونه ، وغير موضوعيين فيما يكتبونه .. وذات مرة ، كتب الشماعُ عموداً صحفياً تناول فيه أداءَ الأمانة بالنقد . اقتطعنا هذا العمود وعرضناهُ على أمين بغداد ، فعلق عليه : آه من سلام الشماع !! . ويبدو أن الشمّاع أثناء احدى زياراته لقسم الاعلام بأمانة بغداد ، قد إطلع على ما كتبه أمين بغداد ، بمساعدة موظفات وحدة الحفظ (الأرشيف) ، وهو ما أُرجِّحه ، أو أنه : بغفلةٍ من الموظفات قد قرأ ملاحظة أمين بغداد . وهنا عاد الشماع ليتحرش بالأمانة مجدداً . حيث كَتَبَ عموداً ، جاء فيه ، مضموناً وربما نصاً : المطلوب من أمانة بغداد أن تعالج السلبيات ، لا أن يُقال : آه من سلام الشماع ! . واطلع المهندس خالد الجنابي ، أمين بغداد ، على ما كتبه – مجدداً – الصحفي سلام الشماع . وثارتْ ثائرتُه . جمع أوراقَه ، وجاءنا الى مقر قسم الاعلام في حديقة الزوراء . كنا ثلاثة ، نتصدر القسم ونتوزع مسؤلياته . وفي مكتبي بالقسم ، عقد أمين بغداد اجتماعاً معنا ، نحن الثلاثة (الصحفي العرداوي ، وأنا ، والاعلامي جاسب كريم) . ووجه كلامه نحوناً ، قائلاً : هذا المثلث الذهبي (يقصدنا الثلاثة) هو المسؤول عن هذا (التسريب) ، بعد أن تحدث ، بما يشبه المقدمة ، عن خطورة : تسريب أسرار العمل للصحافة أو غيرها .

وألقينا المسؤلية على زميلنا الشماع ، بأنه ألقى نظرة على البريد الاعلامي قبل أن يحفظ ، وقرأهامش الأمين .

وهدأ أمين بغداد . وتحركتُ لاصلاح ذات البين بين أمانة بغداد والصحفي المشاكس : سلام الشماع . وأثمرت جهودُنا المضنية الصامتة عن جولة صحفية صَحَبَ فيها الشماعُ أمينَ بغداد . وعقب الجولة كتبَ سلامُ الشماع تحقيقاً صحفياًعلى حلقتين ، نُشِر في جريدة (القادسية) ، وتحت عنوان : جولة مع رئيس مُحتسبة بغداد ؟ ! .

وأغلقنا ملف (الشماع – الجنابي) ! .