عندما شنت أمريكا ألحرب على العراق في عام (2003)، للإطاحة بنظامه العفلقي، طل على شاشات التلفاز الطاغية وأخذ يخطب بالشعب كما على عادته، وأطلق على الحرب الأخيرة بأنها “أم الحواسم” فهي الحاسمة للقضاء على أمريكا وإسرائيل كما يزعم؛ لكنها حسمت أمره بالنسبة للعراقيين، وانتهى عهده وأشرقت شمس الأمل من بعده.
اليوم العراق يعيش وضع امني مرتبك؛ بسبب الإرهاب، والمليشيات، والتدخل الخارجي وأخيرا الإعمال العسكرية التي تجري ألان في الانبار، هل ستكون أم الحواس؟ لكن آه لو قتلنا الميم لتكون الحواس كي تتحرك حواسهم ليشعروا ويستشعروا بما يحدث.
بعد السياسة المرتبكة لرئيس الحكومة، وانعدام الثقة بالشركاء بالعمل السياسي؛ سببت تركة كبيرة لم تحسم كثير من الأمور المتعلقة بإدارة الدولة، والقوانين والتشريعات التي تصب لمصلحة المواطن.
ذهبت كل تلك الإطراف في تشكيل الحكومة، بعد الدورة الانتخابية الأخيرة الى الاتفاقيات الغير دستورية، وترك العقلاء جانبا، واخذوا يتقاسمون الكعكة، والكريمة، والعصير فيما بينهم وتناسوا أن ورائهم قانون، ودستور يحكمهم ويحتكمون أليه في جل أمورهم؛ مما ولد فراغ امني ودستوري في شغل الوزارات الأمنية، التي سببت أرباك في دوران عجلة الأداء الحكومي، ناهيك عن قيام القيادات الأمنية تناغم وتداعب الإرهاب والمسلحين، واحتسابهم على أهل السنة، وهم منها براء كبراءة الذئب من دم يوسف.
ما حصل مؤخرا في سوريا، من حرب ضد إرهاب النصرة والقاعدة، الذي كان بإمكان العراق أن يستثمر تلك المواجهات مع النظام السوري، ليؤمن الحدود مع البلدين، ومنع تسلل المسلحين في الموصل وصحراء الرمادي، بعد انهزام (داعش) من قبل القوات السورية، حيث تراجعت تلك القوى لتتخذ من صحراء الرمادي ملاذ امن طوال ألأشهر الماضية لتكوين معسكرات ومخازن للأسلحة،استعداد للهجوم والإطاحة بالعملية السياسية.
اهتزت الحكومة لمقتل قائد من قيادات الجيش، وهبت لمحاربة إرهاب (داعش) في أوكارها، وأعطى القائد العام للقوات المسلحة مهلة العشرة أيام، وها قد انقضت وتوسعت العمليات وأخذت مدى أوسع مما كان يتصورها، و ثمة سؤال يدور في الشارع العراقي نتيجة ذلك، هل ستكون هذه “أم الحواسم” للقضاء على الإرهاب؟ أم ستكون أم الحواس للحكومة وقياداتها؟ فلنتابع الأحداث حتى الحسم..