26 نوفمبر، 2024 12:13 م
Search
Close this search box.

آه عليك يابلد!!

أيام مباركة نعيشها حذرين ، بل متألمين وناقمين وكارهين للذي نراه يحدث في وطننا المترامي الأطراف العراق ، هذا الوطن الذي له علينا حقوقاً ونحن الملزمون أمامه بالواجبات فقط ، لأننا ممن يصنّفون من (الجياع) الباحثين عن (المتاع) ومهما كان ذلك المتاع ، نحن قانعون به ، لكن أن يختفي أسوء المتاع حتى من سلال قمامة الأغنياء ، لكي لا يأكل منه الفقراء ، هنا يجب أن نتوقّف ونسأل لماذا فرغت (نفايات) الأغنياء من حاجات الفقراء في هذا التوقيت بالذات ؟ الجواب سهل جداً وهو أن أغلب الأغنياء من المتخمين ، باتوا يخشون على حياتهم في ظل الظروف الحالية ، فقرروا التكفير عن ذنوبهم والاتجاه إلى الديار المقدّسة لأداء العمرة ومن هناك سيطيرون لغرض الاجتماع مع عائلاتهم في دولة أوربية غربية أو أمريكية شمالية. كلهم في الهوى سوا سياسيون وبرلمانيون وموظّفون ومسؤولون مدججون بخيرات البلاد من فئة ممنوع (السؤال) لهم لأنّهم يمتصون ليس قوت الشعب وإنما حتى دمه المراق في كل الأماكن والاتجاهات ليصبح حاله كحال تلك الموءودة التي تسأل .. بأي ذنبٍ وأدوها. لقد أصبح وطننا مستباح لكل الأسماء والمسميات لتنفيذ الأجندات فيه ، هذا يجر بالعرض وذاك يجرّ بالطول والمواطن ابن البلد هو الذي يتمزّق لأنه من يتم شدّه من دون رحمة. الوطن يسير إلى منزلقٍ خطير والحطب هو المواطن والشعب ونحن عندما نقول ذلك ، فإننا نضرب أمثلة وهي ، كم من المسؤولين تم استهدافهم مقابل من يسقطون ضحايا من أبناء الشعب ؟ هنا نحن لا نحرّض ضد أحدٍ ونشهد الله على أننا نريد السلام للجميع كوننا نستهجن الأساليب التي تعتمد على سكب أو (شرب) الدماء وندعو بالصبح والعشاء للوطن والمواطن والمسؤول الأمين الذي يفكّر بالفقراء ، حتى وإن كان ذلك ببقائه في الوطن وترك سلّة نفاياته ليغرف من خيرها المسكوب ، ذلك المواطن الذي لا يزيد طموحه عن لقمة يمكن أن يبتلعها لتسكت الأحشاء التي تتشاجر منذ فترة طويلة ، أما ذاك المسؤول الذي أغفل وجود من يعيشون على نفايات مسكنه أو مكتبه أو الولائم التي يقينها للشبعانين بين فترة وأخرى ، فنقول له ، لن ينفعك الجواز الأحمر أو الأزرق أو الأصفر وما عليك إلا أن تعتز باللون الأخضر ، لأنّه لون النقاء الذي اختّطه أهل البيت كشعار لهم وليتكم تتحلّون بالصفات الكريمة لآل بين النبي ، لأننا ساعتها لن نجد من يسكن في السماء وغيره تحت الأرض ، في قبورٍ أو ما يطلق عليها بيوت أو دور لا تعود إلى مشاريع الدولة أو المستثمرين ، لأن ما ينتج عن ذلك ، يذهب في غير محله ولا يبقى غير من اعتاد التواجد في العراء ومن يكون غير المواطن الذي نراه بين الشهداء والجرحى والمعوزين والمتسوّلين والمحتاجين والمرضى . يا لهم من مساكين لا يعرفون أن يولّون الأدبار ، كونهم مجبرون على البقاء في الديار التي تحتاج للحطب وأي حطب أفضل منهم ليتدفأ به المترفون المتنعّمون وآه وألف آه يا بلد وحسرتنا تخرج من الكبد وهي تبكي المال المفقود والأرض ومن ثم الولد وآه عليك يا بلد.

أحدث المقالات