12 أبريل، 2024 7:18 ص
Search
Close this search box.

آهات وطن

Facebook
Twitter
LinkedIn

حشو رؤسنا في الصغر حب الوطن من الايمان  .. لوحة قرأناها في المدرسة.. رسم على الحائط .. ضخ معلم و تربية البيت ..ننام في حضنه الدافيء..هو بيتنا الكبير..وعندما كبرنا كبرت معانا همومه وتعمقت جراح حبه في الشرايين ..لم يسعنا رغم كبر حجمه ومساحته وكثرة ناسه فهاجرنا في ارض الله الواسعة لتجربة وطن ثان نبحث فيه عن الحب والأمان والايمان والدفء الذي فقدناه.

لماذا نجح الغرب في دمجنا في مجتمعه ونحن طائعون .. وفشلنا في أوطاننا وربحنا فقط شعارات.. نلهث وراء القائد الضرورة ..الملهم ..والجديد الان نصف {الاه } ندعوا له ونتمسح ببركاته ..وحناجر الخطباء مبحوحة في تمجيده في ميل وهوى وطول أمل ..أحكام تبتدع ..وأهواء تتبع.. تشتغل فيها قلوب أورثتنا المشاكل والخسارة والندامة.

فشلنا في الدفاع عن الوطن رغم تضحياتنا الكبيرة والمريرة ..اذ قتالنا كان دون وعي ودون ايمان بقضية وانما تدفعنا رغبة غبية لمن يملك مفاتيح السلطة ومقاليد الامور بيده ليدفع  بنا نحو الهاوية ..أخذت منا فلسطين الكثير وحرب ايران الاكثر والثالثة  حروب الخليج أجهزت علينا .. تجردنا في اخلاصنا في القلب والمشاعرفي خدمة البلد  لكل ابوابه ومفاصله التي سدت أمامنا وبقى الحاكم متسيد وان يكون الاول في كل حصة وفصل.

واجهنا نظام يظلم الناس لم تذهب عنه وبطانته نخوة الجاهلية.. ومستبد بكثرة اتباع متزلفون..وقصصه مشهورة في قمع الحريات ..والسيطرة وحب المنزلة هي ما يملك بالتضحية بارواح بريئة في حروب متعددة .

رغم الحب الشديد واظهار المودة والعطف على هذا الوطن ..لكن لم تثمر هذه البذرة في امة ندخل في فيئها ..ونستظل بها ..ننعم في خيراتها ونسكن في جنانها ..اورثتنا الهم والألم على ما قدمناه والحسرة على ما ضحينا من أجله .

خمسة عشر عاما حملت في جنباتها حسرة الهلاك.. رؤوس طلعت وأخرى اختفت دفعتنا نحو الخيبة ..كنا نأمل خلالها نجم ثاقب يرفع ثقل معاناة وهموم ما خسرناه من عمر وطن كانت فيه الحياة قاسية ..أثخنت في الرصاص ونحن لا نملك حتى الحجارة.. ولكن تعاقب الاسى من تعاقب الحكم ..وأثخن الجراح قتلة أغراب في اوصالنا كانت تزف الشباب والشيوخ والنساء والاطفال كواكب الى المقابر .

الى متى نعض على جرحنا في وطن لا يحتضن أبناءه الصابرين الواهبين في تاريخه المليء بالمتاعب وينتشي الموت به.. وكثير من تمسح شواربها فخرا لجثث الضحايا  وتراها شلة لئيمة متاجرة في سدة الحكم فرائس.!!

ورحم الله شاعرنا الكبير الجواهري عندما القى قصيدة عام 1949نقتطف منها هذا البيت .

متاجرين يخربون ديارهم …………………ويكافئون على الخراب رواتبا

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب