20 ديسمبر، 2024 10:07 ص

آه آه لو أنبارنا صامدة

آه آه لو أنبارنا صامدة

من يخوض في أروقة السياسة، يتضح له جوف السياسيين النتن، وكيف يتميز أغلبهم بالنذالة والخسة، ويرى من يدخل هذا المعترك؛ كيف يٌحارب من يجعل همه مصلحة الوطن، ويقف في جبهة، يعاديه فيها كل الطامعين والفاسدين وهم كثر، ولا يتركوه وشأنه حتى يحقق لهم ما يرغبون، وإلا فأنه يكون عدوهم اللدود.لم ننسى بعد إطلاق السيد عمار الحكيم؛ مبادرة أنبارنا الصامدة بوجه الإرهاب، عندما بدأت المظاهرات في المناطق الغربية، وبالخصوص محافظة الانبار، وقبل توغل الجماعات الإرهابية وركوب موجة التظاهر، حيث كانت المبادرة تتضمن أمور عدة، أهمها صرف مليار دولار إضافة لموازنة المحافظة، تهدف لتشغيل أبناءها العاطلين قبل أن تجرفهم موجات الطائفية.إشترطت المبادرة على الأنباريين شروط كثيرة، مقابل المليار دولار، لكن نتانة السياسيين عادت، وأثارت ضجة إعلامية، صدقها جهال القوم، بأن المبادرة تنص على تحويل أموال نفط البصرة الى الأنبار، وحوربت المبادرة دون علم بمضمونها، علما بأن المليار كان يدفع لهم كمجالس إسناد وغيرها، من ترهات دعم رئيس الحكومة لا حكومته.ألغيت المبادرة، وبسبب السياسة الرعناء التي يمتلكها الساذجين، تمكنت داعش من كسب رضا الشارع الانباري، لتتوغل في قلوبهم وتجتاح شوارعهم وتسيطر على كل المحافظة، لا بل المحافظات الاخرى المجاورة، وها نحن اليوم ندفع أموال كل نفط العراق، للتخلص من داعش، فضلا عن الأرواح الطاهرة التي أزهقت بسبب هذه الحرب الباطلة.هذه الحادثة تذكرنا بالخطأ الذي إرتكبه إبراهيم الأشتر، برفضه زيادة مستحقات إبن الحر، الذي سبب أزمة في الكوفة وتصافح مع أعداء حكومة المختار الثقفي، وقضى عليها، فماذا لو كسبناهم لصالحنا بمليار واحد؟ نجند فيه أبناءهم دون أن ندفع بأولادنا، الذين يعادل أحدهم مليارات الدنيا، الى معركة سببها السذج من السياسيين.أنبارنا صامدة وتحررت، بفضل سواعد فتيتنا ودماءهم الغاليات، لكن ماذا عن الأرامل والأيتام؟ ماذا عن الأمهات الاتي أثكلن بأولادهن؟ ماذا عن الخراب الذي حل؟ ماذا عن العوائل التي هجرت؟ أسئلة ما زلنا بإنتظار أجوبتها، من لجنة التحقيق التي ما إن تكلمت حتى ألجمت، بسبب التدخل السياسي الصارخ، من قبل المسببين.ما أود قوله: إلتزموا بما يقوله إبن الحكيم، وإلا تفشلوا، ولات حين مناص، فهو من أهل بيت زقوا العلم زقا، ورجل سياسة عادلة ومنضبطة، ما يقوله حتما مرتبط بالرصانة ورجاحة العقل، فلا تحاربوا من جاد بنفسه وأهله في سبيل الدين، ولا تنتظروا منه خذلان الوطن وإن كلفه ذلك نفسه وأهله.

أحدث المقالات

أحدث المقالات